أظهرت صحيفة أمريكية كبرى سخريتها وتعجبها مما يدور في أروقة الأمم المتحدة بعض الأحيان، مما قد لايتناسب مع دور هذه المنظمة الأكبر والأكثر تأثيراً في العالم.
فتحت عنوان “سوريا مقرراً في لجنة أممية مسؤولة عن تحرير ساموا الأمريكية”، كتبت “واشنطن بوست” عن لجنة تابعة للأمم المتحدة هي لجنة “إنهاء الاستعمار”، موضحة أن هناك 16 منطقة لا تخضع لحكم ذاتي في العالم، من بينها مناطق في الكاريبي وجزر في المحيط الهادي، فضلاً عن “أملاك أمريكية” تضمها قائمة هذه المناطق.
وتقول الصحيفة إنه “رغم انتهاء الاستعمار فإن اللجنة المكلفة بتصفيته ما زالت قائمة، وليس هذا وجه الغرابة، إذ إن هناك أمراً آخر مثيراً للدهشة حول اللجنة التي تترأسها إكوادور، وهو إعادة انتخاب سوريا مقرراً لهذه اللجنة.
محظوظون
وهنا تتسلح “واشنطن بوست” بسخرية لاذعة، فتقول: نعم، إنها سوريا التي تمثل نظاماً قتل آلاف المدنيين في حرب وحشية، لقد أعادوا تعيينها في منصب مرموق ضمن لجنة أممية مسؤولة عن “تحرير” مناطق عدة، منها الجزر العذراء، وجوام وساموا الأمريكيتين.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن سوريا لا تشكل أول حالة ضمن “الدول المنبوذة” التي تبوأت منصباً مهماً في لجنة أممية، فالسودان حظي بمنصب نائب رئيس قطاع المساعدة الإنسانية ضمن المجلس الاقتصادي الاجتماعي التابع للأمم المتحدة، رغم أن هذه الدولة منعت وكالات الإغاثة الإنسانية من دخول مناطق النزاع داخلها.
وتتساءل الصحيفة باستنكار: لماذا يحدث كل هذا؟ وهل الأمم المتحدة تعتقد أن السودان يمثل قدوة في المساعدة الإنسانية، وأن سوريا يعقل أن تكون مسؤولة عن تحرير “جوام”؟ وهل ذلك يثبت عدم جدية الأمم المتّحدة ويأسها؟.. وتجيب: بالطبع لا، فهذا كله ناجم عن مراوغات سياسية.
وتعرب “واشنطن بوست” عن اعتقادها بأن اعتماد نظام المجموعات الذي يقسم العالم جغرافياً، هو السبب وراء ظهور هذه المفارقات، إذ إن كل مجموعة تريد ضمان انتخاب عضو منها، وهذا ما يتم غالبا دون كثير اكتراث بقدرة هذه الدولة على تمثيل المجموعة، وأهليتها لشغل المنصب المرشحة له.
وهناك أيضاً عامل آخر يمكن أن يفسر حصول بلدان مثل سوريا والسودان على مناصب أممية ولو لم تكن ذات مستوى مرموق، فمثل هذه الدول تسعى بكل ما أوتيت لشغل مقعد أممي أياً يكن، وأياً تكن الوسائل المبذولة لتحصيله (أي المقعد)… ومع مرور الوقت تصبح الدولة المنبوذة عضواً ثابتاً في هذه اللجنة أو تلك بغض النظر عن سجل هذه البلد.
وأخيراً ترى الصحيفة إأه من”حسن الحظ، أن لجنة إنهاء الاستعمار ليس لديها صلاحيات فعلية ضمن الأراضي الـ 16 التي تتوق لحكم ذاتي، وهذا بحد ذاته خبر جيد لسكان “ساموا” الأمريكية، التي لن تكون تحت رحمة ونفوذ بشار الأسد.
ترجمة: زمان الوصل – خاص