استأنفت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها بالاستماع إلى مستشار الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري الذي روى خلال جلسة أمس في لاهاي ظروف ترشحه لنقابة الأطباء، مشيراً إلى «تدخل السياسة بذلك. وكانت الغرفة قد استمعت قبل فترة غير بعيدة إلى شهادة النائب مروان حمادة.
وأعلن «ان المشاكسة التي حدثت مع النظام الذي كان قائماً لم تسمح لأي من رؤساء الحكومة بتسميتي وزيراً».
وشرح ظروف مرحلة «لقاء قرنة شهوان» والتنسيق بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري واللقاء». وقال: «البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ومن خلال نداء البطاركة عام 2000 كان سباقاً في المطالبة بتطبيق الطائف كاملاً»، مشيراً إلى أن «البطريرك صفير أوصل رسالة واضحة بوجوب تصحيح العلاقات مع سوريا وإدارة كل طرف لشؤونه لوحده».
وأكد «أن البطريرك صفير كان يعارض خرق الدستور وتمديد ولاية رئيس الجمهورية، وأن الحريري كان له موقف حاسم برفض التمديد لرئيس الجمهورية آنذاك إميل لحود، لكنه غّير رأيه بعد الاجتماع العاصف الذي جمعه مع الرئيس السوري بشار الأسد حيث تم إبلاغه ان عليه ان يمدد وإلا سيتم تدمير لبنان، لذلك أخذ الحريري التهديدات بشكل جدي فاضطر إلى الامتثال لطلبهم».
وأضاف انه «في مرحلة التمديد لإميل لحود، قال لي الرئيس الشهيد ان السوريين قد يدمّرون البلد على رؤوس الجميع، قد يضعون قنبلة في «سوليدير» ويفجّرون في وسط بيروت». وأضاف «الرئيس الشهيد قال لي أنه خائف على البلد ولا يمكنه مجاراتي في رفض التمديد لإميل لحود». وتابع «للأسف رغم السير بالتمديد جرى الاغتيال. وكنا انا وباسل فليحان مصابين بالإحباط لكن الرئيس الشهيد كان يرى فرصة لإخراج لبنان من محنته».
وتابع «الرئيس الشهيد أكد لي بعد لقاء الأسد انه كان «مكسور الخاطر» وقال لي «لست انا المهدد بل البلد كله. كان هناك تهديد بعمل أمني كبير وللأسف لم نسلم من الأمر».
كما تحدث خوري عن حادثة تعرض الرئيس الشهيد لكسر باليد لدى تواجده على متن يخته، وقال: «اتصل بي الطبيب الشخصي للرئيس الحريري وطلب اذا كان هناك إمكانية لاصطحاب طبيب متخصص بالجراحة العظمية لكي يعطي استشارة طبية للكسر الذي أصابه في ذراعه. وقمت بتأمين طبيب زميل لنا من مستشفى الجامعة الأمريكية وكنا على أهبة الاستعداد للسفر عندما اتصل طبيبه مرة أخرى وقال لا لزوم لأننا سوف نأتي إلى بيروت وقد تم ترميم ذراع الرئيس وأعطي الإرشادات اللازمة لمتابعة العلاج».
يشار إلى أن ذلك جرى في الفترة ما بين لقاء مجلس الوزراء في 28 آب/ أغسطس وقبل التصويت في مجلس النواب. وكشف خوري عن تفاصيل الحادثة، وأخبر المحكمة بأن الرئيس الشهيد أصيب بحالة تسمم غذائي على أثرها هبط ضغطه ووقع وبالتالي ذهب في حالة «شوك» وكسر ذراعه.
وسرد واقعة أخبره بها الرئيس الشهيد، «فعندما فقد الوعي حدث له ما يسمى بالانكليزية بالـ
«out of body experience»،
وهي حالة موصوفة طبياً حيث يتذكر الأشخاص الذين يفقدون الوعي في بعض الأحيان حادثة معينة وكأنهم خارج أجسادهم، وقال الرئيس الشهيد انه عندما حدث له ذلك شعر بأن هناك سلاماً عظيماً»، مؤكداً ان هذه الحالة تحدث مع كثيرين.
عندها، سأل القاضي كاميرون خوري عما إذا كان الرئيس الشهيد قد وصف أياً من نتائج هذه الخبرة التي شعر فيها انه خارج عن جسده، فأجابه: «لم يفعل، ولكن أظن أنه عندما مرّ بهذه التجربة وصفها بالسلام الحقيقي، وهنا اتكهن ان ذلك ساعده على اتخاذ قرار بالمواجهة أكثر من عدم المواجهة».