بقلم د. توفيق حميد/
احتفل الكثيرون في العالم الإسلامي في الأسابيع الماضية بذكرى مولد الرسول عليه السلام، واختلفت طرق الاحتفال بين تناول الحلوى وحلقات الذكر الصوفية، وكالعادة قاطع السلفيون الاحتفالات لأن الاحتفال بمولد الرسول في نظرهم بدعة من بدع الشيطان، والسؤال الذي يطرح نفسه حينما نتكلم عن الرسول عليه السلام هو هل محمد الذى جاء في القرآن هو محمد نفسه الذى جاءتنا به كتب السنة؟
وكما اختلفت المذاهب في الاحتفال بمولد الرسول، اختلف وتباين وصف “محمد” بين القرآن والسنة بحيث يصل فيها التناقض إلى درجة تجعل من الاستحالة تصور أن المصدرين (أي القرآن والسنة) يتكلمان عن الشخصية نفسها، فمحمد “القرآن” قد يدافع عن نفسه ولكنه لا يعتدى على الآخرين:
“وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”، وأما محمد السنة فيقول “أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله”، ومحمد “القرآن” لا يعرف ماذا سيحدث له أو لغيره يوم القيامة: “وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ”، أما محمد السنة فهو يعلم الكثير من الغيب فيبشر أفرادا بعينهم يقينا بدخول الجنة (العشرة المُبشَرون بالجنة!).
ومحمد القرآن ليس من حقه أن يُكره أحدا على دخول الدين “لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ”، بل ويؤمن بحرية العقيدة “فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ” أما محمد السنة فهو يقول “من بدل دينه فاقتلوه”.
ومحمد القرآن أُمر أن يصفح عمن أساء في حقه ” فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ”، وأما محمد السنة فهو ينتقم من شاعرة اسمها “أُم قرفة” بصورة وحشية تتعارض مع كل مبادئ الضمير والإنسانية، وذلك لأنها كانت تهجوه بشعرها فكما ذكر فتح الباري بشرح صحيح البخاري في كتاب المغازي باب غزوة زيد بن حارثة :” فجهزه النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فأوقع بهم وقتل أم قرفة بكسر القاف وسكون الراء بعدها فاء وهي فاطمة بنت ربيعة بن بدر زوج مالك بن حذيفة بن بدر عم عُيينة بن حصن بن حذيفة وكانت معظمةً فيهم، فيقال ربطها في ذنب فرسين وأجراهما فتقطعت وأسر بنتها وكانت جميلة “.
ومحمد القرآن لا يفرق بين رسل الله “لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ”، بل ويتبع هداهم ويقتدي بهم “أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ”، أما محمد السنة فهو يقول عن نفسه “أنا سيد ولد آدم ولا فخر”، ومحمد القرآن لا يرجم الزانية لأن حد الرجم ليس له وجود في القرآن، أما محمد السنة فهو يدعو إلى رجم الزناة بصورة همجية وبشعة.
ومحمد القرآن لا يقتل الأسرى في الحروب “فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً” بل وعليه أن يُعاملهم برحمة ” وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا”، أما محمد السنة فيقتل أسراه بتوحش كما قتل يهود بنى قريظة وسبى نساءهم تبعاً لكتب الحديث والسيرة.
ومحمد القرآن ليس شهوانيا فكان يقوم الليل متعبدا لله ” رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ”، بل وحُرِمت عليه النساء في آخر مراحل الدعوة ” لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ”، أما محمد السنة فهو يجامع تسع زوجات في ليلة واحدة وأوتى كما ذكرت كتب الحديث “قوة ثلاثين في الجماع”.
