فانتازيا ..كائنات أخرى

hamidoqbiمونودراما

المنظر

حوض مملوء بالماء، تتناثر على سطحه بقايا أخشاب وأغصان محروقة وأشياء أخرى مثل أوراق، بقايا سبورة صغيرة..لوحات من الورق المقوى كتبت عليها بعض حروف الهجاء باللغة العربية..أحذية ممزققة و محترقة..بالوسط عمود أسمنتي على رأس العمود شعلة نارية )

يجلس البطل بجانب العمود ملتفاً بكيس نايلون أسود يغطيه تماما ..يقف المخرج يرحب بالحاضرين و يوزع عليهم مصابيح

يدوية و يدعوهم للمشاركة بإرسال الضوء..

يرتفع صوت الموسيقى إشارة البدء.

يتحرك البطل داخل الكيس ..يحاول الإنفصال عن العمود

يجد صعوبة ..يعاني ..يصارع..يتألم ويصرخ.

.

يدور في غير إتزان، يخوض صراعاً من أجل التخلص من الكيس البلاستيكي والعمود..يعأني يتئاوه.

ينجحُ في تمزيق الكيس ثم يخلص رأسه منه تماماً، يظهر رأسه، يأخذ أنفاساً عميقة ثم يطلق الزفرات ببطء، يعيد العملية عدة مرات شهيق وزفير.

يصارع مرة أخرى يود تخليص بقية جسده من الكيس والتحرر من العمود ..يدور في غير إتزان و تظهر عليه علامات الإرهاق.

يدور حول العمود، يقف فيظهر نصف جسده العلوي العاري فوق الماء

يتطلع إلى العالم حوله، يصارع مرة تلو مرة..أخيراً ينجح في التخلص من الكيس والتحرر من العمود و يظهر جسده عارياً تماماً.

يدور حول نفسه، يحس بالأضواءِ المنبعثة من الجمهور يحاول صد بعضها بيده.

يبدو عليه علامات التعجب والدهشة، يتامل لجسده وكأنه يتذكر أمراً هاماً.

لبطل/ ماذا يحدث هنا؟ (يطرح السوال و يردده عدة مرات ثم يدور في جوانب الحوض وأحياناً يتعثر ببعض الأشياء ..تظهر عليه ملامح الإرتياح)

البطل/ كائن ما..يبحث عن ذاته.

كائن ما فقد زمانه ومكانه.

تسلل من بطن أمه إلى الشارع كثيراً ما يستوقفه شرطي المرور بتهمة مخالفة قواعد الضوء

.

(يباشر بسرد الحكاية الأولى مع الشرطي، يلتقط غصناً محروقاً بشكل عصا يمسك به وكأنه بندقية يشير بها في عدة إتجاهات وهو يدور حول نفسه، يحاول التماسك ثم يدور حول العمود ويقوم بتادية دور الشرطي )

البطل / (بلهجة الشرطي) ــ هي أنت لماذا تخالف قواعد المرور؟

الإشارة مازالت حمراء من أعطاك الضوء الأخضر؟

البطل/ (مستغرباً):ـــ ضوء ..ما معنى ضوء؟ ما معنى إشارة حمراء؟

(يقطع تفاصيل الحوار ليصف الشارع ..يشير بيده ليوضح التفاصيل وهو ممسك بالعصاء)

البطل/ كان الشارع نائماً ..السيارات نائمة وكائن برأسٍ و ثلاثة عيون يقف في الوسط يفتح عيناً واحدة ويغمض البقية والشرطي يقف وهو يفتل شاربه، يحمل قلمه ودفتر المخالفات وبندقية.

( يدور كأنه يبحث عن أداة معينة واخيراً يعثر على صفارة يأخذها، يقوم بالتصفير عدة مرات )

البطل/ الشرطي لم يجب عن أسئلتي وحرر مخالفة مرورية و قال..

(يتقمص دور الشرطي)

البطل/ هذا إشعار بالمخالفة..عليك دفع الغرامة والإلتزام بالقانون ..أفهمت القانون؟

البطل/ القانون، ما معنى هذه الكلمة؟

سخر الشرطي مني وقال/ القانون هو القانون .

