طلال عبدالله الخوري 2011 / 8 / 7
مرة اخرى استخدمت فزاعة الاسلام بحنكة سياسية ليس لها مثيل من قبل مخضرمي سياسة النظام السوري لثني البرازيل عن ادانة النظام وارهابه ضد شعبه, حيث يستخدم الاسد هولاكو العصر الدبابات في قصف المدن والقرى التي تسير في شوارعها الاحتجاجات. لقد كانت البرازيل هي الدولة التي تبنت فكرة شجب العنف على الجانبين بسوريا في القرار الرئاسي الذي صدر عن مجلس الأمن مع العلم بان البرازيل هي عضو غير دائم فيه.
لقد بررت البرازيل قرارها هذا بان سقوط النظام السوري سيجلب نظاما إسلاميا متشددا، أو فوضى تتسبب في مآس كبيرة ضد الأقليات، بما فيها الأقلية المسيحية!
حنكة الديباوماسية السورية بتحقيق هذا النصر الديبلوماسي
لا نستطيع ان نستخف بحنكة دبلوماسيي النظام السوري, فهم يعرفون بانه سيكون للبرازيل شأن في قرار مجلس الأمن, وهم يعرفون بان لهم بالبرازيل بيدق شطرنجي سياسي يستطيعون تحريكه, وهو متمثل بالجالية السورية واللبنانية والتي تمثل قوة انتخابية لا يستهان بها و يسيل لها لعاب اي حزب سياسي بالبرازيل.
لذلك همت الدبلوماسية السورية بإرسال نائب وزير الخارجية فيصل مقداد إلى برازيليا، ونجح هذا المقداد بتخويف السياسيين البرازيليين من ان الاقليات بسورية ومنها الاقلية المسيحية ستتعرض للمآسي جراء تغيير النظام؟
ونحن نشك ( اي ليس لدينا اي دليل على هذا) بان فيصل المقداد اصطحب معه عند مقابلته للمسؤلين البرازيليين مجموعة من رجال الدين الاسلامي والمسيحي بالبرازيل والذين يستنفعون من نظام الاسد بسورية بطريقة او باخرى, لكي يؤكدوا روايته ويعددوا معه كل المأسي التي تحدث بالشرق الاوسط من جراء الارهاب الاسلامي المتطرف في كل من العراق ومصر والصومال وافعانستان وغيرها الكثير…. فهل يستطيع اي دبلوماسي برازيلي ان يتجاهل مثل هذه الحقائق وخاصة عندما تأتيه من قوة انتخابية برازيلية؟
الكهنوت الاسلامي والمسيحي من الد اعداء العلمانية والتغيير
من الواضح بان المؤسسات الدينية الاسلامية والمسيحية هم من الد اعداء العلمانية!! وذلك لان العلمانية ستحرمهم من الجاه والسلطة التي يمنحها لهم النظام الاستبدادي! ولان العلمانية ستحرمهم من العطايا السخية التي يغدقها عليهم النظام الاستبدادي, ولان سوق الاديان لا تنتعش الا بكنف الانظمة الاستبدادية. طبعا رجال الدين الاسلامي والمسيحي ينظرون الى نظرائهم الغربيين ويرون ما حل بهم جراء العلمانية؟؟ وكيف اصبحت مهنتهم محصورة داخل المعابد ,وهم يرون ايضا كيف ان الكثير من الكنائس تم بيعها بالغرب كعقارات وذلك لقلة المصلين الذين يرغبون بالتبرع لدفع نفقات ومصاريف الخدمات الدينينة التي يؤدونها!! بينما رجال الدين بالانظمة الاستبدادية تشارك بالحكم والسلطة والثروة.
كلنا نتذكر كيف وقف جميع رجال الدين بمصر من الازهر الى المفتي والى اصغر واعظ من وعاظ السلطان ضد الثورة والتغيير وأيدوا الديكتاتور وكفروا كل معارضيه. وكلنا رأينا كيف انهم انقلبوا على مواقفهم ولحسوا كل بصاقهم عندما تيقنوا من ان زمام الامور اصبحت مع الثورا وعندها فقط انحازوا للثورة. وهذا بالضبط ما يحدث مع كل الثورات العربية.
وهاهم الان وبمنتهى القذارة يريدون ان يجعلوا من طنطاوي رئيس المجلس العسكري مستبدا يحكم مصر, حيث انهم نادوا بمظاهراتهم الاخيرة بتأييدهم لحكم طنطاوي العسكري وكأن شيئا لم يتغير .
من هنا نرى بان المؤسسات الدينية اخر ما يهمها تحسين وضع الشعب وان كل ما يهمهم هو ان يكونوا وعاظ للسطان, يأكلون خبزهم من هذه المهنة وحتى لو كان على دماء الشعوب.
الفزاعة الاسلامية سلاح استخدمه ديكتاتور تونس للتمسك بالسلطة, ثم استخدمه ديكتاتور مصر حسني مبارك للتمسك بالسلطة, وما زال يستخدمه ديكتاتور ليبيا معمر القذافي للتمسك بالسلطة وايضا يستخدمه ديكتاتور اليمن صالح لاجهاض ثورة الشباب اليمني وبنفس االطريقة يستخدمة النظام السوري الذي يتعمد تخويف الأقليات بما فيها الأقليتان العلوية والمسيحية بفزاعة الاسلام.
من هنا نرى بأن هناك مشكلة واقعية هي مشكلة فزاعة الاسلام. هذه المشكلة هي مشكلة يعيها العالم ويلمسها لانها مشكلة مدعومة بالحقائق والوثائق التي لا تقبل الشك او الجدل ومن وثائق تاريخ الاسلام على مدى 1430 سنة وايضا من الواقع الحالي بالزمن القريب من الاحداث التي جرت وتجري في كل من العراق ومصر والسودان والصومال ولبنان وافغانستان والباكستان وايران وحتى جميع دول العالم قاطبة. هذه المشكلة هي مشكلة حيوية هامة يجب مواجهتها وايجاد حل لها, وذلك للمساهمة بانجاح الثورة السورية ولكي ينجح التغيير, ومن اجل ايضا تقصير زمن الثورة وبالتالي التقليل من عدد الضحايا وتقريب زمن الحرية والازدهار الاقتصادي. انا احمل زيادة زمن الثورة وضحاياها على فزاعة الاسلام اي على الفزع الذي يزرعه الاسلام بقلب الاقليات بشكل خاص والمسلمين والعالم قاطبة بشكل عام.
لقد استخدم هذه الفزاعة كل من ديكتاتور تونس و مبارك بمصر وصالح باليمن وبشار بسورية, ؟؟ هذا يعني بان هناك فعلا مشكلة ويجب حلها,والهروب او تجاهل هذه المشكلة لن يفيدنا ابدا, ولقد اقترحنا حلول لهذه المشكلة بمقالاتنا السابقة مثل مقالة : ما هو الحل (معضلة الدين الاسلامي).