طلال عبدالله الخوري 3\5\2017 © مفكر حر
هناك طرفة يتندر بها السوريون: تقول سألوا جحا كم هي أجرتك؟ فأجاب أنا ومعلمي نقبض 1000 دينار, فسألوه وما هو مرتب معلمك؟ فقال 900 دينار… وهذا هو حال بوتين بعد أن يتصل به الرئيس الأميركي, يحاول دائماً أن يتذاكى, بغباء شديد, ويوحي للشعب الروسي ومؤيديه من اليساريين بالعالم بأنه زعيم عالمي وندي لرئيس أميركا, ولكن لا يقول بأن وزنه قشرة بصلة مقارنة برئيس الدولة العظمى الوحيدة بالعالم, من ناحية القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية!!.. ولكن للأسف هناك الكثير من السوريين في الموالاة والمعارضة يصدقون تهريج بوتين ويظنون فعلاً بأنه نداً لأميركا, فأحد الزعماء الدينين بالمعارضة قال ذات مرة وبعد طقوس الاستخارة التعبدية ” الشمس تشرق من موسكو” بينما منظري المولاة المقربين من المجرم بشار الأسد يروجون لضم القسم المفيد من سوريا إلى الإتحاد الروسي, وبذلك, بين ليلة وضحاها, يصبحون مواطنين من رعايا دولة عظمى, وهم لا يدرون بأن بوتين يغرق بالوحل في كل مكان, وقريبا سيأكل المواطنون الروس من المزابل كما شهدهم كاتب المقال بأم عينه بعد سقوط الاتحاد السوفييتي, وسيكون سقوطهم الثاني أشد قسوة عليهم..
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو مريض نفسي, ومن أجل ان يعظم بنفسه, هو يستثمر بكل بقعة متوترة في الشرق الأوسط, لكي يشارك بالحل ويوحي للعالم بأنه شريك في حل مشاكل العالم, وانه رقم صعب لا يمكن تجاوزه عالمياً,.. ولكن الحقيقة أنه يغوص بوحل كل مشكلة يتدخل فيها, وتكلفه مئات الملايين من الدولارات شهرياً هذا عدى الخسائر البشرية, وأميركا ترى هذا وتعرف هذا, وهي تتبع معه سياسة “نابليون بونابرت” القائلة” إذا رأيت عدوك يدمر نفسه فلا تقاطعه” وأميركا لا تريد ان تقاطع بوتين وهو يدمر نفسه ويدمر اقتصاد روسيا وشعبها معه,.. فبوتين يتدخل بسوريا ويدعم النظام ضد شعبه, وفي اليمن يدعم الحوثيون وفي افغانستان متورط مع طالبان وفي ليبيا مع حفتر وفي العراق متورط مع داعش, هذا عدا تورطه بإحتلال القرم, وهو يخسر في كل ملف من هذه الملفات وتكلفه حوالي نصف مليار دولار شهريا على الأقل, حسب تقدير كاتب المقال معتمداً على المعلومات التي جمعها من المصادر الموثقة لمراكز الأبحاث العالمية…
تستطيع مناجم الذهب في سيبيريا وأبار النفط والغاز واحتياطي الذهب والعملات الصعبة لديه ان تمول تورطاته هذه ربما لبضعة سنوات أخرى, ولكن في النهاية ستصبح التكاليف اكبر بكثير من موارد الثروات الباطنية الروسية, وعندها سيشعر المواطن الروسي بأنه لم يعد يستطيع ان يطعم أطفاله, وخاصة بعد أن تتزايد الخسائر البشرية من أبنائهم, وسيثورون عليه, وعندها سيصبح انهيار الإتحاد السوفييتي نزهة أمام انهيار الإتحاد الروسي القادم لا محالة.
سبب كتابتنا لهذا المقال هو الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع بوتين البارحة حيث قال الكرملين في بيان له إنه “تم التركيز على إمكان تنسيق تحركات الولايات المتحدة وروسيا في مكافحة الإرهاب”.
لاحظوا حرص الكرملين الإيحاء بأن روسيا وأميركا شريكان نديان في سوريا, وهذا ما قصدناه اعلاه..
أما #البيت_الأبيض فأكد أن الزعيمين اتفقا على أن “جميع الأطراف ينبغي أن تفعل ما في وسعها لإنهاء العنف” في #سوريا، وتطرقا إلى إقامة #مناطق_آمنة.
أي ان اميركا تريد من بوتين ان يغرق أكثر في المستنقعات فهي تركز فقط على ان كل طرف ينبغي ان يفعل ما بوسعه (لاحظوا صيغة التطنيش).. ههههه اي بكلام اخر دمر نفسك اكثر يا بوتين واغرق اكثر فاكثر, فلن نقاطع عدونا وهو يدمر نفسه.
بوتين في كل اتصال يعرض على الرئيس الأميركي ان تكون أميركا شريكا في محادثات الأستانة لكي يعطي لنفسه صفة الشريك الرسمي لمحادثات هو يقودها في الأستانة, بينما اميركا تقول له افعل ما تشاء لوحدك , ولكي تزيد تورطه ترسل له ممثل لها, أي مراقب فقط وليس شريك, فقد كشف البيت الأبيض أن #أميركا سترسل ممثلاً إلى محادثات وقف إطلاق النار في سوريا في #أستانا في كازاخستان في 3 و4 مايو/أيار… اي بكلام آخر كل ما تريده أميركا من محادثات الأستانة هو زيادة غوص بوتين في المستنقع السوري فقط لا غير, لانه مؤتمر فاشل ليس له اي اهمية على الاطلاق, والحل سيتم على الأرض عندما يعلن بوتين ومؤيديه انهزامهم.
الأن أصبحنا نعرف ماذا عرض وزير الخارجية الأميركي تيلرسون على بوتين عندما زاره بعد ضربة التماهوك لمطار الشعيرات بسوريا وبالحرف الواحد:” قال له لا نعارض لك مصالحك في سوريا في القاعدة البحرية في طرطوس والجوية في حميميم, ونرفع العقوبات الاقتصادية عنك, مقابل (لاحظوا معي ما هو المقابل التي تريده اميركا من بوتين) ان ينسحب من جزيرة القرم الاوكرانية ويوقف دعمه لطالبان في افغانستان ولداعش في العراق ولحفتر في ليبيا وللحوثيين في اليمن, ويوقف دعم الرئيس الكوري الشمالي في برنامجه النووي.. .. هههههه.. والسؤال هنا: هل سيصبح بوتين ذكيا ويقبل العرض الأميركي؟؟ وكاتب المقال ينصحه بالتخلي ايضاً عن قواعده العسكرية في سوريا, ويترك الشعب السوري يختار طريقه بنفسه بعيدا عن نموذجه في الحكم الاستبدادي, وذلك لكي يهتم ببناء التنمية للشعب الروسي, وهذا أذكى حل لعقدة بوتين.. ولكن من الصعب لأمثال بوتين أن يصبحوا أذكياء, والطريق الذي سيسير عليه هو الى الهاوية له وللشعب الروسي والشعب السوري المؤيد له.
#ترمب, #بوتين, #الولايات_المتحدة, #روسيا, #الارهاب, #البيت_الأبيض, #سوريا, #مناطق_آمنة, #أميركا, #استانا, #موسكو, #واشنطن, #الإرهاب, #أستانا, #الكرملين, #داعش, #كوريا_الشمالية