فريق المؤمنين ضدّ فريق الكُفّار !

كنتُ في هذا الإسبوع الأخير من عام 2013 قد بدأتُ أضع على حسابي في الفيس بوك بضعة مواضيع من قبيل أجمل بوست معبّر , وأفضل سياسي أو عسكري نال إستحسان الجمهور ( السيسي طبعاً ) . وأسوء تاجر دين وأفسد سياسي , وأحسن كاتب وكتاب ومقال … الخ
لكن في هذا اليوم الاخير من العام عثرتُ على أغرب مباراة بكرة القدم !
في الواقع التسميّة الأصح : أسوء مبدأ وشعار على الإطلاق , تُقام تحته مباراة رياضية . إنظروا معي الى هذه المباراة
نجوم الدوري السعودي ــ ضدّ نجوم العالم المُسلمين .
الموقع الرياضي (( كوووورة ))
التأريخ : 30 ديسمبر 2013 , الساعة 18
المكان : ستاد مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية .
النتيجة : 9 ــ 5 لصالح نجوم الدوري السعودي .
لاحظوا ثانيةً إسم الفريق الخاسر هو .. نجوم العالم المُسلمين .
معناها ليسوا نجوم العالم الإسلامي , فربّما يكون بينهم في هذهِ الحالة مَنْ هو غير مسلم .
***
طيّب من غير تنظير وفلسفة وأدلجة وهرطقة وفذلكة وحذلقة .. للأمور .
وما عدا الأسئلة التي تدور في بال الجميع عن خطل إستغلال الرياضة في الدين والسياسة وما شابه .
أقول بكلّ لبابة وحصافة وكياسة وهدوء:
أليست هذهِ حفرة جديدة حفرتموها وأسقطتم أنفسكم بها .. يا قوم ؟
لأنّهُ ماذا تتوقعون النتيجة ,ولو على صعيد الرياضة وليس على الصعيد النفسي والإحباط المعنوي والإذلال الكبير , فيما لو حصلت مباراة مُماثلة يكون طرفها الأوّل نجوم العالم المُسلمين ( الذين خسروا بالتسعة )
ضدّ فريق مُفترض إسمهُ فريق العالم المسيحيين .
أو ضدّ فريق مُفترَض آخر ,إسمهُ على سبيل المثال :فريق العالم للكُفّار !
أتخيل الفريق الأوّل سيكون بقيادة ميسي , كوني أراهُ يرسم إشارة الصليب عند كلّ هدف يسجّلهُ . بينما الفريق الثاني ربّما سيكون بقيادة الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو أو CR7 حسب رمزهِ الحركي , كوني لا أراه يقوم بحركة دينية بعد كلّ هدف فظيع يُسجله .
حسناً / كيف ستكون مشاعركم يا قوم , لو خسرتم بنتيجة ثقيلة أمام فريق الكُفّار مثلاً 20 ــ 1 ؟
أو خسرتم أمام فريق البوذيين ( أفترض نجومه من اليابان والصين ) بنتيجة عاديّة 3ــ 1 ؟
بل ماذا لو فزتم على جميع الفرق وبفارق كبير , ماعدا فريق واحد مثلاً فريق المسيحيين ؟
هل سيكون هذا الفريق أحقّ منكم بالجنّة , وديانتهم هي الأصحّ ؟
مالكم .. كيف تفكرون وتحكمون ؟
هي مشاكلكم وعداوتكم وبؤسكم قليل , لتبحثوا عن الجديد حتى من خلال كرة القدم ؟
حتى هذه اللعبة الشعبية الجميلة الأولى في العالم , تريدون إفسادها ؟
بالطبع أنا كنتُ قد نبّهتُ الى ذلك منذ زمن ليس بالقريب . وبالتحديد منذُ قيام بعض البدو بشراء الأندية الأوربية الشهيرة بأموال البترودولار الناتجة من باطن الأرض بلا أدنى جهد بدوي . بل حتى العاملين في هذا الحقل ,جلّهم من الكفّار الأوغاد !
من القائل / يفعل الجاهل بنفسهِ ما لا يفعلهُ العدو بعدّوهِ ؟
نحنُ نعلم انّ تربية الأطفال على كراهيّة الآخر يحرمهم من برائتهم وينّمي روح العداوة والبغضاء لكل مختلف . فما بالك لو وصلت الأمور حتى الى مُتَع الحياة وجمالها , ككرة القدم ؟
أموت وأعرف : هل دخل الأشياخ مكان ولم يوّسخوه بوساختهم وعفونتهم ؟ من يعرف منكم مثل ذلك الشيء فلينوّرني به !
***
الخلاصة :
كان أفضل بوست إخترته يصوّر رجل أندونيسي تقريباً , يخوض مع الخائضين وغارق الى عنقهِ في مياه الأمطار وبالكاد يستطيع التنفس , وهو قد وصل الى كابينة هاتف عمومي , وقد رفع السماعة ليسأل المُقابل ما يلي : هل النقاب فرض أم سُنّة ؟
أسوء (تسميّة) في ظنّي تُقام تحتها مباراة رياضية هي التسميّة الدينية !
لأنّهُ متى وجدتم الأديان تجمع بين المُختلفين .. ولا تُفرّق ؟
ثمّ إذا سمحنا اليوم بوجود فريق اللاعبين المُسلمين .
فمن يضمن لنا الغد بأن لا تظهر تفاصيل وفرق جديدة على غرار
فريق السُنّة والجماعة لكرة القدم / وفريق الشيعة وآل البيت / وفريق الوهابيين الدموي / وفريق العلويين الأسديين … الخ
يعني هل إنتهت مشاكلنا وعداواتنا ليخترع لنا تُجّار الدين اُسس جديدة نتقاتل من أجلها ؟
أوّاه على شعوبنا البائسة النائمة في العسل , الى أيّ حفرة قذرة يقودها الطُغاة والبغاة وأعوانهم ؟
أرجوكم , كلّ جواب أتقبّلهُ ماعدا القول : هؤلاء لا يُمثلون الإسلام !
***
يقول أحدهم : مَن يكره أن تضحك الناس على عقائدهِ
ينبغي أن لا تكون لهُ عقائد مُضحكة !

تحياتي لكم
وكلّ عام وأنتم بخير بمناسبة العام الجديد
31 ديسمبر 2013

رعد الحافظ

About رعد الحافظ

محاسب وكاتب عراقي ليبرالي من مواليد 1957 أعيش في السويد منذُ عام 2001 و عملتُ في مجالات مختلفة لي أكثر من 400 مقال عن أوضاع بلداننا البائسة أعرض وأناقش وأنقد فيها سلبياتنا الإجتماعية والنفسية والدينية والسياسية وكلّ أنواع السلبيات والتناقضات في شخصية العربي والمسلم في محاولة مخلصة للنهوض عبر مواجهة النفس , بدل الأوهام و الخيال .. وطمر الروؤس في الرمال !
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.