نوفمبر4
بمناسبة الإحتفال بعيد الحب المصري ؛ أهدي كل مصري وكل مصرية أرق التهاني وأجمل الأمنيات. من مصر الدافئة رغم لهيب الأسعار ، الصامدة رغم كل محاولات التخريب ،المبارَكة دائماً
فكرة اختيار يوم 4 نوفمبر من كل عام لإحتفال المصريين بعيد الحب هي فكرة الصحفي المصري الراحل الأستاذ مصطفى أمين الذي توفي عام 1997 م ،ولكنه لايعلم ماوصل اليه حال هذا الشعب الذي نسى طعم الإحتفال ، بل ان احتفالاته اصبحت تتحول الى احزان ،واصبحت نكاته التي كان مشهور بها تحولت الى مراثي ونحيب .
وكمصرية يحزنني ان يفقد شعبي القدرة على الإبتسام، ولا أعرف هل سيشكل لهم فرقاً أن اهنئهم بعيد الحب بغض النظر عن أي فتوى ببطلان هذا النوع من الأعياد ولهذا أحب أن أهدي إلى بلدي وأهلي وشعبي تهنئة حارة بهذه المناسبة مع باقة ورد جميلة ، رغم نسمات الخريف الباردة نوعا ما ،الا ان مصر مازالت عامرة بالزهور الملونة التي يمكن تقديم باقة رائعة منها لهذه المناسبة.
وفكرت لمن أهديها ؟
هل للفقراء الكادحين الذين يعملون طوال الشهر بصورة شاقة فقط لتوفير ثمن الخبز ، والخبز فقط إلا في ايام قليلة يمكنهم شراء الفول أو الفلافل رغم أنهما لم يصبحا من الأكلات الشعبية الرخيصة ، وبالطبع يعرفون اللحوم والدواجن ، ولا يستطيعون استضافتها في بيوتهم بعد أن أصبح سعر كيلو اللحم لايقل عن 70 جنيها مصريا ،ولايكفي الكيلو منها الا وجبة واحدة لعائلة كبيرة ، وقلت لنفسي ماذا تعني لهم باقة ورد ، سينظرون بعضهم إلى بعض ويتهامسون داخل انفسهم سيكون نصف كيلو لحم أفضل لنا من الورد ، تراجعت عن الورد ولكني لن اتراجع عن أن أهديهم حبي الشديد
هل لسكان العشوائيات الذين يعيشون حياة لاتمت للإنسانية بأي صلة ، عائلة من 6 او 8 او 10 أفراد يعيشون معا في غرفة واحدة هي غرفة النوم ونفسها غرفة السفرة والصالون والمطبخ ولا أعلم أين الحمام ، حياة مهددة بسقوط صخور جبل المقطم على رؤوسهم كما حدث في الدويقة ، هل يعرفون معنى الحب ؟ هل يهمهم الإحتفال بعيد للحب ؟ كيف يحتفلون أو يفهمون معنى الحب في هذا الشكل من الحياة ، ماذا تعني لهم وردة او صحبة ورد ؟ وسط كل هذه الإحتياجات العادية لأي انسان من مكان للنوم وليس علبة سردين ، ملابس ، طعام عادي ليس فاخرا ، الحد الأدنى لمستوى معيشة الإنسان ، قد أتراجع عن الورد ولكنى لن أتراجع عن أن أهديهم حبي الشديد
هل للمرضى ،في المسشفيات الخاصة و الحكومية ممن يتعرضون للإهمال وأخطاء الأطباء ،كيف يقبلون الحب رغم انهم قد يدفعون حياتهم ثمنا لفقرهم ،حيث تحتاج بعض الحالات لإسعاف سريع أو اجراء عملية خطيرة ، ولاتقبلهم المستشفيات لعدم امتلاكهم مبلغ كاف ليوضع في خزينة المستشفى تحت الحساب، وكثير منهم لا تحتمل حالتهم الصحية انتظار المفاوضات والتوسل من الأهل لإدارة المستشفى لقبول الحالة أو النقل الى مستشفى آخر أرخص بغض النظر عن مستوى النظافة وتوفر الأجهزة الطبية الحديثة ، هل تفرحهم الورود وتدخل الى قلوبهم الأمل والرغبة في الحياة ،قد يعلو همس الحب فوق صراخ الألم ويستجيب القلب ويفرح ولو لدقائق معدودة، لن اتراجع عن الورد وايضا لن اتراجع عن ان اهديهم حبي الشديد
هل للأطفال ،اجمل وأرق المخلوقات ،وهم اكثر من يدرك الحب وأكثر من يستطيع الحب بكل بساطة وبكل براءة ،ولكن أي فئة من الأطفال ، هل ساكني مستشفى سرطان الأطفال ، أم رواد المستشفيات الحكومية والخاصة والذين أيضا يتعرضون لأنواع شتى من الإهمال سواء من والديهم بسبب الجهل والفقر ، ام الذين يتعرضون لإهمال الأطباء ام أطفال الشوارع ضحايا الزواج الفاشل والزيجات المتعددة والطلاق بكلمة ،ام للأطفال الذين تم الغاء طفولتهم لأنهم مضطرون للعمل وترك الدراسة ، ام لأطفال المدارس المحملين بأحمال التعليم وأخطاء المدرسين وأخلاق زملاء السوء .صدقا لم استطع التحديد ، هل ستؤثر وردة او باقة ورد لمثل هؤلاء ،الذين يمتلئ قلبي بحبهم ، أهدي لكل طفل وردة مهما كانت ظروفه واحواله ، لعله يقبل محبتي.
هل للنساء ، اللائي تمتلئ بهن قاعات المحاكم ، ام اللائي يعملن ويكدحن لإعالة اطفالهن ،نظراً لإنشغال أزواجهن بالنوم او الجلوس على القهوة ، أو بالزواج من أخرى ، ام الأمهات الموظفات اللائي يخرجن للعمل ويقمن يتوصيل اطفالهن الى المدارس ويعدن ظهرا للبيت لتجهيز الطعام ثم المذاكرة للأولاد ،يلي ذلك الإنتهاء من غسل الملابس وكي الزي الخاص بالمدراس ، وهكذا ، لكل هؤلاء أحب ان اهدي باقات من الورد واهدي حبي الشديد
كل انسان من هؤلاء يستحق تهنئة وفرحة وباقة ورد وتعبير عن الحب ، لكن ماهو الحب ؟
الحب هو العطاء دون انتظار مقابل الا سعادة وراحة الآخر ، الحب ان تقدم الآخر على نفسك ، الحب ان تؤثر الآخر على نفسك ، الحب عكس الأنانية ، الحب هو المشاركة في حمل اثقال الآخر . الحب ليس كلام فقط
ليتني استطيع فعليا أن أقدم ورودي لكل مصري ومصرية
أهديكم أيضاً احبائي تهنئة وباقة ورد من امرأة مصرية
محبتي للجميع