كعادته أبو نجم كان مبكرا في حضوره لمقهى أبو علي, فاليوم مباراة الزوراء وهو مشجع معتق, لا يترك مباراة لنادي الزوراء تفوته, عند الساعة السادسة اكتمل حضور الأصدقاء, أنا الموظف المتعب دوما, وأبو رياض العجوز المتقاعد, وسلام برشلونة الشاب الفيلسوف, وحجي حيدر الكاتب المشاكس, جلسنا في الزاوية المعتادة من المقهى, لحظتها انتبهت إلى أن التعب ظاهرا على وجه أبو نجم, حتى بدا بهيئة غير مرتبة, مع انه يهتم بأناقته, وهو اليوم بقميصه الأبيض يثبت عشقه لناديه المفضل ” الزوراء”, فسألته عن حاله:
– ما بك يا أبو نجم؟ هل هو الحب عاد إليك من جديد, ليتعب ليلك؟
فضحك الجمع من أن يكون أبو نجم عاشقا من جديد, التفت الى أبو نجم ليوضح سبب التعب, ولكي يبعد تهمة الحب عنه, فقال:
– أي حب تتحدث عنه! لقد اعتزلت الحب منذ عشرون عاما, لكن يوم الأمس كان متعبا جدا, فالكهرباء الوطنية انقطعت تماما, والمولدة الأهلية تعاطلت فجأة, فالمصائب لا تأتي فرادى, لم أجد ألا أن العن الرئيس والوزير والمدراء, والعن هذه العصابة الحاكمة, التي سرقت كل ثرواتنا لتجعلنا نحلم بيوم تضاء فيه المصابيح للصباح, الشتائم لا تليق ألا بالجماعة الحاكمة, فهم مثال لكل نتانة وقذارة وخسة, أنهم متعفنين منذ الولادة, ومن المعيب أن ينتخبهم الشعب.
فصاح فجأة سلام برشلونة:
– لا وألف لا, هل هكذا تتعامل مع الكرة يا هجوم الزوراء, الوقت يفلت والنتيجة مازلت سلبية.
ضحكنا معا أنا وأبو نجم, وأبو رياض الذي يبدو انه كان ينصت لحديث اللعنات, الذي انطلق من أبو النجم, أشعل سيكارته أبو رياض وسحب نفسا عميقا وقال:
– الله يساعدك أبو نجم, اقدر مقدار تعبك, اعتقد أن الحكومة تنتهج نفس أسلوب صدام في السيطرة على الشعب, فتجعل المواطن العراقي يعيش بقلق وخوف مستمر, فتعمل على عدم استقرار الكهرباء, او أن تهدده دوما بتخفيض الرواتب, بالإضافة لإهمالها المقصود للجانب الأمني, فيعيش المواطن في حلقة من الرعب والقلق, وينتهي به الحال أن يتحول إلى موجود خاضع للسلطة, يفكر فقط في كيفية استمرار عيشه.
الحقيقة أعجبني كلام أبو رياض فقلت مؤيدا قوله:
– يا أبو رياض لقد أفصحت عن حقيقة تغيب عن الكثير, وهي أن ما يجري ليس مصادفة بل هو عن قصد, فانقطاع الكهرباء لساعات يوميا مقصود, أو حكاية الماء الملوث الواصل للبيوت هو مقصود, أما قصة الشاي المتسرطن الذي رغبوا بتوزيعه على الشعب المظلوم بالحصة, فهو مخطط فاضح وشرير, وأخيرا حكاية الرز الهندي منتهي الصلاحية, والذي تم توزيعه قبل فترة في بعض المحافظات, ما كل هذا ألا مخطط السيطرة على الجماهير وسحقها وإذلالها.
وفجأة علا الصراخ, حيث كانت هجمة لنادي الزوراء, والمبارة تقرب من نهايتها, فقال حجي حيدر:
– الله اكبر, انظر إلى هذا المهاجم “الأرعن”, كيف يضيع هجمة سهلة لا تعوض, يا أبو رياض ويا أصدقائي دعوني العن الاتحاد الكروي الفاسد, الذي جعل كرتنا تتراجع إلى الوراء, هل تصدقون إننا في التصنيف العالمي خلف جزر القمر؟!
انتهت المباراة بالتعادل الغريب مع نادي السويق العماني, وعم التذمر وعلا صوت الشتائم وكلمات اللعن, فقال أبو نجم:
– عقود ونحن نلعن الفاسدين والجاهلين والخونة في هذا العراق العجيب, لكن لم يتغير شيء حتى أصاب لعناتنا الشيخوخة, أما الفساد والانحراف فهو في عز قوته وشبابه, أنا خصصت مقالة كبيرة من اللعنات بحق وزراء التجارة ما بعد 2003 , لكن اشعر بالخيبة لدوام انتصار الباطل, فهم يعيشون متنعمين بما سرقوه من العراق, ونحن نعيش المعاناة, لكن أدرك جيدا أن الشتم واللعن هو نوع من التنفيس عن الروح المخنوقة, التي تعيش هذا الواقع المنحرف, بفعل طبقة حاكمة تنتهج معنا خطط شيطانية, لغرض إذلالنا والسيطرة علينا, وتحويلنا إلى مجرد قطيع خراف, يتبع الحكام ولا يعترض عليهم.
قبل أن أغادر المقهى, قررت أن اعبر عن نصيبي من اللعنات, فقلت:
– يا أصدقائي مع أن لعناتنا بدأت تشيخ, سنوات ونحن نلعن العصابة الحاكمة على سوء أفعالها باتجاه الشعب والوطن, لكن لأخذ حقي منهم فاسمعوا مقالتي في اللعن, اللعنات الكثيرات على كل رئيس لا يفتح بابه للناس, اللعنات الشديدة على كل قائد سياسي يعمل لمصلحة الخارج, يا رب اجعل سرطان بكل وزير يضيع أحلام الشعب ويفسد وزارته, يا رب اجعل جلطة بالدماغ كل مدير فاسد, يا رب اجعل مرض اللوكيميا بكل نائب برلماني يشترك بتضييع حقوق الشعب.
صاح الكل بعد انتهاء خطبتي (( أمين)), وصفق أصدقائي والقريبين من مجلسنا, فقط أعجبتهم لعناتي, وقالوا نطقت بما في سرنا, أما العجوز أبو محمد بقي يردد حتى خروجنا ” اللهم استجب دعوة المظلومين”.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- كيف تفكك مجتمعا ما وتدمر حاضره ومستقبله؟بقلم علي الكاش
- مباحث في اللغة والادب/ 78 وسامة الرجل في التراثبقلم مفكر حر
- دراسة موجزة عن ديوان (فصائد في قصيدة واحدة) للشاعر والأديب ميخائيل ممو.بقلم آدم دانيال هومه
- ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ** لماذا الإطاحة بالنظام الايراني … غدت ضرورية غربية ودولية **بقلم سرسبيندار السندي
- الحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولودبقلم مفكر حر
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
أحدث التعليقات
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **