قصة السودانية مريم يحي إبراهيم تذكرني بقصة سمعتها من إنسانة عرفتها عن قرب.. تركها والدها العربي مع امها الإنجليزية وهي لم تزل في سنين حياتها الأولى.. ولم يتصل بها على مدى أكثر من خمسة عشرة سنة.. وفجأه إتصل وطلب من أمها أن ترسلها إليه في بلده العربي للزيارة والتعرف على الأهل.. وسافرت للزيارة. سعدت جدا بالزيارة. خاصة وقد إحتفى بها الجميع كالعادة العربية بالإحتفاء وتكريم الضيف..إلى أن فاجأها الأب بالسؤال هل هي مسلمة ؟؟؟ وهددها بالتخلي عنها إن كانت إعتنقت المسيحية ؟؟؟
’دهشت من سؤاله وهو المسلم الذي تخلّى عنها كل هذه السنين وقطع الإتصال و لم ’ينفق عليها ولا على أمها…. وأجابته بانها لم تعتنق أي دين.. ولكنها وبالتاكيد ذهبت مرات عديدية للكنيسة بصحبة والدتها ووجدت هناك الكثير من العطف والمحبة…. ولكنها أيضا لا تعرف شيئا عن الإسلام… ولم تزر جامعا.. أو وجدت عطفا وحنانا من أي من المسلمين حولها بعد أن تخلى عنها في سنينها الأولى….
القصة أيضا تذكرني بإحدى قصص التراث.. عن المرأة الحامل التي جاءت للنبي تطلب منه إنزال الحد عليها لأنها زنت.. “” جاءت زانية الى الرسول- صلى الله عليه وسلم- وطلبت منه أن يطهرها وكانت حاملا. أمرها الرسول أن ترجع بعد أن تضع حملها. رجعت بعد أيام وهي تحمل طفلها وطلبت من الرسول أن يطهرها. أمرها الرسول بالذهاب وعدم العودة اليه الا بعد أن تفطم رضيعها.. ذهبت ورجعت وطفلها يمشي الى جوارها وهو يمضغ كسرة خبز.. فأعطى الرسول الطفل الى أحد الصحابة وطلب منه أن يربيه مع أطفاله وأمر بحفر حفرة للزانية ووضعت فيها وأمر الصحابة باقامة حد الزنى عليها فأخذ الصحابة يرجمون الزانية. وحدث وأن تطايرت قطرات من دمائها وأصابت ثوب أحد الصحابة رضوان الله عليهم فسبها.. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ” مه.. لقد تابت توبة لو وزعت على أهل الأرض لكفتهم “”
كلا القصتان.. تتشابهان مع قصة مريم السودانية..ففي الأولى الأب تركها مع أمها المسيحية.. فكيف تعرف الإسلام أم أنه وراثة فقط ؟؟؟؟.. وفي القصة الثانية.. أعتقد وأريد أن أؤمن بأن تردد النبي في إنزال العقوبة وإعطاؤها المهل.. كان لثنيها عن خيارها بإنزال الحد.. وربما أيضا للتخلص منها..
أما تهمة الزنا الموجهه إلى مريم حتى وإن كانت مسلمه.. لزواجها من مسيحي.. فمن الممكن أيضا إخضاعها لتفسيرات إيجابية.. كما وفي التفسيرات التالية…
http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=6072c9d7e6c84e02
النصوص الإسلامية الحاكمة؛ وهي القرآن وسنة الرسول؛ لم تمنع المرأة المسلمة من الزواج بالكتابي؛ جملة من الآيات؛ تتحدث كلها عن تحريم زواج المسلمة بالكافر أو المشرك؛ ولا تتحدث عن الكتابي قط؛ وهي نفس نسق الآيات التي تحرم زواج الرجل المسلم من الكافرة أو المشركة؛ وتبيح للمسلم الزواج من كتابية؛ وإذا كانوا يبيحوا زواج المسلم بالمسيحية واليهودية؛ فان هذا يعني وفقا لهم إن المسيحيين واليهود ليسوا بكفار؛ التحريم لا يأتي إلا بالنص القاطع؛ وفق القاعدة بان “الحلال بين والحرام بين..
أيضا وكما في التفسير الآخر..
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_fatwa.php?main_id=18
زواج المسلمة من كتابى جائز شرعا بنص الآية الكريمة (أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ.
أما حد الردة.. فهو يعتمد على حديث أشك في صحته..”” من بدّل دينه فاقتلوه “”لأنه يتعارض تعارضا صارخا مع آية “”لا إكراه في الدين “”…
قتل هذه المرأة جريمة متكاملة الأطراف ستضاف إلى سجل التطرف الإسلامي.. وستضاف أيضا إلى سجل الكراهية للمسلمين والخوف منهم في كل بقاع العالم.. قتلها وفي الشهر الثامن من حملها.. وكونها أم لطفل في الثانية من العمر جريمة أكبر ستجرد كل مسلم يسكت عنها من إنسانيته…
منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية