عندما كتب شارلز ديكنز رواية ” قصة مدينتين ” شارحاً فيها التناقض الذي وقع فيه أهالي مدينة باريس بعد قيام الثورة الفرنسية ، و كيف انقسم المجتمع الباريسي بين مؤيد لتلك الثورة و بين معارض لها ، كان قد فاته الانتظار ثلاثمئة عام لمشاهدة و تدوين انفصام شخصية مدينة حلب بين :
شعب يريد الحياة ، و اخر يسعى الى ترسيخ العبودية ..
شعب يسعى للحرية ، و اخر عبد للبوط العسكري ..
شعب يرفض الذل ، و اخر يرفع المهانة شعاراً له..
شعب قال لا للظلم ، و اخر وقف على يمينه..
شعب ثار لاسترداد كرامته ، و اخر لم يسمع بها ..
شعب خجلت مقابر مدينته على استعاب جثثهم ، و اخر رقص عليها..
استطاع الاسد ان يقسّم سوريا ، نعم استطاع .. ان لم يكن جغرافياً ، فقد فعلها بشكل أعمق لا يمكن لأي فريق من فرق ازالة الحدود اصلاحه ..
حلب اليوم مثلها مثل سوريا كلها ، بين من تقودهم ضمائرهم ، و بين من يقودونها ..
#حلب_تباد