هل قتل عمر متين للمٌثلين في النادي الليلي حصل بدافع انه مٌسلم وايمانه يفرض عليه ان هؤلاء انجاس ويجب التخلص منهم.
وكذلك الامر هل مباركة القس الأميركي لهذه الجريمة هو لأنه مسيحي وايمانه يفرض عليه ان هؤلاء يجب ان يقتلوا لأنهم لم يتوبوا من خطاياهم وجاءتهم الدينونة على ايدي عمر لمحاسبة هؤلاء الذين هم بشر مثلنا ولكن لهم سلوكيات وغرائز لا تناسب قناعتنا الموروثة وماجاء بالمقدس كما ينظر لهم الكثيرين.
أجد ان هذان الموقفان والحدثين عند عمر والقس يٌمثلان التطرف الديني بعمقه المبني ببعض جوانبه على الأديان ليس في الوقت الحالي بل منذ القديم. والتطرف لا يتوقف فقط عند منتحلين الديانات والمؤمنين بما جاء برسائلهم وعقائدهم ومذاهبهم. بل يشمل الجنس البشري باختلاف رؤاهم وخلفياتهم وهوياتهم ومشاربهم الروحية والفكرية ولكن نجده نسبته أكبر عند الدينين عن غيرهم اللادينين.
حتى أن القراءة في أوساط الاعلام في الغرب والشرق لهذين الحدثين تكون مبنية على التطرف او الوسطية والموضوعية لموقف او لدين او لنزعة إلحادية كل شخص له موقف ومن الممكن ان تتشابه وتتوافق هذه المواقف بين اشخاص واخرين ويختلف عليها أيضاً.
وأن التطرف سيبقى موجود ولكن التحدي والمسؤولية كيف لنا أن نحد منه ونخفض من شدته لأجل المستقبل. ويقال هنا أن الافراد الواعين والشعوب الحكيمة هي التي تعمل وقاية للمخاطر من الحادثة بعد ان ترتكب لكيلا تحدث مرة أخرى.
من خلال الذي تداول عن حياة عمر بوتين وتصريحات جهاز الأمن الأميركي انه له ارتباط بمنظمات إسلامية تنظيم الدولة وحزب الله خلال وجوده في اميركا. وأن هاتين المنظمتان الاسلاميتين يبنوا توجههم ومذاهبهم على الدين وتفسيراته كمذهب يٌعتنق ويكون جزء من سلوكهم ونشاطهم الاجتماعي.
وأن القس الأميركي هو معمداني يعني هو يقيم قراءته وتفسيراته وخطابه على معتقد يعتنقه ويمارس تعليمه الديني به كسلوك وأسلوب حياة ومعظم هؤلاء القسس يكونوا كالفينين.
في علم النفس يقال بأن العقيدة تقود السلوك. يعني أن الحالة النفسية لا يمكن أن نفصلها عن العقيدة والايمان المعتنق وممارسته كسلوك.
كلاهما الشخصين موجودين ضمن أعظم دولة في العالم اميركا التي توفر الكثير من الحرية والاحتياجات الضرورية للمواطن التي تساعده في فهمه للدين وقراءته للحياة دون وجود معوقات ومؤثرات عليهم تمنع سلطة العقل بل باستخدام عقولهم كما يرغبون. والعقل هو نعمة من الله للأيمان وللتعقل والتفكر وزيادة بصيرة الانسان.
بهذا السياق هل المشكلة بالدين أم بالحداثة ام بالمعتقد ام بالشخص نفسه ضمن هذه الظروف التي تحيطه.
في عصرنا الصارم الدين والحداثة والمعتقد والانسان يواجهوا خلل في المعاير القائمة في بناء المجتمعات والأشخاص وتحسين قيم المسكونة التي تشملنا جميعاً.
دعونا نتفق هنا للحصول على عالم أفضل يسوده السلم وحق العيش بالأمن والاستقرار بأن الذي يقتل لا يختلف عن الذي يٌشجع القاتل والذي يحث على القتل بخطاب الكراهية او باي نوعية خطاب تحث شخص على أخر او جماعة على أخرى هُما ينتجان الصراع العنفي ومن الممكن صراع خفي ضامر يتحول في الازمات إلى صراع ضاهر.
والأغلبية تتفق معي بأن الدين والتعليم وبناء المعتقدات على الدين هو من العوامل الهامة في التنشئة الاجتماعية سواء عند الفرد أو الاسرة أو المجتمع ككل باختلاف مكوناته.
أن الأديان بعمومها وليدة مرحلة معينة بمسار التاريخ وبأغلب الأحيان تدخل فيها السياسة وشوائب البشر الغريزية ضمن هذه الصيرورة من التاريخ.
