تم النشر بتاريخ: 30 يناير، 2015 :
قام غسان عبود – مدير قناة أورينت السورية المعارضة – قبل ساعات بنشر سمومه الطائفية التحريضية عبر منشور في صفحتنه الرسمية على الفيسبوك انتقد خلالها بعض الأقليات وخاصة الأرمن في سوريا مدعيا أن هذه الأقلية تقف إلى جانب الدولة السورية رغم أن الشعب السوري هو من قام بحمايتهم مطلع القرن الماضي حين وفدوا إلى سوريا. البوست تضمن الكثير من المغالطات والأخطاء التاريخية عدا عن الكلمات المهينة التي احتوتها تجاه الطائفة الأرمنية التي لطالما عرفت بإخلاصها لسوريا وشعب سوريا.
أولا: الأرمن سوريون أكثر منك ومن أجدادك.
لا نعلم كم موجة من الهجرات عرفت سوريا خلال الـ 100 سنة الماضية ولكن ما نحن متأكدين منه هو أن أرمن سوريا لم يأتوا إليها فقط قبل 100 عام هربا من أسيادكم العثمانيين الذين أبادوا ثلثي الأمة الأرمنية آنذاك وتاه من تبقى منهم لا حول لهم ولاقوة في قضية تعرف دوليا بالإبادة الجماعية الأرمنية، على كل حال يجب أن تعلموا أن موجة الهجرة الأرمنية الأولى باتجاه سوريا كانت قبل ميلاد السيد المسيح مع توسع الملك ديكران الكبير والذي أخضع مساحات شاسعة من أراضي الشرق الأوسط لحكمه دون أن يبيد أي من شعوبها لأننا شعب معروف بعشقه للتعمير والسلام قبل أم نكون مجرد “صناع أحذية” كما تصفنا، مع إحترامنا الشديد طبعا لأصحاب هذه المهنة الشريفة التي لها أهميتها بالتأكيد في كل مجتمع.. فإن كنت تعتبر أرمن سوريا “غير سوريون” لأنهم جاؤوا فقط قبل 100 عام أو إن كنت تحاول أن توحي بذلك في منشورك، فيسرنا أن نعلمكم أن من بين هؤلاء “الغير سوريين” من هم سوريون قبل ميلاد جدك بآلاف السنين.
ثانيا: نحن لا نتعالى على أحد، ولكن نفخر بإنجازاتنا للأوطان التي احتضنتنا (ليست منة أو حسنة بل فرض وواجب)
انتم تكذبون حين تقولون أن الأرمن يتعالون “بتفوقهم العقلي” على اقرانهم السوريون أو العرب، لأننا لم نتعالى يوما على أحد بل أينما ذهبنا هدفنا وهمنا الوحيد كان وسيبقى إعلاء شأن بلداننا الجديدة والمساهمة في تعميرها وفي كثير من الأحيان أكثر من شعوب تلك البلدان أصحاب الأرض الحقيقيين الوحيدين (حسب ما يوحي منشوركم). وسنكتفي بثلاث إنجازات على سبيل المثال لا الحصر للأرمن السوريين:
هل تعلم أن أرمن سوريا كانوا أول من بنى المشافي في حلب. نعم يا سيدي وربما لو سألت أهلك أو جيرانك قد تكتشف أن أحدهم أضطر يوما ما للذهاب إلى مشفى ألطونيان (أول مشفى في حلب) ليتعالج من مرض ما على يد طبيب أرمني (من يدري ربما والده كان “قندرجيا” يوما ما).
وهل تعلم أن مواطن سوري من أصل أرمني، آرام كارامانوكيان (ربما هو الأخر بدأ حياته صانعا للأحذية لأن أرمن سوريا جميعهم “كندرجية” حسب منشوركم)، كان من الضباط الأوائل المؤسسين للجيش العربي السوري بعد الاستقلال سنة 1946. تم تعيينه عضو هيئة أركان وشارك في حرب فلسطين ضد العدو الاسرائيلي ورفع إلى رتبة لواء. بقرار من وزير الدفاع في 1957 عين ملحقاً عسكرياً لدى السفارة السورية في واشنطن. قلدته الحكومة السورية وسام الاستحقاق ووسام الحربية ووسام الحرب الفلسطينية ومنحته فرنسا وسام شرف كضابط حرب. أما الحكومة اللبنانية فمنحته وسام الاستحقاق. توفي في نيويورك عام 1996 وحسب وصيته نقل جزء من رفاته إلى يريفان بأرمينيا لأنه كان يعتبر نفسه أرمنيا 100%، والجزء الآخر إلى حلب بسوريا لأنه كان يعتبر نفسه سوريا 100% وهو بالفعل كذلك شئتم أم أبيتم.
وهل تعلم أن الأرمن “الكندرجية” لهم الفضل في إعادة بلدة كسب الحدودية إلى الحضن السوري، هذه البلدة التي بالتأكيد أنت أو على الأقل البعض من أهلك، أصدقائك أو أقربائك قد استمتعوا بمناظرها الطبيعية الخلابة والتي جعلت منها أحدى أهم المقاصد السياحية في سوريا. التفاصيل تروي أنه في الـ 5 من يوليو/تموز سنة 1938 دخل الجيش التركي منطقة أنطاكية، محافظة لواء الأسكندرونة السورية (بالتأكيد هي تركية عثمانية من وجهة نظركم لأنكم لستم سوريون) بعد اتفاق مع السلطات الاستعمارية الفرنسية وتمت إعادة تسمية المنطقة بمحافظة “هاتاي” وأصبحت محافظة تركية وتم ضم كسب إلى حدودها ولكن ولحسن الحظ وبفضل الجهود الكبيرة للكاردينال الأرمني كريكور بيدروس أغاجانيان، تم فصل مناطق كسب عن تركيا وأعيدت إلى داخل الحدود السورية مرة أخرى (مزيد من التفاصيل عن هذه الحدث – انقر هنا).
ثالثا: نحن لا نجيد العربية ولكن حين نتحدث بها نعمر أوطان ونبني شعوب.
نعم، وليس معينا أبدا، أننا لا نجيد العربية 100% ولكنكم تكذبون حين تعتبرون أن درجة إتقاننا لها لا يتجاوز درجة إتقان العرب للصينية.. المذيع السوري ميهران يوسف (تعرفه جيدا انت وكل أبناء جيلك) كان من أفضل وأكثر المذيعين السوريين شهرة وهو أرمني، لا يجيد العربية كما تقول.. ليس فقط في سوريا بل أيضا أشهر إعلاميي العالم العربي هم من الأرمن. ربما لا تعلم أن زافين كيوميجيان (صاحب برنامج سيرة وانفتحت) اختارته الـ “سي ان ان” من بين أكثر 5 شخصيات مؤثرة في العالم العربي قبل سنوات، القائمة كانت تضم عدد قليل من الشخصيات من بينهم السيدة فيروز.
رابعا: أرمن سوريا حياديون وهمهم الوحيد عودة السلام لسوريا وشعب سوريا
لا داعي لتسويق أفكار وأجندات أسيادكم العثمانيين وتحريض فئات معينة من الشعب السوري على الطائفة الأرمنية عن طريق تصوير أرمن سوريا على أنهم مع طرف معين ضد الآخر، لأن أرمن سوريا ومنذ اليوم الأول للأحداث التي تشهدها بلادهم عبروا عن حيادهم التام، من الناحية الرسمية على الأقل، أما على المستوى الشخصي فلكل فرد سوري (أرمني أو غير أرمني) آراءه بخصوص ما يجري. ولعلمكم أرمن سوريا قدموا عدد كبير من الشهداء بين مدنيين وعسكريين واتحداكم أن تذكروا اسم طائفة أو ملة أو أي فئة سورية قدمت الشهداء فقط من طرف واحد، حتى الطائفة العلوية قدمت شهداء من الجانبين.. فكفاكم تسويقا لاجندات عثمانية لأن أرمن سوريا أيا كانت مواقفهم مما يجري في بلادهم هم سوريون أكثر منك ومن أمثالك وحريصون على عودة السلام إلى ربوع هذه البلاد التي احتضنتهم أيام محنتهم الكبرى ليبدأوا يدا بيد مع جميع مكونات الشعب السوري عملية إعادة التعمير.
أخيرا.. يطلب من جميع السوريين / أرمن وغير أرمن / نشر هذا الرد على أوسع نطاق ليعلم الشعب السوري بكافة مكوناته أن هذا المدعو غسان عبود لا يهمه سوى تحريض السوريين على بعضهم البعض وهو ما يبدو واضحا من منشوره الأخير
مواضيع ذات صلة: ملف جرائم الابادة الجماعية التركية بحق الاقليات 1
١: وانا أضيف القول أن هذا المسخ عبود الذي نسى ما فعله أجداده الصعاليك يوم غزو العراق والشام ومصر وغيرها؟
٢: أنتم أخر من يحق له الكلام في الوطنية والقيم والاخلاق يا أحفاد الغزاة ، والان أن الاوان لتخرسوا والى ألابد لان زمن إرهابكم قد ولى وإلى ألابد ؟
٣: وأخيراً …؟
هل تعلم يا سيد عبودأنع لولا وطنية وإخلاص هذه ألاثنيات والأقليات لما فرق منصف بينكم وبين الحمير ، فعلم من تتعالون يا حفاة العقل والضمير ، سلام ؟