مقهى البرازيل في دمشق كان في الخمسينيات مقرا للمعارضة السياسية والشعراء والاُدباء وكان مكونا من دكان لها بابان بين شارعين مقابل مقهى الهافانا اليوم
وكان صاحبه ابو جورج رجلا ظريفا وكان في المقهى ٦ طاولات صغيرة وما لا يزيد عن ١٥ كرسي و كل مجموعة لها زاوية وكان لحزب يصطفوا طاولة لا يجلس عليهاغير زعيم الحزب الحموي ابو حسن بلباسه الشعبي وطربوشه
وكان المقهى هدفا للامن ويتولى ابو جورج التنبيه الى حضورهم فيسود صمت وبعضهم يهرب من الباب الاخر وبعضهم ينتقل الى طاولة حزب يصطفوا لكي يتفادوا
عواقب التقارير فهنا يجلد الحكام وتصنع الإشاعات والنكت والأشعار ضد الأنظمة الى درجة ان عبد الناصر كان يتجول ليلا في شوارع دمشق مع السراج فطلب اليه ان يدله
على مقهى البرازيل الذي ترده التقارير عن اجتماعات معارضة فيه فحين وصلوا أشار السراج الى المقهى وتوقفت السيارة قليلا
فقال عبد الناصر( العشه ده مقهى البرازيل?
في هذا المقهى غضب يوما نزار قباني من معارضة لقصيدته ( ماذا أقول له لو جاء يسألني ) التي تحولت الى أغنية فظن
ان التحوير والتسييس لها تم في هذا الوكر
كانت القصيدة قد نسخت وانتشرت وهي :
ماذا أقول له لو جاء يسألني
ان كنت أكرهه او كنت أهواه)
ماذا أقول اذا راحت مباحثه
تلملم السحر عن شعبي وتنهاه
وكيف اسمح ان يدنو بمجلسه
وان تنام على شعبي خطاياه
هنا أذاعته في الكذب معجزة
هنا خطاب كنّا معا فضحناه
على المقابر بعض من مآثره
وفي السجون بقايا من بقاياه
رباه أطواره المرضى تحيرني
فكيف أنجو من التحشيش رباه
اادعي انني أصبحت أكرهه؟
وكيف لا ؟ ودم الأحرار يمناه
غدا اذا جاء ألقمته حجرا
ونطعم النار احلى ما نصرناه
ماذا أقول له لو جاء يسجنني
ان كنت القاه أني الف القاه
في عام ١٩٦٢ نشرت القصيدة في جريدة الراي العام وعرف نزار انني صانعها