بعد فاجعة سقوط الاتحاد السوفياتي ، الخبر اللي سقط على راس الاميركان متل الصاعقة ، مو محبة بالسوفيتيين ، و لا حزن على اصحاب الوجوه الباردة و القلوب الميتة، و لكن لنهاية عدو صديق لطالما اتخّذ منّو الأميركي في ما سمّي بالحرب الباردة بعبع لبناء تحالفاتو، و عدو شبح لتمرير قراراتو في مجلس الأمن بما يتناسب مع سياساتو الخارجية و الداخلية..
راحت السكرة و اجت الفكرة..
صحي الأميركي تاني نهار بعد السقوط المدوي ليشوف حالو وحيد بهالعالم من دون عدو وهمي يساعدوا بالسيطرة على ما تبقّى من ثروات الارض..
و بدء من اليوم التاني بالبحث عن عدو بحجم السوفيات، و لكن الحظ ما ساعدو..
قام الاميركي بالأبحاث و الدراسات ، و عمل جلسات سرية و علنية ليقدر يشوف هيك عدو ، بس كل دراساتو كانت تصطدم بالميول الجديد للعالم بالعيش بسلام، السلام اللي ما بيناسب الاميركي بالمطلق..
فبعد ما عجز عن إيجاد عدو، قرر خلق العدو بنفسو..
عدو لا حدود له، لا عاصمة له، لا ارض له، لا ميزانية له، لا تعريف له.. عدو غير قابل للسقوط مهما حاول البعض اسقاطو.. عدو لا يسقط بسقوط قائد و لا يهتز بخسارة معركة.. عدو يتناسب مع ثورة المعلومات و وسائط الانتشار.. و لمّا وصلو لتصوّر كامل عن عدوهم المستقبلي، بدء التصويت على تسميته ، فاختاروا بالنهاية اسم الإرهاب..
و بدأ زحف العملاق الاميركي لمحاربة هذا المخلوق الاميركي المشوّه، و تم فرض ميزانيات هائلة لتمويل الصراع مع الأشباح ، و طافت خزائن مؤسسات التسليح بمليارات الدولارات بعد ما جفّت من الورق الأخضر طيلة عقد كامل..
من أفغانستان الى العراق..
من ساحل العاج الى مالي..
من طرابلس الى صيدا..
اسماء و اسماء و اسماء، شي فتح الاسلام و شي طالبان، و شي جند الشام، و شي ابو عدس ، و زرقاوي و حمراوي و صفراوي و كل ألوان قوس قزح..
مليارات الدولارات انصرفت على عمليات اخراج المارد من الفانوس، و مليارات اخرى انصرفت على عمليات اعادة المارد لنفس الفانوس..
حديثي عن هالموضوع اجى على خلفية ما يحدث في سوريا من كم يوم ، و على خلفية محاولة ثوار سوريا اعادة شبح داعش الى الفانوس و رميو مرة اخرى في مغارة علي بابا بانتظار شي سندباد جديد يعرف كلمة سر المغارة و يقول افتح يا سمسم ، ليقوم بفرك الفانوس من جديد و تطلع الأشباح من اول و جديد..
رسالتي اللي بدي قولها لثوار سوريا :
قبل ان تغلقو هالفانوس على أشباح التطرف ، احشروا معهون بنفس الفانوس عصابة و ميليشيات الاسد ، و لا تعيدوه الى المغارة، بل أرسلوه الى بطن المارد السوري حتى يبلعو ، هالبطن اللي ما بيفتح لا بكلمة سر سندباد و لا بشعوذة ميساء الساحرة..