ليس بالحجاب وحده تٌغفر الخطايا، فيا أيها الحجاب : كم من الخطايا ترتكب باسمك رغم أرتداءك دائما وأبداً هناك فارق كبير للغايه بين النظريه وتطبيقها، فالمفهوم النظرى الجميل والرائع للحجاب الذى يعشعش فى عقول معتنقى إرتداءه، والمقتنعين به بكافه تدرجات الاقتناع وأنواعه، يتمنى الجميع ويحلم بتحقيقه، لكنه موجود فقط لا غير فى أذهان معتنقيه وخيالهم، ولكننا نتحدث عما يحدث على أرض الواقع الفعلى الحقيقى من الناحيه العمليه البحته وليس ما ينبغى أن يكون عليه هذا الواقع او المفروض أن يحدث (فالينبغيات او المفروضات) التى لا تتحقق الافى العالم الخيالى المثالى والواقع الافتراضى الوهمى الذى فى خيال بعض الحالمين الرومانسيين شى اخر مختلف تماما عما هو حادث عمليا وفعليا على أرض الواقع، فالجميع يعرف أن الزى من أهم وسائل الاتصال غير اللفظى
Non verbal communication
يمكن به تميز الفرد، (هذا فقير وذاك غنى وتلك فلاحه وذلك شرطى …..) وهذا لا جدال عليه، فأنواع وأشكال والوان الملابس ترسل رسائل خاصه جداً وإشارات مختلفه لها دلا لات ومدلولات وترجمات عديده ومتنوعه ومختلفه يستقبلها الفرد ويفسرها حسب إطاره الدلالى والمعرفى فى الادراك والوعى الذى يتم صناعته بحرفيه بالغه من قبل وسائل التنشئه المتعدده (التعليم والاعلام والدين والموروث الثقافى والحاله الاقتصاديه وغيرهم)، لذا فمن خلال الحجاب او النقاب (كفريضه دينيه إسلاميه) يمكن تمييز وفرز كافه الاناث كلا منهن حسب دينه وعلى أساسه يتم التمييز والتمايز والتحيز والانحياز بالسلوك الواضح الصريح العلنى او الخفى نحوهن، سواء من النساء الآخريات او الرجال (وهذا ما يحدث بالفعل حسب ما تفرضه التعاليم الدينيه الاسلاميه وجوبا والزاما، وحسب ما عبرت عنه بوضوح بعض الاحاديث الشريفه والوثيقه العمريه التى كتبها عمر بن الخطاب) ولكن هذا التمايز والتمييز لا يتم فقط على غير المسلمات الائى لا يرتدين الحجاب، بل أمتد ميكروب التمييز الفتاك بشراسه وتكاثر بسرعه وأنتشر بقوه الى المحجبات أنفسهن، كيف تم ذلك، اولاً: دعنا نقسم المحجبات الى فئتين فئه مقتنعه بدرجات متفاوته وأخرى مكرهه من الاهل او من المجتمع، كما أن بعض المكرهات على أرتداءة بسبب الضغوط المجتمعيه والاسريه يشعرن بالغيره القاتله من غير المحجبات لانهن تمارسن حريتهن كامله بلا أيه قيود على الاطلاق، وخاصا الجميلات منهن الائى تردن أن تستعرضن جمالهن بحريه كامله ولكن لا يملكن حيله أمام ما يواجهن من ضغوط قويه لا يستطعن مقاومتها على الاطلاق، اما عن أنواع الحجاب، أولا : النقاب، فما هى نظره المنقبه الى غير المنقبه (حتى لو كانت محجبه) وشعورها المؤكد بالتمايز عنها بالطهر والعفاف وهى ترتدى الزى الاصلى التقليدى الشرعى، فهى بكل تاكيد تقلل من شأن كافه الفئات الاخرى، ثانيا: الحجاب الرسمى التقليدى الشرعى وهو الجلباب الكامل الواسع الذى يغطى كامل الجسد حتى أخر القدمان مع الطرحه البيضاء او السوداء التى تغطى كافه الذراعين وقفاز يغطى الكفين (لان يد المراه عوره فى الاسلام)، ثالثا : الحجاب المودرن وهو طرحه الحجاب مطوره و ملونه بلون يتوافق مع الملابس الحشمه (جلباب كامل مودرن او جيبه طويله) دون ارتداء قفاز، رابعا :حجاب أكثر مودرن، مجردغطاء للشعر ملون بلون الرداء او بلون متوافق معه ومطرزه بالترتر والرسومات المقصبه مع أرتداء