عجز عن الإجابة ثم دفعني بقوة.

(يتحرك كمن تلقى ضربة قوية، يحاول التماسك ثم يرقص قليلاً أي يتحول تراجعه إلى رقص)

البطل/ حاول أن يخفي جهله فصرخ

هيا عد من حيث أتيت.

(يدور البطل حول نفسة مرات عديدة )

البطل/ ولكن هل نستطيع العودة ؟ أخبروني كيف ومتى؟

(يكررطرح السؤال، ويكون فعلاً عاجزاً عن الإجابة، تبدو عليه ملامح الإرهاق)

ضربة موسيقية

( يقترب من العمود، يدور حول نفسه، نحس أن العمود جذبه نحوه مرة أخرى ..يتجمد)

(ضربات موسيقية عنيفة)

(نرى الضوء ينبعث من الحوض بعدة ألوان مختلفة، يتحول مكان البطل قرب العمود إلى بقعة حمراء بتأثير الضوء الذي مصدره من تحت الماء.)

(يهتز جسد البطل يحاول التحرك والتحرر مرة أخرى من العمود، يدور حول نفسه ثم ينجح في الإنفصال يعود لطرح السؤال الأول)

البطل/ ماذا يحدث هنا

يردد السوال عدة مرات بنغمات و ايقاعات متعددة ثم يصفر عدة مرات و هو محتفظ بالعصاء

البطل/ كائن ما، يبحث عن معنى الأشياء ..عن الأسماء.

في المدرسة علمونا حروف الهجاء

ا ب ت ث ج ح خ

(يكرر نطق الحروف ويشير بالعصاء في عدة إتجاهات، يتوقف ثم يدور مرة أخرى حول نفسه..يلتقط بعض الأوراق كتب عليها أسماء الحروف ..يتأملها ..)

البطل / لماذا هذا الحرف يسمى ألف وهذا باء؟

لماذا هذا حاء وهذا خاء؟

(يظهر عليه التوتر والغضب يرمي بالأوراق ..ثم يحاول التماسك، يبتسم وكأنه تذكر شيئاً جديداً .. يسرد موقفاً ثانياً مع معلمه)

البطل/ دخل المعلم الفصل،أشار بعصاه نحوي وصرخ في وجهي :ـــ ما هذا الشغب؟

ساد الهدوء..

(يقوم البطل بسرد الحكاية متقمصاً الأدوار)

البطل / كانت معالم الإرهاق على وجه المعلم، صوت زوجته طلباتها المستمرة تطارده

تلقى عدة صفعات على قفاه قبل أن يغادر المنزل

سالها ماذا تريدين؟

قالت نريد مزيداً من الباذنجان، زاد عددنا..أصبح لدينا ثلاثة..خمسةأطفال..يحتاجون إلي المزيدمن الباذنجان.

في المدرسة تلقى توبيخاً من المدير بسبب تأخره عن الدوام، دخل الفصل أمسك بالعصا، تحرك نحو السبورة.

أخذ يطلق زفرات وقال : حسناً درس اليوم وكل يوم حروف الهجاء، عليكم حفظها عن ظهر قلب هيا قولوا ا ب ت ث ج ح خ

( يظل يرددها بصوت عالي وبكل حماس ينشدها، يتوقف ليسرد بقية القصة يمسك بطنه، يعض شفتيه..تتغير ملامح وجهه)

البطل/تنتفخُ بطوننا، شعرنا بالإنتفاخ، تنبعث الغازات من تحتنا، تحوم حولنا، تصتدم بجدران الفصل تركلها الجدران، لم تسمح لها بالمرور.

( يهوش بالعصا ..يحاول الدفاع عن نفسه وصد الغازات)

البطل / الغازات تحاصر المعلم ، يكتم أنفاسه، نشعر بالإختناق، ثم نمسك بطنوننا، ثم نخرج، و نركض جميعاً نحو الحقول.

