مايكل دوران وماكس بوت
أثارت الكارثة المتفاقمة في العراق نقاشا مؤلما حول مسألتين أساسيتين: ما الخطأ الذي حدث؟ وماذا سنفعل بشأنه؟
من المفاجئ أن كثيرا ممن اختلفوا بشدة حول السؤال الأول (وتحديدا من يقع عليه القدر الأكبر من اللوم هل هو الرئيس جورج بوش الابن أو الرئيس أوباما) اتفقوا في إجابة السؤال الثاني. لذلك يشير السيناتور ليندسي غراهام (الجمهوري من ولاية كارولاينا الجنوبية)، الذي يهاجم باستمرار إدارة أوباما بسبب سياستها الخارجية، إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تعمل مع إيران لمواجهة التقدم السريع لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). قدم تلك الفكرة أيضا وزير الخارجية جون كيري، الذي صرح الأسبوع الماضي بأن الإدارة «منفتحة على المباحثات» مع طهران، ولن «تستبعد» التعاون في العراق.
في بعض الأحيان يصح أن تتعاون الدول المختلفة تماما ضد عدو مشترك، كما فعلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أثناء الحرب العالمية الثانية. ولكن يذكرنا الاقتراح بإقامة جبهة أميركية إيرانية موحدة بالتمني الذي ساد تفكير المحافظين في الثلاثينات بأن الولايات المتحدة وبريطانيا لهما مصالح مشتركة مع ألمانيا النازية في مكافحة الشيوعية. إن فكرة اشتراك الولايات المتحدة، وهي دولة عازمة على الدفاع عن الديمقراطية وحماية الاستقرار، في مصالح مع جمهورية إيران الإسلامية، وهي دولة دينية ثورية تعد الراعية الأولى للإرهاب في العالم، تتسم بالخيال ذاته الذي وصفت به فكرة عمل نيفيل تشامبرلين وأدولف هتلر من أجل مصلحة أوروبا.
على الرغم من حقيقة أن إيران تخضع لإدارة أصوليين من الشيعة وأن «داعش» تنظيم سني، إلا أن ظهور «داعش» يقدم لطهران فوائد متعددة؛ أولا، يجعل ذلك رئيس الوزراء نوري المالكي وشيعة العراق أكثر اعتمادا من ذي قبل على الحماية الإيرانية. ثانيا، يزيد صعود «داعش» المخيف من احتمالات تفاهم الولايات المتحدة مع إيران.
لقد شهدنا باكستان وهي تؤدي دور مشعل النار ورجل الإطفاء في الوقت ذاته، حيث كانت تؤوي أسامة بن لادن وتدعم الجماعات الجهادية، بينما تحظى بدعم من واشنطن بتصوير ذاتها كشريك في الحرب على الإرهاب. تجيد إيران ممارسة اللعبة ذاتها، ولكن بدلا من الحصول على مساعدات فعلى الأرجح أنها تأمل في تخفيف العقوبات الغربية والوصول إلى صفقة أفضل بشأن برنامجها النووي.
بالفعل تؤكد المعارضة السورية غير الجهادية أن «داعش» صنيعة إيران. وكالعادة في الشرق الأوسط، يبالغ السوريون في وصف الموقف، ولكن هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن إيران وحلفاءها السوريين تعاونوا مع «داعش». لا تنسَ أن «داعش» (التي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم تنظيم القاعدة في العراق) أسسها أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل، وتعتقد الولايات المتحدة أنه تلقى مساعدات ودعما ماديا وحصل على ملاذ في إيران بعد أن خرج من أفغانستان لمطاردة القوات الأميركية له عام 2001. حصل الزرقاوي على مزيد من الدعم من حليف إيران الوثيق سورية، التي سمحت باستخدام أراضيها لإمداد تنظيم القاعدة في العراق بمقاتلين أجانب.
وفي عام 2012، صنفت وزارة الخزانة الأميركية إيران على أنها داعمة لـ«داعش»، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الصفقات التي تتم مع نظام الأسد على شراء النفط من الآبار الخاضعة لسيطرتها. هذا صحيح. فوفقا لمصادر استخباراتية غربية، يقيم الأسد، أكبر عميل لإيران في المنطقة، شراكة تجارية مع «داعش»، على الرغم من أن «داعش» يحارب نظامه (تتنوع أهداف الأسد، ولكن يُعتقد أن من بينها دعم المقاتلين الجهاديين لتشويه صورة المعارضة في عيون الغرب).
ولكن حتى إذا كنا سنفترض أن إيران عدو عنيد لـ«داعش»، لا يعني ذلك أنها فكرة جيدة للولايات المتحدة أن تتعاون مع الحرس الثوري الإيراني – وهي المنظمة التي تتحمل مسؤولية شن هجمات ضد أهداف أميركية منذ أكثر من ثلاثين عاما. لقد شهدنا في سورية كيف تقمع القوات المدعومة من إيران ثورة يقودها السنة.
