طلال عبدالله الخوري 22\5\2016 © مقكر حر
هناك فضيحة كبيرة فجرها رئيس وزراء قطر السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية (اقرأها هنا رئيس وزراء قطر يفضح: تنافسنا مع السعودية افسد طبخة سوريا وليبيا), لم تعط حقها من الاهتمام, (لان معظم الصحفيين والنشطاء العرب مرتزقة يقبضون من الانظمة العربية لكي يشتموا اميركا فقط وبذلك يلمعون صورتهم بطريقة غير مباشرة), حيث يقول بالحرف الواحد :” سأقول شيئا ربما أقوله للمرة الأولى.. عندما بدأنا ننخرط في سوريا في 2012 كان لدينا ضوء أخضر بأن قطر هي التي ستقود لأن السعودية لم ترد في ذلك الوقت أن تقود. بعد ذلك حصل تغيير في السياسة ولم تخبرنا الرياض أنها تريدنا في المقعد الخلفي. وانتهى الأمر بأن أصبحنا نتنافس مع بعضنا وهذا لم يكن صحيا .. لقد دعمت قطر والإمارات فصيلين متناحرين في النهاية كان هناك الكثير من الطباخين ولذلك أفسدت الطبخة …” انتهى الاقتباس
نقرأ بين سطور الشيخ حمد بن جاسم بأن السعودية لم ترد ان تدخل بالمشكلة السورية بالبداية, وفوضت قطر بإدارتها, وقام امير قطر آنذاك الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بإستثمار مليارات الدولارات بالتعاون مع تركيا في تسهيل وتمويل القاعدة ومرور داعش الى سوريا.. والقصة معروفة بعدها… ولكن ما الذي حدث حتى غيرت السعودية رأيها؟؟.. الذي حدث هو ان أميركا قررت فضح الملفات السرية عن تورط أمراء سعوديين في تمويل العملية الارهابية التي جرت في 11 سبتمبر 2001 التي ضربت مبنى التجارة العالمية في نيويورك والبنتاغون في واشنطن, (لكي يوصلوا لاميركا رسالة مفادها بأن الشعوب العربية لا تستحق الديمقراطية التي تطالبونا بها لانهم ارهابيون…كما ذكرنا سابقا), وذكرنا كيف ان اقالة الاميرين بندر بن سلطان وسعود الفيصل كسفير في واشنطن وكوزير للخارجية على التوالي, والانقلاب الذي قاده الملك سلمان على ولي عهد الملك الراحل عبدالله كانت بأوامر من واشنطن لابعاد كل المتورطين في العملية الارهابية من واجهة الحكم في السعودية, والاكثر من هذا علموا مسبقا بان الكونغرس الاميركي سيوافق على قانونا جديداً يجيز محاكمتهم, وهنا جن جنون الاسرة المالكة في السعودية, وقرروا التدخل بالملف السوري وامتلاك اوراق تفاوضية بسوريا لكي يساوموا بها اميركا على ملف محاكمة الامراء السعوديين المتورطين بأحدانث 11 سبتمبر,.. وهنا جن جنون امير قطر الذي استثمر مليارات الدولارات في الحرب السورية, يطلبون منه الان ان يرفع يده عن سوريا, اي سيصبح طرطور شخصية تافهة بالنسبة للاميركان وبالنسبة لامراء الحرب بسوريا, تتم ازاحته عن ملفه كما ترمى ورقة التواليت بعد استعمالها, واصبحت العلاقات القطرية السعودية من أسوء ما يكون … ولم يكن هناك حل لترميم العلاقة بينهما الا بتنحي امير قطر عن عرشة لصالح ابنه الامير تميم, لانه شخصيا كان من الصعب عليه مصافحة الاسرة الحاكمة في السعودية, بعد ان خوزقوه , وبنفس الوقت لا يستطيع ان يعادي السعودية اكثر من ذلك فلم يجد حلا الا بالتنازل عن العرش في سابقة لم تحصل قط في تاريخ العرب والمسلمين.
تحليل جميل جدا و قريب الى الواقع