” فرخ حية ”

( الصِل فرخ الأفعى)

فى هضبة شرقية كل تاريخها غيومها سوداء بدون مطر, فقط تمنع سطوع الشمس على أراضيها و شعوبها .. يحكمها بهلوانات يوماً بدلة عسكرية أو بدلة مدنية و يوماً بجبة عفنة و لحية غير مسرحة و أوجه لا يخرج منها النور مثل غيومها السوداء …

و اخيرا و حسب الأسطورة و المنجمين اللذين دوماً يلقنونهم ما يجب أن يقولوا و هذا ما يحدث فى بداية كل سنة يطلع أو تطلع علينا منجما أو منجمة و لو حلوه و لكن تقرأ تقريراً جاهزاً من خادم الجن و يصدقها البسطاء …

اليوم و حسب المنجمين حكمت أفعى تلك الهضبة الملعونة بلعنة إله الوجه الجميل أفروديت إله الحب و الجمال و شبعاد إله الجمال السومرى لعنتها هى الأخرى فبقيت مقيتة و سميت قرن (الأفعى و الصل و البهلول)

وقفت الأفعى و الأفعية فوق سفح الهضبة تنظر لجيرانها فى تلك اللحظة كان أحد الأطفال يصطاد بمصيدته و أطلق الحصوة فلم تصب الطير البرىء و إنما فقعت عين الأفعى و سقطت لفترة من الزمن و عندما قامت قالت الثأر و سوف أقطع النسل و الحرث و الماء عند هؤلاء و لمدة من الزمن بدأت الأفعى إرسال صّلها و أصلالها الواحد بعد الآخر و يرجعوا مدميين و لكن هى أفعى (تلد كل يوم صلاً).

و هكذا وصلت الأصلال لكل الجيران و لسعت كل السكان, و عندها قام السكان و أصحاب الأرض عليها و لكنها أفعى بسبعة رؤوس و لقد قطع لها خمسة لحد اليوم … و اليوم أرسلت الصل الأخير و لكن بلباس آدمى قريب لأهل الأرض و أدخلت ألأفعى السكان بصراع خبيث بينهما و للأفعى دين اسمه فحيح و صلها له, دين أسمه ( فاحيش) و أستمر اقتتال الإخوة و تكره الأفعى سكان الأرض القدماء و كانوا هدفها الأول.

و لاحظ الدب الأبيض و نجار القبور هذه المعركة و أصبحوا طرفاً بها لأن أعداء الأفعى هم نفس الأعداء و أرسلوا لها كل أنواع الفئران لكى تلتهمهم لكى تستمر فى فحيحها.

أثناء هذه المعركة لم تلاحظ الأفعى بأن سهماً أصابها و لدغ حاوية السم التى فى قلبها و نزف السم الى أرجائها و هى لم تشعر به.

اليوم فقط عندما نَظَرَت الى الساقية لكى تشرب الماء رأت وجهها قد تغير و أصبحت صفراء, ففزعت و علمت بأن نهايتها اقتربت .. و لهذا أرسلت كل أصلالها باتجاه المنكوبين لكى تقضى عليهم وجلست على قمة الهضبة و هبت عاصفة هوجاء ترابية و بعد نهاية العاصفة وجدت أن كل ما أرسلته قد عاد اليها بدون روح و فهمت الرسالة .. أن النهاية قد اقتربت .. ما العمل؟

فطلبت من الدب الأبيض و صانع التوابيت و العون و لم يأتى. و لكن هدهد سليمان عاد لتلك الهضبة و نظر لتلك الحية التى كانت أفعى و قد هرمت و أسقط لها الرسالة ,أن الدب الأبيض و صانع التوابيت لم يعود من مناصريك, فلقد قدمت لهم الخدمة بلا مقابل و بكل غباء فما عليك إلا الانتظار و اكتمال الاصفرار حتى تشربين كل السم فقطار الموت بالانتظار …

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.