(يركضُ بعدة إتجاهات يصل إلى أحدى الزوايا، يجلس متخيلاً نفسه يجلس على حوض التبرز، يصل الماء إلى صدرة، تظهر عليه ملامح الإرتياح وكأنه يتخلص من فضلاته ..يغوص بجسده تحت الماء للحظات يختفي رأسة، ثم يرتفع و يواصل الحديث)

البطل / هنا الجميع يشعر بالراحة، الراحة بعد التفريغ والتخلص من الغازات والمتاعب..هذه الحقول هي مكان التفريغ وهي أيضاً مكان الشحن، فالناس تأتي إلى هنا لتقطف الباذنجان، يحملونه إلى بيوتهم.

هنا نستطيع ان نلعن حضوضنا وأن يدعي أحدنا أن زوجته مقرفة أحياناً، هنا بامكاني أن أسب المدير وأقول بانه رجل فاسد ومستبد.

(ينهض يصفر عدة مرات )

البطل/ ماذا يحدث هنا؟

كائن يسير متعكزاً على أحزانه..يفترش ذكرياته، يلتحف ألمه.

كائن ما نسي اسمه ..نسي كل الأسماء.

من مكان ما جئت، حيث الكائنات تعيش لتحلموتحلم لتعيش، تموت وتفنى، تظل تحلم وتحلم وتحلم.

من مكان ما جئت من، من عالم ماوراء الباذنجان.

(يدور حول نفسه، يحاول التذكر أكثر)

البطل/ من عالم ما وراء الباذنجان، لا من ما بين، لا ما تحت ..أظن ما فوق.

(يدور حول نفسه، يرقص في جوانب الحوض، يتوقف فجأة)

البطل/ سئمت الباذنجان، الكائنات تأكل الباذنجان..مقلياً..مسلوقاً..مشوياً، تعصره..تشربه .

يحسون بالشبع ..بالإنتفاخ، يركضون إلى حقول الباذنجان ليفرغون حمولاتهم ويتخلصون من الإنتفاخ.

تلتهم الارض المخلفات وتنبت باذنجان له ألواناً مختلفة.

يعودون لقطف الباذنجان، يطبخونه، يعصرونه، ياكلون..

هكذا الحياة باذنجان..إنتفاخ..غازات…تفريغ..قطف..طبخ

(

يردد العبارة الأخيرة عدة مرات بشكل هستيري، ثم يعود لترديدها بصوت منخفض)

البطل/ الباذنجان كائن مسكين، هو الضحية وليس الجاني.

لم يعترض يوما، يتحمل العطش والبرد والجوع..

الحر والرياح والعواصف.

يعيش في اسوء الظروف المناخية، لم يشتكي يوماً، لم يتألم، يظل هو الحلم ..الحلم..

الأمهات يرضعن أطفالهن أحلاما.

يختلط الحلم بالوهم، تحتلط الأوهام بالأحلام.

يتحول الحلم إلى خوف، يتألق الخوف، يكبرُ، يكبرُ ويكبر .

يموت الحلم أحياناً يصبح الحلم بالأحلام ..مجرد أمنية.

حاولت التحرر من الوهم، من الخوف.

أمسكت بكفي العرافة، تأملته .تبسمت وقالت : تحتاج إلى كائنة تخلصك، تنقذك.

تمضي بك إلى عالم آخر.

سالتها :هل هناك عوالم أخرى ؟

ضحكت وأجابت: عليك بالبحث فالطريق أمامك طويل.

بحثت، كائنات بلون الباذنجان، إخترت واحدة

تستلقي على السرير، ترفعت رجليها.

تقول : أفرغ ما في باذنجانتك

عليك ان تلطخ الشرشف ..اغرزها ..اغرزها هنا

حاولت غرس باذنجانتي في باذتجانتها.

..ترنح..تثاءب..نام.

نهضت وقالت بحياء : هم يريدون الشرشف عليك أن تفعلها

..أغرسها ..أغرسها هنا

سالتها / ما هذه ؟

قالت/ كنت أمتلك باذنجانة ..قطعوا رأسها ..

