بين الإسلام النقي والإسلام الشوائبي : ( الانتثربولوجي الفقهي) …!!! حول الحوار الدائر عن توقيف الكاتب الاسلامي (طارق رمضان) حفيد المؤسس للاسلام السياسي ( حسن البنا ) بتهمة (الاغتصاب الجنسي) في فرنسا ..
طبعا هناك ملايين المسلمين الطيبين الذين يعيشون في الغرب لم يهتموا بالأمر، انطلاقا من القاعدة الشهيرة لدينهم الفطري البريء ( النقي الصافي) من شوائب المصالح الدنيوية والسياسية ، وهي أن (لا تزر وازرة وزر أخرى)، حتى ولوكان حفيد البنا، أما المتأسلمون من جماعات الإسلام السياسي ، فقد حولوا الموضوع إلى حرب حضارية مع الغرب انطلاقا من القاعدة لالتي ضلهم بها الغرب لمصلحته الاستعمارية بعدم التساوي بين الشرق والغرب بل هناك التوازي، وهي مقولة ( الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا ) وذلك للحفاظ على التفوق الاستعماري ليس العسكري فحسب بل والحضاري، ولتعميق (عزلة الغيتو الإسلامي في الخارج) وفق ما كان يدعو السيد قطب حول ضرورة (” العزلة الشعورية” نحو الآخر الغربي بل والإسلامي ذاته الذي عاد إلى الجاهلية حسب السيد قطب …مما فتح الباب واسعا أمام فكرة التكفير السلفية التي وسمت الإسلام السياسي في التصف القرن الأخير ..
.
هذه (العزلة الشعورية ) التي عاشها السيد قطب الصعيدي في أمريكا ، حمل معه مكبوتها إلى بلده العربي المسلم ( مصر)، فأحدث هذاالشرخ مع شعبه المسلم كجزء من الهوية الوطنية ، ليطالب الشعب المصري والعربي والإسلامي بعد نجوميته العالمية من الذين أصبحوا كثرا من مؤيديه، يطالبهم بالعزلة الشعورية عن مجتمعم وحياتهم اليومية بوصفها حياة جاهلية ، مما أنتج هذه الثنائية الازدواجية بين الإسلام ( النصي –القرآني – الوحي ) من جهة ، والإسلام المشوب بأوشاب الحياة الاجتماعية والثقافية ، لينتج الإسلام الانتربولوجي التاريخي الذي يصنعه البشر أنفسهم ، والذي لا يتردد من تطويع الاسلام ( النص) إلى ( فتوى) تتكبف مع النزوع الطبيعي والغريزي للكائن الاجتماعي ، ولعل أكثر ما عبر عن هذه الثنائية الايديولجية هو الموقف من المرأة التي لا زال المسلمون يختلفون حولها حتى اليوم … هل الحجاب للنساء ( الحرائر أم الإماء … بين النساء الزوجات والنساء السبايا مما ملكت أيمانهم .
..
ولهذا فإن الخلاف اليوم حول اغتصاب مسلم لامرأة غير مسلمة من قبل من كان حفيد البنا أم من سائر الناس !!! هل هو مما تنطبق عليه فاحشة الزنا ومن ثم التحرش والاغتصاب ، أم يكون في حل من عقاب فاحشة الزنا، لأن فعل الوطأ ليس مع مسلمة من الحرائر، بل هو مع امرأة ممن ملكت ايمانه من السبايا غير المسلمات في عالم غير إسلامي ، لأن الوطأ يأتي من وطأ النعل، فالمرأة حسب الإمام الغزالي توطا كوطأ النعل ، فكيف إذا كانت مما ملكت الأيمان ….وعلى هذا فإننا نستطيع من منظور اسلام انثربولجي أن نتفهم مشروعية وطأ المرأة غير المسلمة بدون عقد شرعي ( الزواج ) على أنه لا يدخل في المحرم الشرعي ( النصي -الزنا) ، ولهذا فإن المتأسلمين ( (الاسلام السياسي ) ، هبوا للدفاع غن حفيد ( البنا ) ، ومهاجمة الكنيسة والبابا الذي لم يعتبر تحرش واغتصاب الأطفال جريمة تسيء للمسيحية ، بل لأصحابها فقط … وكأن البابا أدان جريمة حفيد ( البنا ) لأنه مسلم وليس لأنهاجريمة إنسانية ….
..
الغريب أن المسلمين يهاجمون هذا البابا الذي كان من أكثر المدافعين عن حق المسلمين الديني والأخلاقي في الدفاع عن كرامة نبيهم ، وإدانة من يسيئون إلى صورته في عين البشرية …
ولعل الطيب صالح قدم أهم مداخلة عن هذ الموضوع في روايته ( موسم الهجرة إلى الشمال) حيث البطل في الرواية (مصطفى ىسعيد) يعتبر أن وطأه لأمرأة انكليزية إنما هو ثأر من الاستعمار الانكليزي للسودان من منظور أن الجنس الذكوري هو رد فحولي على الاستعمار المخنث ، فنتمنى أن لا يكون حفيد الاسلام السيا سي ( البنا) يقوم بالرد على غزوة نابلين لمصر بوطأ حفيتداته الفرنسيات اعتمادا على هذا التأسيس للتمايز، بين الاسلام النصي ( النقي المقدس) ، و(الاسلام الفقهي) المشوب بالمصالح ومنافع ودوافع قوى شهوات المدنس، و الاشارة هنا لكتبنا هي لمن يهمه الأمر، اعتمدناها كقاعدة منهجية في كتابنا من جزأين ( نقدالعقل الفقهي ( سدنة هياكل الوهم ……..الصادر عن رابطة العقلانيين العرب في بيروت …