ما يحلو لها من ثياب مثل البنطلون الجينز بكافه أشكاله وأنواعه الحديثه دون تغطيه (لمنطفه البطن والارداف) المثيره بل تظهر كاملا حسب ضيق البنطلون، مع اكسسوارات ومكياج وبارفان وبالطبع ” دون ارتداء قفاز”، خامسا : مجرد تغطيه الشعر مع ملابس أكثر مودرن وحداثه مع بنطلون جينز ضيق للغايه او بنطلون قصير (باراموده) مع وضع خلخال من ذهب او فضه فى أحدى الارجل التى بالطبع تكون عاريه حتى منتصف الساق وترتدى (بلوزه نصف كم) تبرز الكفين والساعد، مع ملابس ضيقه جدا من أعلى (عند منطقه الصدر) مع العديد من الاكسسوارات الملفته جدا والمكياج الصارخ مع البارفان نفاذ الرائحه، سادسا :مجرد غطاء للراس باساليب وطرق متعدده ومتنوعه وذو الوان متعدده صارخه وقد يكون شفافا يظهر الشعر والرقبه من اسفله مع أرتداء ما يحلو لها من الثياب مهما كانت ملفته او مثيره من البنطلون الجينز الساقط أسفل الوسط مع (البادى والاستريتش)، سابعا: مسلمه لا ترتدى الحجاب، ثامنا : غير مسلمه لا ترتدى الحجاب وهكذا يتم تقسيم وتفتيت الاناث الى كل هذه الفئات المتباينه التى قد لا تلفت نظر بعض الرجال لانهم لا يهتمون كثيرا بالتفاصيل، ونظرات الرجل (خاصا الشرقى الجائع دائما) ليست الى الثياب بل إلى ما هو وراء ها وما تحته تحتها، ويحلو له ويتلذذ ويستثار أكثر بالخيال باستنتاج ما لا يراه، عكس المراه التى تهتم بالملابس كثيرا جدًا وبالوانها وأنواعها ومودلاتها، وتلاحظها وتلفت أنتباهها بقوه وتركز عليها وتاخد الكتير من وقتها ومجهودها وأموالها وحديثها مع الاخريات، لذا يستغرقن وقتا طويلا فى الكلام على أياهن ترتدى الحجاب النموذجى الذى يرضى الله، و ستاخذن عليه الثواب الاعظم فى الدنيا والاخره، وبما أن النساء بالطبيعه تشعرن كلاً منهن بلا أستثناء وأحد أنها الاجمل على الاطلاق مهما كانت دميمه، وأنها مميزه ومتميزه عن كل البنات، وأنها على الصواب المطلق ولا تفعل على الاطلاق أى شى خطا مهما أرتكبت من أثام وأوزار، لذا جاء عنهن فى الحديث الشريف (أنهن اكثر أهل النار) و(ناقصات عقل ودين)، والمرآه بالطبيعه والفطره تغار بشده من الاخريات وتشعر أنها على صواب مطلق والاخريات على خطا، اذا ما كانت وجهه نظرها مختلفه عنها، اذا فما هى نظره كلا منهن نحو الاخريات، خاصا فى نوع حجابها المختلف عنها، الاتشعر أن كل الاخريات المخالفات لها هن على خطا ولم تفهمن الدين الحق والتعاليم الصائبه مثلها، وتشعر بالتمايز على الاخريات، وإلا لماذا لم تلتزم هى نفسها بالزى الشرعى للحجاب، لابد أن كل منهن يبررن لا نفسهن أنهن على صواب مطلق ومن ترتدى الانواع الاخرى من الحجاب هن على خطا، و يبررن لانفسهن ذلك حتى لا يقعن فى التنافر المعرفى المؤلم للانسان ويسبب لهن صراعا نفسيا مؤلما يحاول العقل الباطن أن يتجنبه بكافه الطرق بتبرير السلوك مهما كان هذا السلوك، حتى لا تقعن فى الشعور بصغر النفس المؤلم لارتكابها ما يخالف التعاليم الدينيه، لذا كل منهن تبرر لنفسها بالبراهين العقليه والايات القرانيه والاحاديث الشريفه أنها على صواب مطلق بارتدائها لهذا النوع المميز من الحجاب، حسب غريزه حب التميز والتمايز والتفرد وغريزه التبرير القويه وهى صفات جوهريه أساسيه من أهم صفات العقل الباطن (الاوعى) تسيطر بقوه على (العقل الواعى)وهو لا يدرى لانه مستسلم لها كل الاستسلام، أضف الى ذلك إرضاع