إجتزوا أطرافها ومنذ ذلك اليوم فقدت الإحساس بتلك الباذنجانة.

كررت المحاولة ..فرشت الشرف.

رفعت رجليها بعد عناء..صراع..نجحت المحاولة.

علت الزغاريد ..رقصوا حول الشرشف.

هي شعرت بكائنٍ يتحرك في بطنها، ركضت نحو الحقل.

.حاولت أن تفرغ ما في بطنها..تقيأت أشياء.

في الشهر السادس ، تزحلقت، سقطت في الحقل.

قفز الكائن من بين فخذيها،سقط ميتاً،ابتلعه الحقل

سالت دماء بلون الباذنجان، مختلطة بالتراب، ظل النزيف، ظلت تتألم، ماتت، إبتلعها الحقل وأنبت عدة باذنجانات.

فقدتُ تلك الباذنجانة، عدت إلى العرافة، رأيت الناس تشتري منها تمائم وتعاويذ، التفت حولي تعويذة، قيدتني.

(يلتصق بالعمود مرة أخرى..يتجمد في مكانه)

(ضربة موسيقية)

(ينبعث ضوء أبيض ليخلق بقعة بيضاء قرب العمود حيث البطل ملتصق به وجامد، ثم تمر لحظات يبدأ البطل في التحرك والتخالص من العمود ثم يتحرك ليكمل قصته)

البطل/ صارعت..عانيت..حاولت التحرر من الوهم،

من الخوف..

وضعت أحلامي في حقيبة، أغلقت الحقيبة

مضيت إلى العالم الجديد ..كنت أحلم بعالم تعيش فيه الأحلام حرة طليقة.

(يستخدم العصا كوسيلة نقل، يقوم بحركات إيمائيةوهو يحاول التحرك في جوانب الحوض .. نراه يصارع ..يتراجع ..يحاول التقدم والتماسك)

البطل / وصلت إلى المحطة ..هناك رأئيتها كائنة جميلة

سالتني/ أين أحلامك؟

قلت/ في الحقيبة

صرخت/ هذا خوف، فلماذا كل هذا الخوف؟

فتحت الحقيبة وجدت أحلامي متعبة..مرهقة ..

صرخت مسكينة أنتي يا أحلامي ..رأيتها ترتعش

بكيت، ابتسمت..ضحكت.

سالت الفتاة أنت من أنتي أيتها الكائنة الجميلة إلى أين ستتوجهين؟

أجابت: أنا كائنتك من عالم الحمى جئت، حيث الكائنات أرقام وألارقام أحلام

1ء2ء3ء4ء5ء6ء7

علمتني عد الأرقام، حاولت فعل ذلك لكني كنت أحياناً أخلط في ترتيبها

ثم قالت :لنحلم بعالم يجهل الارقام

سارت بي نحو الطريق المؤدي لأرض الباذنجان

صرختُ فيها لكن طريقكِ يا سيدتي غير صحيح

جئت من هذا العالم

عالم ما وراء، ما تحت، ما فوق، ما حول الباذنجان

عالم يختلط فيه الحلم بالخوف، يولد الخوف

يكبر، يتألق ويصبح غولاً يبتلع الأحلام.

(يستخدم العصاء كمنظار، يحلق في الأفق ثم يتحرك بعدة اتجاهات)

البطل/ كائنة جميلة، تمسكني بيدها، تدعوني إلى الرقص ..

