علينا أن نقرأ ردود أفعالنا في الشدائد جيدا، فهذه هي التي تعكس حقيقتنا وليس بوستات المحبة والتسامح واللحمة الوطنية الموسمية.
بمجرد انتشار خبر القبض على منفذ الهجوم الدنيء على أبنائنا الخمسة، وكعادة الشعوب العربية-أو ربما جميع الشعوب- في مثل هذه المواقف، بدأ انتشار الشائعات وانطلق الحس الاستخباراتي للشعب الأردني الذي اكتشفنا أنه كله يعمل في المخابرات (بس لا تقولوا لحدا ..مع غمزة وعضة عالشفة). فانتشر خبر أن الفاعل سوري. فبدأ الشتم والتسقيط لسوريا بأكملها. هنا، ظهر شعبنا بمظهر الشعب المتلاحم
( no pun intended )
..وبعد قليل، تبين أنه ليس سوريا بل أردنيا. هاااا..هنا يجب أن نعرف: هل هو أردني أردني أم أردني من أصل فلسطيني؟ هل سنقول له: يا خسارة المنسف ما أثمر فيك؟ أم ملوخياتك وعالجسر؟ وبدأ الأردني الأردني (مسلم ومسيحي) بالتأكيد على أن هذا الشاب يحمل الجنسية الأردنية لكنه من أصل فلسطيني. أما الفلسطيني فبدأ يذكر الأردني أن الزرقاوي من لب التينة.
تذكروا: بعد انتهاء الموقف، سترون بوستات تنبذ العنصرية وتتغنى بالقومية العربية. لماذا نكذب؟ نحن شعب عنصري (بشقيه) اللذين نتذكرهما في مثل هذه المواقف. ومن الجدير بالذكر أن مثل هذه المواقف يجب أن ينسينا الشقين ويذكرنا بأن العدو واحد.
على الهامش: عندما اعتقدتم أنه سوري فلعنتم سوريا بأجمعها، فعليكم أن تخرسوا عندما يلعنكم الآخر كلما فجر أردني نفسه في أبناء وطن هذا الآخر.
سأستبق تعليقات “لا تعممي” وأقول: أتحدث هنا عن شيء بات واضحا جدا جدا..وقد تجلى يوم أمس بوضوح. وبالتأكيد لا يشمل الجميع. فأنا لا أوجه اتهامات لأحد، بل أصف ما رأيت وقرأت.
أما عن تعليقات “لا داعي لإثارة الفتن بهذا الكلام” فأقول: أنا أصف واقعا. والمواقع الإخبارية والتعليقات ما زالت موجودة في متناول الجميع. تعودنا دائما أن ننشغل عن رؤية حقيقة واقعنا بمهاجمة من يصف لنا الواقع. تماما مثل شخص يهاجم الطبيب إذا أخبره أنه مصاب بالسرطان. فيتفشى المرض ويقتله وهو منشغل في التهجم على الطبيب الذي نطق بكلمة “سرطان” بدلا من أن يقول “هذاك المرض”.