الجميع فى “كافه الدول الاسلاميه ” مع لبن المسمارمنذ نعومه الاظفار حتى الفطام لبن عدم قبول الاخر ورفض المختلف معك فى اى شى، و يتم تدعيم الرفض للاخر بقوه فى كافه مراحل العمر بكافه وسائل التنشئه بلا أستثناء واحد، مع الابداع فى تجديد وسائل التاثير لتحقيق الهدف الايديولوجى العام التى تتكاتف عليه كافه منشأت تلك الدول لتدعيم ديمومه حكامها وبقاءهم، اذا الثقافه العامه التى يتم غرزها فى العقل الواعى تدعم بقوه ما هو موجود أصلا فى العقل الباطن من غرائز حتى يتم تغييب العقل الواعى تماما ويتم قياده الانسان بغرائزه، لذا تتعالى كل واحده منهن على الاخريات وتشعر بالاذدراء والاستهانه والاستخفاف لهن وهذا يظهر سواء بكلامها او بسلوكها نحو الاخريات، واذا كان كما يقول الحديث الشريف (إن كيدهن عظيم) مع الرجال، فمع أمثالهن من النساء سيكون كيدهن أعظم وكلامهن على بعضهن أكثر وأكثر، وكما جاء فى الحديث الشريف أيضا عن النساء (وإن فعلت معهن كل الخيروالمعروف وقصرت فى شىء واحد نسوا لك معروفك ولم يتذكروا سوى تقصيرك)، حتى وان حاولت الفتاه إخفاءه مشاعرها وأفكارها نحو الفئات الاخرى المخالفات لفئه زيها بكل الطرق للمجامله الاجتماعيه، الا أنها تشعر فى قراره نفسها بالغريزه والفطره المغروزه فى العقل الباطل أنها المقربه الى الله وحدها، وتشعر أنه بهذه النوعيه من الحجاب (مغفور ما تقدم وما تاخر من ذنوبها) ودعائها جائز ومقبول وسريع الاستجابه جدا لانه سبحانه وتعالى يفضلها هى بعينيها عن الاخريات مهما فعلت “لانه يعرف قلبها الطيب ” و لانها عرفت طريق الانتر نت الالهى فائق السرعه للوصول الى الاستجابه السريعه الى دعواتها بنوعيه الحجاب الذى أنتقته لترتديه، مهما كان حتى لو كان مايوه للمحجبات أما الاخريات فلماذا سيستجيب لهن الله ؟؟؟؟ ولا تعرف المثل البلدى الشائع (إذا كان الدعا بيجوز ما خلا صبى ولا عجوز)،
، اما كاشفه الراس من النساء (مسلمات غير محجبات) يشعرن بالطبيعه والفطره الانثويه أنهن ايضا على صواب كامل بل كل الصواب (حسب الاطار الدلالى والمعرفى وما فى محتوى عقولهن من معلومات) ويبررن لانفسهن بحجج وبراهين علم النفس والمنطق وبالايات القرانيه والاحاديث النبويه الشريفه أيضا والواقع العملى أن الاخريات(المحجبات بكافه أنواع الحجاب) هن على خطا تام وكامل وتبدا فى سرد دفاعها عن زيها باستماته واستفاضه، ، أما نظره الشباب والرجال الى المحجبات وانواع الحجاب فهى قصه اخرى لا مجال لها الان وستناولها فيما بعد،
وبعد كل ما سبق، أليس هذا يحدث شرخا بين صفوف أبناء الدين الواحد ؟ وهو الدين الذى فرض الحجاب فما بالك بالشرخ الذى يحدثه بين الاديان الاخرى التى ليس لديها تلك الفريضه، انه بكل تاكيد سيزداد الشرخ عمقا وأتساعا فى البناء الاجتماعى لابناء الوطن الواحد، أليس هذا يكدر صفو الامن العام، وهذا التكدير يتم أستثماره بقوه من تجار الدين للتمييز العنصرى الطائفى لبث الفتنه والتمييز والتمايز بين المسلمين أنفسهم و بين كافه فئات الشعب الاخرى لالهاءة فى هذه الامور، ويقع فى هذا الفخ بسهوله جدا ضيقى الافق فيتم الاستثمار الخفى غير المعلن من قبل المستفيدين من أستهلاك وأستنزاف طاقات ووقت وأموال الرعيه الذين صنعوهم عبيدا وسجنوهم فى افكار لا يمكن الخروج منها أبداً أبداً، وسجن الافكار أصعب مئات مضاعفه من سجن الجسد
رفيق رسمى