ومحمد القرآن ليس مريضا بمرض البيدوفيليا أو “معاشرة الأطفال جنسيا”، فلا يقبل أن يتزوج إلا بعد أن تبلغ الزوجة الأجل المناسب (أي تكون ناضجة جسديا وذهنيا) كما ذكر القرآن “وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ”، أما محمد السنة فهو يتزوج طفلة صغيرة عمرها ست سنوات ويعاشرها جسديا وهى في التاسعة من عمرها : “عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : (تَزَوَّجَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، فَأَتَتْنِي أُمِّي أُمُّ رُومَانَ وَإِنِّي لَفِي أُرْجُوحَةٍ وَمَعِي صَوَاحِبُ لِي، فَصَرَخَتْ بِي فَأَتَيْتُهَا لَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ بِي، فَأَخَذَتْ بِيَدِي حَتَّى أَوْقَفَتْنِي عَلَى بَابِ الدَّارِ وَإِنِّي لَأُنْهِجُ حَتَّى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسِي، ثُمَّ أَخَذَتْ شَيْئًا مِنْ مَاءٍ فَمَسَحَتْ بِهِ وَجْهِي وَرَأْسِي، ثُمَّ أَدْخَلَتْنِي الدَّارَ، فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فِي الْبَيْتِ فَقُلْنَ : عَلَى الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ وَعَلَى خَيْرِ طَائِر، فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَأَصْلَحْنَ مِنْ شَأْنِي فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُحًى فَأَسْلَمَتْنِي إِلَيْهِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ) رواه البخاري (3894) ومسلم. (1422) –
ومحمد القرآن أُرسل كما جاء في القرآن “رحمة للعالمين”، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”، أما محمد السنة فيقول في الحديث ” لقد جئتكم بالذبح”، ومحمد القرآن ليس من حقه أن يشفع لأحد يوم القيامة ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ”، بل وسيشهد على أمته كما جاء في القرآن ” وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا”، أما محمد “السنة” فيقول “أمتي أمتي” ويشفع لأمته يوم القيامة فيخرجهم من النار إلى الجنة كما ورد في كتبِ الحديث، فيا ترى من نصدق وصف محمد في القرآن أم وصف محمد فى السنة؟؟، فهما نقيضان لا يلتقيان!
شبكة الشرق الأوسط للإرسال
١: أولا تشكر على هذه المقارنة العقلانية القيمة وهى حقيقة مرة ومؤلمة ومن صميم التاريخ الاسلامي والقرأني ؟
٢: حقيقة وجود هذا التناقض الرهيب في التاريخ الاسلامي والذي لا يصدقه باحث منصف وحتى عقل عاقل ، قد خلق إزدواجية رهيبة لدى الانسان المسلم والعربي خاصة لأنه أكثر إطلاعاً بالعربية ؟
٣: نسأل ألله أن يملك من يعنيهم الامر الشجاعة والجرأة على وضع النقاط على الحروف لتتكشف الحقيقة التي شوهت سواء عن عمد أو جهل مهما كانت الناائج مؤلمة ومحزنة ، لأنه من الاستحالة وضع اللوم في تفشي هذا سرطان الاٍرهاب الاسلامي ومسخ العقول على الصدفة ، فالسكوت على المرض لابد وان يؤدي الى التهلكة ؟
٤: كدارس للأديان أجد أن صفات وخلق “المحمد” الذي في القرأن ينطبق على شخص السيد المسيح والذي دافع عنه رسول الحنفية نفسه عنه في عشرات الايات الجميلة والصادقة ، ولا أجدها تنطبق على رسول الاسلام المتأخر ، ؟
٥: وأخيراً …؟
لنكن منصفين وأنت سيد الحقائق والوقائع والمقارنات المنصفة ، أن يكون كل ما كتب عن محمد السيرة محض تزوير وخيال ، فلابد من وجود شيء من الحقيقة فيها ، فجذر كل أسطورة لابد وأن يكون فيه شيء من الحقيقة ، ؟
أستمر وتعمق بدراسة هذا التناقض واسبابه لتفرز في النهاية جذر الحقيقة وعلى من تنطبق صفات النقيضين ، سلام ؟