غار عشتار: عشتار العراقية
الأخ أبو لينا طلب مني في أحد تعليقاته على هذا الموضوع، أن أبحث في موضوع بورما الذي أصبح يستأثر بنداءات الجهاد واستقطاب المسلمين حاملي السيوف والكلاشنكوف والرايات السود الى هناك. وبدوري طلبت منه ان يمهلني حتى أنظر الى الخارطة ، وقد نظرت.
بورما (ماينمار حديثا) تفصل بين الهند والصين القوتين البارزتين في آسيا. وفيها ذهب واحجار كريمة ومعادن، وفيها افضل من كل هذا أديان وأعراق متعددة . الدين السائد البوذية (85%) ويتبعه الدين الإسلامي ويدين به على الأغلب أعراق تمتد أصولها الى العرب.
أخذت بورما في السنوات الأخيرة تستحوذ على انتباه العالم الغربي وأمريكا على الأخص، حيث فجأة رأينا وزراء أمريكان يقومون بزيارات واكثر من هذا ان اوباما نفسه قام بزيارة هي الأولى من نوعها في التاريخ لرئيس أمريكي. ماذا في بورما؟
السبب ياجماعة هو عقد اللؤلؤ، الذي ترونه على الخارطة الآن.
الخط الأزرق هو خط نقل النفط في هذه المنطقة الممتدة من الصين الى الصومال. والمار على خلجان ومضايق مهمة منها مضيق هرمز وباب المندب ، وملقا وغيرها ، والخط الأسود هو خط عقد اللؤلؤ الصيني. وهو عبارة عن التواجد في موانيء متعددة على طول خط النقل كما ترون. ويشمل دول مثل : بنغلاديش وسري لانكا و باكستان والمالديف واالصومال وبورسودان.
وقد استخدم تعبير (عقد اللؤلؤ) في تقرير داخلي لوزارة الدفاع الأمريكية بعنوان (مستقبل الطاقة في آسيا) حيث قال التقرير “عقد اللؤلؤ يصف ظاهرة صعود النفوذ الجيوبولتيكي الصيني من خلال جهود لزيادة الوصول الى الموانيء والمطارات واقامة علاقات دبلوماسية خاصة و تحديث قوات عسكرية تمتد من بحر الصين الجنوبي عبر مضيق ملقا والمحيط الهندي الى الخليج الفارسي”-(وكيبيديا)
والصين ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم ومع قرب نضوب النفط ، واعتماد الإقتصاد الصيني على الطاقة ، يعني المسألة حياة أو موت. لازم تسيطر على سلاسة طريق نقل أنابيب النفط والغاز. طبعا أمريكا لن تسمح للصين بالنجاح في هذه الستراتيجية، ولهذا ترون النزاع الخفي يتخذ عدة اشكال في كل بلد يمر فيه عقد اللؤلؤ. وحتى نراه بشكل أوضح اليكم هذه الخارطة:
شايفين الدوائر الحمراء وفيها نجمة صفراء ؟ هاي مواقع الصين، وشايفين الدوائرالزرقاء وفيها نجمة بيضاء هاي مواقع الأمريكان. المواقع الصينية اكثر من الأمريكية!! وعلى هذا تدور الحرب في المنطقة. طبعا الهند شايفة أن الصين تحيط بها وهي ايضا قوة صاعدة، ولهذا اندفعت الهند في حضن الأمريكان ووثقت العلاقة معها.
الآن استطيع أن اقول لكم أن البحث بعد هذه الخريطة اصبح سهلا مثل تمرير سكينة حادة في العجين.
رحت أسأل العم جوجل: ياعمو وين الوجود الصيني في بورما (ماينمار) ؟ أجاب العم النجيب : في منطقتين،الأولى سيت توي
Sittwe
وفيها تقيم الصين مشروع خط انبوب غاز من هذا الميناء الى الصين. والمنطقة الأخرى كيوكبايو
Kyaukpyu.
وهنا سألت العم جوجل: زين هاي المنطقتين بيها مسلمين؟ أجاب بسرعة : طبعا ولهذا حدث فيها في خريف 2012 تطهير عرقي وعركة للضالين بين البوذيين والمسلمين حتى طردوا المسلمين منها واحرقوا منازلهم واراضيهم . وطبعا نادت السعودية للجهاد ودفعت الأموال ، ويتهافت المرتزقة والمجاهدون الفقراء الحالمون بالجنة والحور العين لنجدة المسلمين البورميين. وكانت فرق الموت القذرة التي لابد دفعتها أمريكا في العمق البورمي تقتل البوذيين وتتهم المسلمين وتقتل هؤلاء وتتهم البوذيين ، وتشتعل النار بين الطرفين. وطبعا إذا تحول الميناءان الى أرض جهاد، لن تستطيع الصين إقامة المشاريع والتواجد فيها؟ وهكذا تنقطع حلقة في عقد اللؤلؤ. أليس كذلك؟ شفتوا كيف أن المسألة سهلة الفهم، بمجرد النظر الى الخرائط؟
وهسة عرفتوا ليش الصين واقفة مع ايران؟ وليش أمريكا ضد ايران؟ لا مسألة نووي ولا شيعي وسني . هو عقد اللؤلؤ ليس غيره. واحنا أهل المنطقة البلهاء نصطف مع هذا ضد ذاك، ولا نعرف اصلا أين مصلحتنا في هذه الحرب الطاحنة بين قوى عظمى نحن وقودها. الجهاد في سبيل رب البيت الأبيض. الله أكبر.