الأمريكان يعاملون (الاسلام السلفي السني ) بالمثل …وذلك بفرض الجزية على المسلمين العرب مقابل حمايتهم من ( الإسلام السلفي الإيراني الشيعي ….)!!!
عبد الرزاق عيد
يبدو أن المستشارين الأمريكيين (المستشرقين ) شرحوا التعليل الاسلامي للفتح ، من قبل الخطاب الاسلامي المعتدل والمتطرف معا، وهو (إما الاسلام أو الجزية )، والجزية هي ما يدفعه الفردغير المسلم ( الذمي) قي البلدان المفتوحة مقابل حمايته من قبل الدولة الإسلامية ما دام غير مدعو للجهاد للذود عن بيضة الأمة الإسلامية …
أوباما باعتباره أكاديميا ومن النخب اثقافية الأمريكية ، فقد سبق له أن رفض طلبا خليجيا بتوجيه ضربة عسكرية لإيران ، مقابل تحملهم عبء تكاليفها ، فرفض أوباما الأكاديمي ، معلنا أن الجيش الأمريكي جيش دفاع عن الأمن الأمريكي وليس جيش ارتزاق يشتغل بالأجرة كبعض الميليشيات الشرق الأوسطية من أمثال ( البي كيكي ) ، التي سيعتمدها ( ترامب ) لاحقا ببرغماتيته البيزنسية المشهورة ، بأن يعمد لتشغيل ( البيكيكي ) عندة ككومبارس في حروب صغيرة تافهة مع عدو تافه كداعش ، عبر اعتماد هذا المبدأ الأمريكي (الارتزاقي) مع ( البيكيكي ) ، وهو أن يخوض الجيش الأمريكي حروبا ارستوقراطية استثمارية مربحة ماليا من جيوب الخليجيين ضد إيران التي قررالأمريكان احتواءها بعد الثورة الإيرانية ، وابعاد الشعب الإيراني عن ساحة الفعل الشعبي المدني الديموقراطي وتحكيم الملالي الطغاة للتأسيس للفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط عبر استعادة استعمالهم لدورالفرس التاريخي كأداة اختراق للاسلام والمسلمين الذي قاده و عربه العرب، وذلك عبر اللعب على مزيد من شق الاسلام ليس فقهيا فحسب بل وسياسيا وعسكريا وشعبويا بانتاج مذهب ديني ( شيعي) يرتكز على ركنين أساسيين شعبويا ( حادث الافك في تفسيق عائشة ، وتفسيق عمر بن الخطاب بوصفه بالمثلية) وتقديس أبي لؤلؤة المجوسي لقتله الفاروق عمر) ……….
فكانت الحرب العراقية الإيرانية لتحجيم إيران وتدمير العراق ، ويستتبع هذا السيناريو الأمريكي الآن باستخدام العته الملتي للآيات الشيطانية الإيرانية عبر تضخيم الوهم باستعادة الامبراطورية الفارسية ..
طبعا من حسن الحظ أن الفلسفة الأمريكية في (فهم الجزية الجهادية )، أنها تنطلق من الفهم الحرفي لمعنى الجزية ، كونها مقابل حماية من يدفعها ، والأمريكان يعلنون بصراحة أن هذه ( الجزية ) هي مقابل ( حماية الحكام وليس الشعوب )، وأنه بدون هذه الحماية الأمريكية لما كان للحكام العرب وبطاناتهم وحاشياتهم أن يبذخوا بطائراتهم الخاصة كما يفعلون ويصولون ويجولون بأموال شعوبهم دون حسيب أو رقيب …
لكن الخطا الاستراتيجي الأمريكي هو في تصورهم الوهمي أنهم قادرون بحجب حمايتهم عن الحكام أن يحاصروا الحكام وليس الشعوب ، كما فعلوا عندما حاصروا العراق فكان آخر المتضررين هم الحكام بينما الذي جاع هوالشعب العراقي …
لن نتحدث عن العراق والخليج النفطي ، بل إن المثال السوري شهير عالميا ، في المشكلة مع المانيا التي لم تكن تدفع لها حكومة أسد ثمن الدواء يا سم الصداقة وظروف الضائقة الاقتصادية ومن ثم طلبات التأجيل، فقال لهم الألمان أنهم لم يجدوهم يعانون من العسر والضائقة في دفع أسعار أحدث سيارات المرسيدس التي كانت القرداحة تملك منها أكثر من برلين !!!
وفي ذات الوقت اشتهرت حادثة وزير الداخلية عدنان دباع الذي كان يخصص طائرة خاصة لإطعام كلبه في مزرعته في حلب، وهو يعتبر من المرتبة الثانية في طاقم حكم الطاعية الأسد الأب ، أي أنه من (حثالات المدن ) الذي أطلق عليه بين زملائه في حلب اسم ( عدنان بكالوريا ) لأنه بقي اثني عشر عاما حتى منحوه هذه الشهادة …ودباغ هو من المرتبة الثانية في بنية النظام الأسدي التي تأتي بعد ( رعاع الريف من الطائفة الأسدية) ، التي كان رئيس أحد فروعها (علي دوبا ) يسافر بطائرة خاصة لبريطانيا لغرامه بلعب القمار ، حيث يعود في ذات الليلة ليكمل سعادته السادية بشرب الويسكي على أصوات المعذبين في معتقلاته …..
ولذا نتمنى على المعارضة المسماة سورية المفوضة للروس في أن تكون الحكم ، أن تطالبها بطلب (الجزية) كثمن لرقبة الحاكم مثل الأمريكان على الأقل، وليس أن يدفع الشعب السوري الجزية لبوتين ومافياته دما وجوعا ودمارا …
إن ما يحدث اليوم يذكرنا بيوم سقوط بغداد ، عتدما استسلم الخليفة وليس له مطالب عند الغازي هولاكو سوى بعض جواريه المحظيات الأثيرات لديه بعد أن كشف عن كل حزائن الذهب التي يخبئها حتى في النهر، فقال له هولاكو وجنودره يقتلون الخليفة داخل كيس من الخيش ،لو أن هذه الأموال والذهب الذي تملكه، كنت قد أنفقته على رعيتك لما استطعت أن أهزمك بهذه السهولة والعار ….ولو أن بيت الأسد ومخلوف أنفقوا ربع ما نهبوه من سوريا ،على شعب سوريا ، لما اضطروا أن يقلعوا أظافر أطفال درعا، ويحطموا أضلاع وأعضاء الجسد السوري ، الذي لا يمكن أن يستعيد قوامه وهم موجودون فيه …..