جيلان جبر
أُرهق الجميع من القراءة والتحليل، وأصاب البعض الملل من السياسة والسياسيين، وبمناسبة العيد المجيد لإخواننا الأقباط، وحلول العام الجديد عادت الاتصالات عبر الهاتف والبريد الإلكترونى ومواقع التواصل لتنقل التهانى وأصدق الأمنيات وفتح المجال للتعبير عن القلق والخوف مما تحمله لنا الأيام والشهور المقبلة.. فالنوايا غير صافية والرؤية غير واضحة والأسعار على صفيح من نار والعملة المصرية فى انخفاض والتعليم والأخلاق فى انحدار، ومازالت القرارات السياسية مفلسة من المضمون وبعيدة عن المنطق والقانون.. ونعيش بين حفنة من الدعاة والسياسيين أكبر همومهم هو التركيز على التحريم والتكفير والتسلق باسم الدين، ومنهم من يحكم باسم «صندوق» الدنيا.. وأصبح أمام كل منا أسئلة متعددة تبحث عن إجابة واحدة.
ومنها على سبيل المثال لا الحصر..
س١: من يرفض تهنئة الأقباط فى احتفالهم بأعيادهم وهم من النسيج الوطنى والشريك الأساسى فى التاريخ والحاضر والمستقبل المصرى، فماذا تصفون صاحب هذا التفكير أهو عاقل.. أم عميل؟ ولا عبيط؟
س٢: من يدعو اليهود لحق العودة ويفتح التداعيات للتعويضات للإسرائيليين والأطماع والتصريحات من الجهاديين فى سيناء بالتهديد والوعيد إذا عاد هؤلاء، فما السر لهذا الكلام والتوقيت الغريب له.. أهو تصريح عاقل.. أم عميل؟ ولا عبيط؟
س٣: بعد أن تم الرفض من مجمع البحوث الإسلامية لمشروع الصكوك لمخالفته الشرع، فهو يتيح للأجانب السيطرة على أصول الدولة المحورية والاستراتيجية، فلماذا إذن الإصرار على طرحه مرة أخرى من خلال اختيار الوزير الجديد المتخصص فى هذا المجال. فهل المطلوب السمع والطاعة أم ماذا.. هل هذا التفكير عاقل.. أم عميل؟ أم عبيط؟
س٤: من يترك كنزاً اسمه السياحة يعود علينا بأكثر من ١٢ مليار دولار ونحارب به البطالة ويساهم فى رفع مستوى مصر فى السياسة والاقتصاد ويهرول للبحث عن قرض من صندوق النقد الدولى بأربعة مليارات فقط.. ويضع شروطاً وعقبات ترهقنا فى الاقتصاد والسياسة والاجتماع ونحن على شفا الانتخابات فهل هذا قرار عاقل.. أم عميل؟ أم عبيط؟
س٥: من يترك الزيارات الإيرانية لجهات أمنية تتعاون مع الإخوان.. وتثير المخاوف الأمنية بين مصر والإمارات، ونجدها تفتح أبوابها لعملاء من حزب الله وإيران من إعلاميين وسياسيين نشاهدهم فى أكبر الفنادق والميادين، واجتماعات مع جماعة حماس واستخدام أرض سيناء مع ما يسمى المجاهدين والممولين من جهات تدعمها إيران بالصمت والتجاهل عن هؤلاء. أهو عاقل.. أم عميل؟ أم عبيط؟
أتمنى اختيار الإجابة لنحدد البوصلة والاتجاه الصحيح وإلا فعلينا القيادة بأنفسنا لأنه فى النهاية لن نلوم الآخرين قدر ما نلوم كل عاقل فينا، ونستبعد كل عميل ونغيب كل من لا يستطيع لأنه عبيط.
نقلاً عن “المصري اليوم”