رأي اسرة التحرير 11\1\2016 مفكر حر
في تسريب عن الاستخبارات الألمانية نشرت في مُذكّرة نهاية 2015 ورد فيها أن “السعودية تعتمد سياسة متهورة في الآونة الأخيرة, ووصفت ولي العهد السعودي المتنفذ الأمير “محمد بن سلمان” 29 عاماً, بأنه سياسي مقامر يعمل على شل العالم العربي من خلال تورطه بحروب بالوكالة في سوريا واليمن, وهو الابن المفضل للملك سلمان الذي قالت بأنه يعاني من داء الخرف, و أن السعودية أضحت ورقة غير مضمونة تخوض الحروب في سوريا واليمن, وان المغامرات الخارجية التي بدأها الأمير محمد لم تكن ناجحة وليس هناك أي بوادر تشير إلى نجاحها لاحقاً. انتهى ملخص مذكرة المخابرات الالمانية.
نحن لا ندر سبب هذه التسريبات ولكن ليس لها اي قيمة, فهناك تغيير حتمي في سياسة السعودية فرضها انخفاض سعر النفط وتزايد التدخل الايراني في الحديقة الخلفية لها, ففي السابق كان هناك مشروع سعودي وحيد, وهو نشر الوهابية في العالم العربي والعالم, وقد أنفقت ترليونات الدولارات في سبيل هذا الهدف, وكانت تظن بأن السيطرة على المسلمين في العالم عقائديا يضمن استقرار حكمهم في بلاد الحرمين, ولكنهم صدموا مؤخراً بالواقع المر بعد بدئ الربيع العربي والتمدد الشيعي الايراني في كل من سوريا واليمن والبحرين ولبنان, والذي اصبح يهدد عقيدتهم وعرشهم على السواء, وفهموا بأن كل استثماراتهم بالاسلمة ذهبت هباءاً, وأن الاخرين استفادوا منها واستغلوها لمصالحهم, فعلى سبيل المثال لا الحصر, فإن الولايات المتحدة الأميركية وهي في حرب وجود مع الاتحاد السوفييتي, وفي حروب الوجود كل شئ مباح في سبيل تحقيق النصر, لذا استخدمت المتطرفيين الاسلاميين الذين ربتهم السعودية وانفقت عليهم بترودولاراتها في محاربة الاتحاد السوفياتي بأفغانستان, كما استخدم الاخوان المسلمون في مصر ما استثمرته السعودية في الاسلمة للوصول للسلطة هناك, واستخدم بشار الاسد ما انفقته السعودية على المتشدين الاسلاميين في طرد اميركا من العراق وفي اجهاض الثورة السورية وتحويلها من ثورة حرية وكرامة الى ثورة ضد الارهاب الاسلامي, وحجم العالم عن مساعدة المعارضة السورية, ….. وفي النهاية وجدت السعودية ان ايران بايديولوجية الولي الفقيه ستتغلب على الفقه الوهابي, وستسحب بساط الاسلام من تحتهم والذي كانوا يظنوا بأنه سيديم حكمهم للأبد, لذلك كان حتميا عليهم تغيير مشروعهم من انفاق ترليونات الدولارات على الاسلمة الى انفاقها على الحروب في مواجهة ايران عسكرياً, ووجها لوجه.