كما الفرق بين السماء و الأرض هكذا الفرق بين أفكار الناس و فكر المسيح. في فكر البعض تنحصر أفراحهم بيوم عيدِ كل عدة أشهر بينما المسيح مستعد أن يجعلنا نعيش أعياداً كثيرة كل لحظة.قد يهتم البعض بمراسم عيد ميلاده و يهييء نفسه و بيته و يدعو أحباءه لأجل عيد ميلاده السنوي .لكن الميلاد عند المسيح مختلفاً في شكله و مضمونه فالميلاد عند المسيح ليس تاريخاً بل فعلاً.
أعياد ميلاد
ميلاد الخلاص للبشرية التي هتف بعدها الآب لكل إنسان أنت إبني أنا اليوم ولدتك إذ أعاد إلينا البنوة بالمسيح المصلوب.هذا صار ميلاد جديد للوجود .
الميلاد من الماء و الروح هو أهم ميلاد لأن به ننال المخلص و روحه القدوس كما ننال مكاسب الخلاص و بركاته.
التوبة أيضاً هي عيد ميلاد لذلك قيل عن الإبن الضال العائد أنه كان ميتاً فعاش إنه مولود أو مخلوق من جديد بالتوبة حينها أقام أبوه وليمة عظيمة إحتفالاً بميلاد إبنه الجديد و هي وليمة لا زالت علي المذبح تنتظر المولودين بالتوبة.
كل نجاح و إنجاز و نمو في أي مجال هو عيد و ميلاد لأننا ولدنا في المسيح يسوع لأعمال لرجاء حي في قيامة المسيح أي في إنتصارات مستمرة و إنجازات مستمدة من إبن الله الغالب الموت لهذا أنت ولدت و تبقي محتفلاً بميلادك في المسيح يسوع .
كل عمل أو مشروع جديد هو عيد و ميلاد.فالميلاد في فكر المسيح أفعال لا تاريخ.لأن الأفعال تبقي و تدوم معها أفراحها.بينما أفراح المناسبات مرهقة.تستهلك ما قبلها من وقت في الإعداد وتستنفذ ما بعدها من وقت في إعادة الأمور إلي ما كانت عليه.ثم نكتشف أننا مرهقين من المشغولية و لم نفرح كما ينبغي.أما الميلاد بحسب فكر المسيح لا يمكن أن تعود الأمور إلي ما كانت عليه بل تكون إلي ما صارت إليه .الميلاد عند المسيح غير محدود بالوقت ولا ينتهى فرحه في التو لأنه عمل يعيش معك و تعيش معه.علي أن أهم عيد ميلاد ينتظرك و تنتظره هو ميلادنا السماوي.حين نتغير و نتخلص من الترابي و نلبس السماوي نترك الفاسد و نلبس عدم فساد هذا هو الميلاد غير المنقطع.
الأعياد و الحاقدين
في العهد القديم اسس الرب أعياداً لشعبه كي يفرحوا به و لا يغاروا من أعياد الأمم. كانت أفراحهم مستمدة من المناسبة ذاتها.فهذه بعض أعيادهم الكثيرة (عيد الفصح – عيد الفطير – عيد الخمسين – يوم الكفارة – العيد الأسبوعى – العيد الشهري -عيد التجديد) و لأن الفرحة مستمدة من المناسبة كم من تجاوزات حصلت و أغضبت الرب في مناسبات كهذه.حتي أنه في العيد الأسبوعي ( السبت) دخل إلي مجمع بالناصرة و بقي يعلم و يكشف عن شخصه و الجموع منبهرة به ثم إنقلبوا فجأة و أرادوا أن يلقوا به من فوق الجبل لو 4: 16 و البعض لا زال يريد أن يلقي بالمسيح بعيداً عن إحتفالاته حتي و لو رفعه علي جبل. إنه يرفع المسيح علي جبل ليعظ أو يصلي لكن حين يأتي وقت الإحتفالات يريد أن يرمي به من فوق هذا الجبل .ظناً أنه سيعوق إحتفالاته.
لهذا نفهم عمل الشيطان الذي يختار أوقات الأعياد ليضرب ضرباته بأعوانه من الأشرار و يريد أن تنقلب أفراحنا إلي أحزان.إنه يكره أن يري المسيح فوق الجبل.