قتل في الحرب الأهلية في سورية أكثر من 150 ألف شخص، بينما تشّرد الملايين من منازلهم. واشتهر نظام الأسد بإلقاء «براميل متفجرة» على المدنيين، بل واستخدام أسلحة كيماوية. واتبعت جماعات مدعومة أيضا من إيران وسائل وحشية مماثلة في العراق في ذروة المعارك التي جرت بعد تفجير «القاعدة» لمسجد سامراء في عام 2006. اشتهر المتطرفون الشيعة بخطف السنة وتعذيبهم. ويذكر أن الجماعات ذاتها تقف اليوم على الخطوط الأمامية في المقاومة الشيعية لـ«داعش».
سوف ترتكب الولايات المتحدة خطأ تاريخيا إذا كانت ستساعد مثل هذه الحملة من التطهير العرقي، التي تنسقها مع إيران، من خلال الدعم بقوتها الجوية أو حتى المساعي الدبلوماسية. لن يتوقف الأمر على اللوم الأخلاقي المترتب عليه، بل سيمثل ذلك أيضا غباء إستراتيجيا نظرا لأنها سوف تقنع المسلمين السنة بأن الولايات المتحدة تقف ضدهم إلى جانب إيران وحلفائها في المنطقة. قد يؤدي هذا بدول سنية إلى دعم المتطرفين مثل «داعش»، مما يزيد الصراع الطائفي المتصاعد اشتعالا في جميع أنحاء المنطقة.
بدلا من ذلك يجب على الولايات المتحدة تشكيل تحالف مع أصدقائنا التقليديين لإقامة بديل لـ«القاعدة» في ميدان المعركة الواسع الممتد حاليا من بغداد إلى دمشق. سوق تتطلب مثل تلك السياسة تدريب وتجهيز مقاتلين غير جهاديين من الجيش السوري الحر مع العمل مع الحكومة العراقية لتخرج بعيدا عن مدار إيران. من المحتمل أن يتطلب الهدف الأخير بذل جهد شاق لإحباط محاولة المالكي للبقاء في منصبه لفترة ثالثة لصالح مرشح آخر يجمع بين جميع الأطياف. يجب أيضا على الولايات المتحدة أن تعمل في سرية، كما فعلت في عملية تعزيز القوات عامي 2007 – 2008، من أجل تدمير الشبكات الإيرانية في العراق.
من المؤكد أن هذه خطة طموحة ولكن مستقبل الشرق الأوسط في خطر. إذا استمرت الاتجاهات الراهنة، سوف تجد الولايات المتحدة إيران نووية تقف في مواجهة عالم عربي سني يؤدي فيه «القاعدة» دورا أكبر من ذي قبل، وتملك فيه على الأقل دولة واحدة (ربما تكون السعودية) أسلحة نووية خاصة بها. وأمام هذا الاحتمال، يجب ألا نسعى إلى إقامة تحالف خيالي مع إيران. لا نحتاج ويجب علينا ألا نتحالف مع جماعة من الإرهابيين من أجل محاربة جماعة إرهابية أخرى.
* مايكل دوران – كبير زملاء في مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز
* ماكس بوت – كبير زملاء في مجلس العلاقات الخارجية
* خدمة «واشنطن بوست»
نقلا عن الشرق الاوسط
خيرالكلام… بعد التحية والسلام ؟
١: يقال لو عرف السبب بطل العجب ، لذا لو عرف من أصدر أمر ألإنسحاب دون ضجيج في ليلة ظلماء لحل لغز داعش وحالش ، لانه من غير المعقول مثل هذا إلانسحاب حتى من دون إطلاق نار ؟
٢: غبي من يعتقد أن الدواعش ليست صناعة إيرانية ( شيعية ) كالحوالش ، بدليل إكتشاف تواجد الكثير ممن أطلق سراحهم السيد نوري المالكي يقاتلون في صفوف الدواعش في سورية ضد الجيش الحر، وبدليل عدم إستهدافهم من قبل مقاتلات النظام السوري أو براميله المتفجرة أو صواريخه رغم بشاعة جرائمهم ؟
٣: الغاية من تهريب ألاف ألإرهابين من السجون العراقية في مسرحية هزلية سخيفة ودفعهم للتواجد في مدن الأنبار والأنبار وخاصة فلوجة هى لتدمير مدن السنة وتشريد أهلها ولإفقارهم وإشعالهم بلقمة عيشهم تماماً كما يفعل في سورية ، ولعدم نجاح خططتهم في مدن الأنبار أرادو تجربتها في مدن الموصل ونسو أن أهل الموصل أذكى وأمكر حتى من الشياطين فكان ماكان من ذل أذاقوا له ولأسياده ؟
٤: لو أصر نوري المالكي ركوب رأسه باعتماده على الحل العسكري ، فلي اليقين بأن مصيره لن يكون بأفضل من مصير صدام ؟
٥: إن السنوات الثمان العجاف لحكم السيد المالكي كافية لتدلل على مدى سعي المستميت لتنفيذ أجندة أسياده المجوس لتدمير العراق كما سوريا بالانتقام من القادسيتين ، سلام ؟