قالت : الرقص هذا الكائن الجميل، يحررنا من الخوف

( يستخدم العصاء كأداة للرقص، يتخيل نفسه يرقص مع هذه الكائنة

يراقصها، يضمها ..يتوقف قليلاً ليسرد بقية التفاصيل)

البطل / غنت أغنية جميلة

(يعلو صوت اغنية فيروز ‘يا ليل الصب متى غذة” ..يتفاعل مع الأغنية متخيلاً فتاته بين ذراعيه)

البطل/ إنتعشت الكائنات حولنا

رقصت معنا

صفقت لنا

مضى زمن ونحن في حلم جميل

تجردت من اوهامي، تحررت من الخوف، من الباذنجان

وصل القارب هنا ..في هذا المكان

كائنات جميلة كانت تعيش هنا، ترقص وتغني

كانت تغني أغنية لم أفهمها

سيأتي يوما ما سنثقب الجدار، نشرب حليب البحر وماء الأبقار

كائنات تسمى ( يحاول التذكر) نعم تذكرت تسمى ضفادع

سألوني كيف إخترقت الجدار؟

ماذا يوجد وراء الجدار هيا أخبرنا؟

قلت لهم: ما وراء الجدار، بحار مصابة بالحمى والإنفلونزا، بعضها مصاب بالإيدز والأبقار مصابة بالجنون

العالم الآخر على وشك الانهيار

قالوا: لن نخترق الجدار ..لن نشرب ماء البحار

هناك وجدت كائن جميل يسمونه كلب

تقدم نحوي وقال: هنا الكل يعيش في سلام لقد تركت أنا ذلك العالم

عالم ماوراء الجدار

حاولوا أن يمسخوا هويتي ويفسدوا أخلاقي

أن يحولوني إلى أداة تعذيب تنتج الألام والأحزان

أعطوني رتباً ونياشين وقالوا: ستصبح كلباً بوليساً محترماً..تحمي الأمن والقانون

لكني إكتشفت أني ضد الأمن والقانون

بعدها هربتُ.

ذقت الجوع والتشرد، صارعت وأخيراً وجدت نفسي هنا مع هذه الكائنات الجميلة

سأعلمك لغة جميلة تسمى النباح هل أنت بحاجة للتخلص من أحزانك؟

هيا ننبح، جرب أن تنبح

ستشعر بالسعادة والإطمئنان.

البطل / فعلا تعلمت النباح، هيا تعالوا جميعاً ننبح هاو هاو هوهو.

عشنا في سعادة مع هذه الكائنات الجميلة

مضى زمن من الزمنِ

وفجأة في يوم ما، سمعنا أصوات مزعجة

حامت فوقنا كائنات عملاقة حديدية بشعة

(يرفع رأسه إلى السماء .. ويدور خائفاً ومرتبكا..نسمع صوت طائرات)

البطل/ توقف الرقص والغناء

فتاتي الجميلة رفعت منديلها الأبيض تلوح بالسلام والمحبة

وظل صديقي الكلب ينبح وينبح.

ظلت الكائنات البشعة تحوم حولنا ثم تسقط من مؤخرتها ذلك البراز المدمر

(نسمع صوت دوي و انفجارات . ..يصفر البطل بصفارته ..يدور في إرتباك وتارة يحاول

النباح لكن صوته يضعف ويضعف)

البطل/ الحريق، النار، النار تأكل أحلامنا بصورة بشعة

النار تفترس كل شيء، الصراخ والعويل في كل مكان.

(يتحرك في شكلٍ هستيري في جميع نواحي الحوض، يطلب المساعدة من الجمهور تارة يغطس، وتارة يجدف بالعصاء، أحياناً يدور مذعوراً حول العمود، يتخيل نفسه يمسك بحبيبته، ثم يرفع منديلها)

البطل/ صرخت تلك الكائنات الجميلة، أدت رقصتها الأخيرة، رقصة الموت والضياع قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.

(يبتعد عن العمود، يتحرك بخطوات ثقيلة، لا يستطيع التماسك)

البطل/ سرقت النار روح الحياة

ثم رقصت حول قاربنا

سقطنا

(يفقد البطل توازنه تماماً، يظل يتخبط في الماء، أحياناً يرفع يده وأحياناً يتخيل نفسه يحاول إنقاذ حبيبته وضمها)

البطل/ هبت العواصف مذعورة

الامواج تركض في كل الإتجاهات هرباً من النار

الأشجار هي الأخرى ركضت حافية القدمين

في اثناء ركضها كان قدرها أن تدوس على لغم أرضي

(نسمع دوي انفجار)