وفي الإسلام والمسيحية هكذا الأمر وان النصوص التي جاءت بها الأديان هي حمالة الأوجه وهذا ما نسمعه عند الكثيرين من اللاهوتيين والقائمين على الدين والتفسيرات القائمة على هذه النصوص متعددة الأوجه.
وتأخذ الليونة والتطرف بين مرحلة وأخرى او بين حدث واخر وبين شخص واخر. فالنصوص التي كانت تبيح وتشرع قيام ملك بعناية ألهيه بسلطان مطلق هي نفسها النصوص التي اليوم تعترف بالديمقراطية.
وان الحركات المتطرفة ك الكالفينية عند معتنقيها والسلفين والأحزاب السياسية التي تتدخل بالدين هكذا تفعل تبني على نصوص دون أخرى لتنطلق بعملها ونشاطها.
إذاً هُنا المشكلة في الدين لان الدين يرتبط بهذه النصوص ويتفاعل معها الفرد لتحقيق ايمانه وسلوكه. فالبشر يفهمون الدين من خلال نصوصه التي جاء بها.
هل هناك فرق بين الدين والله في مفهوم الديانات القائمة
أن طرح الأديان سواء عند الإسلام والمسيحية بتفسيرها الله والكون بأنها تحتويه الله في هذه النصوص التي جاءت بالدين وكل منها بطرح مختلف حتى من نفس الدين بالمعتقدات المختلفة هذا امر هو تطرف بحصر الله في المسيحية وفي الإسلام او في أي ديانة أخرى بهذا التصور والتعليم الذي يكمن اذهان العامة.
إذا أصبح لدينا بهذا السياق تطرف ببناء المعتقد على بعض النصوص وتطرف في الديانة القائمة بحصرها لمفهوم الله انها تمتلكه وتعبر عنه.
هٌنا سينتج لدينا مٌعلمين للدين متطرفين وافراد متطرفين في سلوكياتهم وايمانهم وجماعة مُتطرفة تؤمن بالدين والمعتقد المبني على الدين.
ماهي الوقاية والحد من هذا التطرف كما ذكرت في النص أعلاه لتحقيق السلم والأمان لعالم أفضل مما نحن عليه لأن التطرف يترجم لأفعال مختلفة قد تصل للنفي القتل الاضطهاد والكثير من الأدوات والأساليب التي ممكن استعمالها في ممارسة هذا التطرف.
هل هو إلغاء الديانات أم العقائد التي كما ذكرت بأنها تنتج التطرف بوضعيتها القائمة.
أن كل رسالة تعتبر بها هالة مقدسة للنصوص التي يقرئها الفرد او المعلم
خطوة جيدة بهذا المسار إذا ازلنا القداسة المطلقة عن الدين وعن المفسرين والقائمين عليه الذي احياننا كثيرة يُنظر إليهم بقداسة وباقي الناس اقل منهم
فالله خلقنا جميعاً افراد ويحاسبا أفراد.
وأن اعتبار الكٌتب الدينية هي ك كتاب التاريخ لها هدف روحي انساني يقرئها الشخص بذاته دون أي مؤثر عليه للاستنارة الروحية والفكرية هذا أمر جيد ايضاً.
لا نحتاج بهذا لرجل دين وحركة سياسية تبني نهجها على الدين ولا نحتاج ايضاً لمعبد. باتفاقنا بأن الشخص له قدرات وهبه إياها خالق الكون قادر ان يصل للاستنارة الروحية بقراءته الذاتية للدين الذي يرعب به أو الذي ورثه من بيئته وان الله سيحاسبه كفرد وهبه نعمة العقل.
وان وجود رحل دين كالقس الأميركي يؤثر بتعليمه على عامة ناس بالمعتقد المتبع وحركة جهادية تجند شباب وخطابات هو زيادة في تطرف وانا هنا أقدم حل للحد من التطرف بهذا الاستقراء التحليلي المبني على الواقع وحقائقه.
بهذا سيكون الانسان بعيدا عن التناقضات النفسية والذهنية التي يصنعها النص والدين والمعتقد وتنتج التطرف به بطرق مختلفة وسينتج لدينا فاعلية أكبر لفهم الانسان
لذاته والله ويكون فاعل في مسيرة الحداثة والحضارة لعصر أفضل مما نحن عليه الأن وأقل حدة من ذي قبل بالنزاعات والصراعات التي احياننا كثيرة يُغديها الدين والمعتقدات.
عبد الرحمن شرف….
اعتقد ان تصريح القس ليس ظاهرة حتى وان كانت من صميم العقيدة المسيحية فرسالة الاغلبية المسيحية هي رسالة سلام ومحبة وتنتج سلام ومحبة وتسامح وحتى القيم الغربية الان هي في جوهرها قيم مسيحية . اريد ان اقول المهم هو ان المسيحية تنتج انسان تستطيع ان تتعايش معه ويساهم في الحياة بشكل ايجابي حتى وان كانت النصوص تقول غير ذلك