لا تلق المسيح من فوق الجبل
في عهد النعمة بالمسيح صارت لنا أفراحا دائمة ليست مرتبطة بالمناسبة بل مرتبطة بشخصه له المجد.لهذا يقول بفمه الطاهر: أراكم فتفرح قلوبكم و لا ينزع أحد فرحكم منكم. معاينة المسيح مصدر الفرح الدائم. حضور المسيح سر عزانا و بهجتنا و من يجرؤ أن ينزع المسيح منا ؟ و الأفراح و الأعياد إذا حضرها المسيح تكون سبب نمو في محبته و رقي في أفراحنا في الفكر و السلوك.لذلك الكنائس العتيقةالأصيلة هى التي تقرن بين أي عيد و بين الصلاة و القداسات ضماناً لحضور الرب يسوع مصدر الفرح فتصبح الأفراح ممتدة لأنها غير منتسبة للمناسبة بل منتمية للمسيح و أعماله .فإحتفل كيفما شئت و شئتي بكل حرية و إستمتاع .فقط ليكن في فكرك أن حضور المسيح ضروري ليكون لصاحب العرس الحقيقي مكان و تأثير.و لا تستجب للذين في أفراحك ينصحون بأن تلق المسيح من فوق الجبل ( أو من فوق قمة ترتيباتك) لكي تحتفل بدون مسيح فهو يخدعك و يسرق منك مصدر فرحك الحقيقي. فليكن المسيح المدعو الأول في قائمتك.و يأخذ المتكأ الأول في وليمتك.و إستقبله بحفاوة لابساً ثياب العرس السمائي.هكذا تفرح و هكذا تتعزي و تهنئتي لك في كل ميلاد و بكل حب أقول عيد ميلاد سعيد.
صلاة المولودين بالروح
حين مُتَ علي الصليب عشت أنا. لأني كنت هالك و الآن أنا بروحك أعيش و أتحرك و أوجد.قطرات من دمك غسلت كياني فصرت طبيعة جديدة .كان مولد عجيب للجميع.من يومها و الموت صار قدامنا واهناً كمن يستجدي. و عدو الخير مغلوباً مثل لص أسير.
أذكر يوم أن مات العتيق منى و صرت شريكك في الدفن و بقيامتك كسوتني فصرت شريكك في البنوة.هكذا أخرجوني من الماء لكن روحك بقي لم يخرج و سكن لن يفارقنى إلي الأبد.
أذكر يوم عاد الفكر إلي فكرك.و صارت إشتياقاتي كإشتياقاتك.و رنً صوتك في مسامعي عن قرب.بكيت و خشعت و سمعت منك حنيناً يهاتفني إبني هذا كان ميتا فعاش.كان ضالاَ فوجد. عدت و تجرأت و مددت يداي إلي الوليمة.أكلت كل الخروف المسمن وحدى.و عشت و ما زلت به أعيش.
أتذكر يوم أن إنفتحت الأعين و القلب.و عاينت ما لم أره من قبل.و عرفت معني المجد و العظمة السمائية فظننت أنني فارقت الحياة لكنني أدركت أنني إلتصقت بالحياة و كان عيد.
كل نظرة منك تلدني كل يوم.نظراتك ألمع من الشمس المشرقة.الشمس تأخذ من أيامنا لكن نظراتك تضيف إلي أعمارنا أعماراً.كل لمسة حب منك ميلاد للرحمة في القلب.كل مغفرة منك ميلاد للخلاص في الكيان.كل سلام منك ميلاد للسكني بين السمائيين.أعيادنا بك لا تنقطع.أفراحنا منك تأتي و بها إليك نأتي.آه لو تفارقني لغة الأرض فأعرف كيف أصف أعيادك.موكبك القادم في إيماني أعلي من كل الأوصاف.كل كلمة خرجت من فمك الطاهر تنهض الموتي من القبور فيستحقون أن يصبحوا خليقة جديدة.
الأعياد لك و الأفراح منك فقف علي الجبل شامخاً و نحن قدامك خاشعون.نعرف أنه لن يزحزحك أحد من فوق القمة لأنك فوق الفوق و تحت التحت و تشمل كل شيء.