البطل/ تساقطت تأوهت، بكت، ماتت بدون أطراف

(يبكي يسير ببطء لجمع بعض الأغصان المحترقة وبعض الأحذية الممزقة يضمها إلى صدره، يقبلها)

البطل/ داست علينا موجة وأخرى ثم أخرى

فتاتي ظلت تصرخ تحاول رفع المنديل

( نراه يجسد الموقف، يتحرك بعدة كل الإتجاهات، متخيلاً أنه يحاول إنقاذ الحبيبة والهروب من النار، يتوقف صوت الانفجارات، يتجمد البطل في مكانه، تظهر عليه ملامح الحزن و الإنهيار)

البطل/ مسكينة هذه الكائنات

الضفادع لم توقع على اتفاقية الحد من التسلح

وهي ليست عضو في منظمة الامم المتحدة، ولا تملك مقعداً دائماً في مجلس الأمن

الأمواج والأشجار تجهل مخاطر الألغام

( يضم إلى صدرة بقوة بعض الأغصان المحترقة والأحذية)

البطل/ ماتت الكائنات الجميلة

تطايرت أطرافها

(تسقط من يده الأحذية والأغصان التي كان يمسك بها، يظل يتأملها وهي تطفو على السطح)

البطل/إحترقت أحلامنا، أحلامها ماتت، مات النباح

(يصفر بصفارته تصفيراً ضعيفاً ثم يعجز عن التصفير)

البطل/ ساد الظلام

ضحك الدخان

أصابني الإغماء

(يسقط منهاراً، ثم يسير بخطوات مثقلة، يتعكز على العصا، يبحث عن الكيس الأسود، يلفه على جسده العاري، يستقر بجانب العمود….. يتجمد

About حميد عـقبي

حـــمـــيـــد عـــقـــبـــي *"*"*"*"*"*"*"* ناقد و باحث ومخرج سينمائي وكاتب سيناريو،قاص.. * متعاون مع عدة صحف اهمها القدس العربي اللندنية، موقع رأي اليوم في لندن، موقع ايلاف بلندن، موقع يمنات في اليمن، موقع دنيا الوطن الفلسطيني، موقع رأي برس اليمني * من مواليد 1972م ـ الحديدة ـ اليمن. * متزوج أب لخمسة أولاد مقيم مع عائلته بمدينة كون اقليم النورماندي الاسفل بفرنسا * يكتب القصيدة النثرية، القصة القصيرة، المسرحية، السيناريو السينمائي وله كتابات في النقد الفني والأدبي نشر اكثر من خمسين مقال حول جماليات السينما خصوصاً السينما الشعرية و قضايا عن السينما العربية . * حاصل على شهادة الماجستير بالإخراج السينمائي والمسرحي من جامعة كون الفرنسية موضوع الرسالة «بحث في السينما الشعرية في أفلام المخرج الفرنسي جون كوكتو ـ المخرج الأسباني لويس بنويل ـ المخرج الإيطالي باز وليني ـ المخرج السويدي بيرجمان والمخرج الروسي تاركو فسكي وسينمائية القصيدة الشعرية تاريخ الحصول عليها 5 أكتوبر 2004م. * حاصل على شهادة البكالوريوس في الإخراج الإذاعي والتلفزيوني ـ قسم السمعية والمرئية ـ كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد ـ العراق ـ تاريخ يوليو 1997م. الخبرات العملية: * مدرس مساعد بكلية الفنون الجميلة ـ جامعة الحديدة ـ باليمن. وساهم في تأسيس هذه الكلية الأولى من نوعها في اليمن 1998م. * كتب الكثير من المقالات النقدية في الفنون المسرحية، السينمائية والأدبية وشؤون الاتصال نشرت في العديد من الصحف اليمنية والعربية. * ساهم في العديد من النشاطات الفنية مسرح ـ سينما ـ تصوير فوتوغرافي. أهم الأعمال السينمائية - سيناريو وإخراج فيلم «الرتاج المبهور» عن قصيدة «الرتاج المبهور» للشاعر عبدالعزيز سعود البابطين وهو فيلم درامي مدته 35 دقيقة، تم تصوير الفيلم باليمن، وبدعم من مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري بالكويت وتشجيع وزارة الثقافة اليمنية، جامعة الحديدة باليمن، وجمعية سينزيس السينمائية الفرنسية، تم تصوير الفيلم بكادر فني فرنسي. - سيناريو وإخراج FILM STILL LIFE - عن قصيدة «حياة جامدة» للشاعر العراقي سعدي يوسف مدة الفيلم 20 دقيقة، تم تصويره بالنورماندي ـ فرنسا بدعم من مؤسسة المورد الثقافي بيروكسل، القاهرة، وتشجيع من مركز الدراسات والأبحاث السينمائية بجامعة كون الفرنسية وجمعية سينزيس السينمائية الفرنسية. ـ سيناريو وإخراج فيلم «محاولة للكتابة بدم شاعر» عن قصيدة «محاولة للكتابة بدم الخوارج» للشاعر اليمني الدكتور/عبدالعزيز المقالح مدة الفيلم 12 دقيقة، تم تصويره ببغداد عام 1997م. ما بين 2006 و 2009شارك بافلامه في الكثير من المهرجانات السينمائية كمهرجان ابو ظبي السينمائي و مهرجان الفيلم العربي في بروكسل و مهرجان امل للفيلم العربي باسبانيا ومهرجان بغاد السينمائي الاول كما عُرضت الافلام بمهرجانات محلية بفرنسا و في بعض المؤسسات و المراكز الثقافية في باريس و القاهرة و صنعاء. - السيناريوهات الأخرى كتب العديد من السيناريوهات السينمائية لأفلام قصيرة طويلة أهمها: - سيناريو فيلم «مراثي الجنون» عن قصيدة للشاعرة الفلسطينية بيسان أبو خالد. - سيناريو فيلم «انشودة الحياة» عن قصيدة طويلة «انشودة الحياة» للشاعر السوري صبري يوسف. - سيناريو «أنت جميلة كالمنفى» عن قصيدة «جميلة أنت كالمنفى» للشاعر الكبير نزار قباني. ـ سيناريو «عيد طبش» ثلاثية تلفزيونية كوميدية ومسلسل «الأقدار». وهناك سيناريوهات اخرى لأعمال تلفزيونية وإذاعية. الأعمال المسرحية كتب عدد من المسرحيات الرمزية أهمها: ـ مسرحية الرصيف. ـ مسرحية فنتازيا كائنات اخرى. ـ اخرج العديد من الأعمال المسرحية أهمها مسرحية «الرصيف» عام 1998م. محب للمسرح وسبق وأن اشترك كممثل في الكثير من الأعمال المسرحية في العراق واليمن وفرنسا. المشاركات العلمية والأدبية شارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات الدولية الشعرية والسينمائية والمسرحية أهمها: ـ مشاركة في مهرجان المتنبي الشعري العالمي الرابع بزيورخ بورقة عمل عن التشكيل واللون في شعر الشاعر اليمني الدكتور عبدالعزيز المقالح. ـ مشاركة في دورة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري الثامنة دورة ابن زيدون بقرطبة ـ اسبانيا أكتوبر 2004م. ـ شارك في ملتقى المسرحي العربي بالكويت في ديسمبر 2004م. ـ شارك في ملتقى المنال بالشارقة حول السينما والإعاقة بورقة عمل بعنوان السينما والإعاقة في مايو 2005م. ـ شارك في العديد من ورش العمل في عدة مجالات أهمها: ـ ورشة عمل عن السينما المتحركة بفرنسا 2003م. ـ ورشة في التمثيل المسرحي عام بفرنسا 2003 و2005و 2011 ـ له علاقات بمؤسسات ثقافية وفنية عديدة في اليمن، مصر، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، سويسرا، العراق، البحرين، وفرنسا
This entry was posted in الأدب والفن. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.