عقدة أوديب الجنسية عند البعثيين – العنيدين والهواة

abnharamأحمد أنيس الحسون: عقدة أوديب الجنسية عند البعثيين (العنيدين والهواة)

أحمد أنيس الحسون: كلنا شركاء

وتقول الأسطورة عن الرفيق المناضل البعثي العنيد في الزمن الرشيد: “وعندما اكتشف ملك طيبة أنه تزوج أمه فقأ عينيه وهام على وجهه ليكفّر عن ذنبه بعدما أنجب من أمه طفلين…… الملك أوديب كان يظنّ أنه يعيش مع زوجة بالحلال، في حين أنه كان يمارس كل الموبقات من خلال جريمتين إحداهما الزنى الحرام والثانية زواجه من أمه وإنجابه منها بعثيين ممروغين بمرقة بعث.

بعد كلّ هذا التذبذب لجماعة البعث العنيد في الزمن الرشيد؛ قد لاتقبل الثورة بأقل من فقء العينين لقبول وتصديق توبة التائبين، أو لتصديق توبة المختفين خلف أطلال الدم والدمار، لم يبق عذر لأحد حتى وإن وصلنا لما وعدنا به نظام الجريمة الأسدية بأن يحول البلد إلى إرهاب وعصابات إرهابية مسلحة بكافة النكهات، وبدل أن يتخذوا موقفاً حقيقياً ضد الإرهاب ورعاة الإرهاب وضد كلّ من خرّب وحزّب ثورة الشعب المذبوح، نراهم يحنّون لمملكة طيبة وعاهلها سليل العاهل أوديب، مستغلين في ذلك سير الأحداث ومحاولة إظهارها على أنها فقط بين الإرهاب الأسدي وإرهاب القاعدة، ومتناسين في نفس الوقت أن منبع الإرهاب واحد وإن تعددت فروعه ومصبّاته.

لقد دأب الطبيب النمساوي سيجموند فرويد في كل تحليلاته النفسية إلى ربط الأعمال الإبداعية بالعصاب تارة وبعقدة أوديب تارة أخرى (إشارة إلى أسطورة ملك طيبة أوديب الذي تزوج أمه من دون أن يدري)، تلك من أساطير اليونان وقد استثمر سيجموند فرويد الحكاية لإلصاقها بتحليلاته النفسية وأسماها عقدة أوديب، ومردّ هذه العقدة إلى رغبات جنسية مكبوتة منذ الصغر، رغبات شاذة ومحرمة، وقد شذّ فرويد في تحليلاته أكثر من العقدة ذاتها، ونحن في هذا السياق نستحضر الأسطورة المرعبة بشكل رمزي ونحن في زمن أكثر رعباً وفيه من نماذج أوديب الكثير ممن يمارسون الزنى الحرام من دون أن يعلموا، والكثير والكثير الكثير منهم يعلم ولم يفقأ عينيه حتى الآن، بل إن بعضهم يتباهى ويفتخر بصنيعه، فأي نوع من البشرية هم؟!. هذه العقدة المتمثلة برغبات طفولية في لا وعي الإنسان تتجسد اليوم عند البعثيين العنيدين، كانوا على سروج خيلهم يسابقون الرياح، يعيشون في نشوة الملك التي عاشها ملك طيبة الرفيق المناضل أوديب. وقفوا على الحياد منذ اليوم الأول بتبريرات واهية يستمدونها من قناة الدنيا واجتماعاتهم الحزبية، وعندما تميل كفّة الميزان أو يشعرون بميلانها ترتفع أصابعهم بشكل خيال على الجدران، ومع تغيّر موازين القوى تختفي الأصابع وتعود إلى صالات العرس البعثي والمهرجانات الخطابية (مملكة طيبة خزّان العقد الجنسية)، لعلّ هذه الأيام بالذات تتجسد بعثيتهم أكثر من السابق وتظهر جنسيتهم المفرطة بعملية نوعية تنتقل فيها رغباتهم المكبوتة إلى رغبات علنية واجتماعية كأي سلوك اجتماعي آخر، كالسلوك الديني الاعتيادي المقبول اجتماعياً والأكثر رواجاً وتجارة في زمننا الراهن، فتراهم يمزجون بين الرغبات الشاذة والرغبات المشرعنة اجتماعياً مزجاً مقرفاً يعقّد المسألة في فهم نوعية تركيبهم البعثي، فالنظام البعثي الممانع (سليل الملك أوديب) وحاشيته أهدروا طاقات البلد كلها وهم يتحدثون عن الممانعة والعروبة، وأثبتت الوقائع حراستهم لحدود إسرائيل وخيانتهم للعروبة ببيع تراب سوريا للحاقدين من سلالة الحقد الفارسي المقيت واستجلاب مرتزقة من كافة الأعراق، وبينما يتحدث نظامهم الممانع عن إرهاب وعصابات طائفية إرهابية نراه يستجلب كلّ صنوف الإرهاب الديني والسياسي المنظم والممنهج، كذلك هم البعثيون في أبسط توصيف لأوديبيتهم، يمارسون الجريمة الأوديبية ولكن عن علم وتخطيط مسبق، بل ويروجون لهذا النوع من الزنى ويبذلون له كل الطاقات والإمكانيات، شخصيات غامضة ضبابية، كيف يستقيم الزنى الحرام مع خطابات دينية على المنابر؟ كيف نفهم شخصية بعثي عنيد ممروغ بمرقة بعث يتكلم عن الدين والجهاد والثورات وهو يشرب القهوة في إحدى دور البغاء البعثي؟! كيف يمكننا تحليل شخصية من جماعة (ساعة إلك وساعة لربك) تارة مناداة بتحكيم الشرع وقص الرقاب وأخرى على صفحات الدعارة الفيسبوكية يمارس أمراضه ويطجّ لايكاته للحم البضّ؟! كيف وكيف وكيف…. نماذج بعثية عصيّة عن الفهم، بعضهم عدل عن ممارسة الزنى الحرام دون أن يفقأ عينيه وذلك عن وعي ودراية لأنه يضع في الحسبان أنه قد يضطر بالعودة إلى ممارسة الزنى المرعب، وانضم للثورة على مضض، ثم مالبث وأن بدأ يحنّ لأحضان النظام متذرعاً بالفوضى الخلّاقة، ونسي سعادة الرفيق المناضل أن يتساءل من الذي خلق كلّ هذه الفوضى وهذا الإرهاب الممنهج. لقد عاش فرويد كلّ حياته يفسّر الأحلام ويحلّل الأعمال ولم يصل إلى نتيجة لأن العقدة الافتراضية عصيّة عن الفهم والشرح، ولو اجتمع كلّ أطباء ومحللي العالم لتفسير الظاهرة البعثية المريضة لما استطاعوا فهمها أو تحليلها، كلّ ما توصل إليه محللو العقد الجنسية هو أن الرغبات الشاذة تحكمت في سير العديد من الأعمال عند البعض، واستشهدوا بحكاية أوديب الذي مارس الزنى المرعب بزواجه من أمه، إنهم هؤلاء بعينهم، لن يستطيع أحد تحليل شخصياتهم وسلوكهم المذبذب، لن نفهم أو نستطيع أن نعبّر عن كنه هذه الشخصيات بشكل أوضح يثمر عن نتيجة واضحة يفقهها الصغير والكبير كعملية جمع واحد زائد واحد يساوي اثنين، مسألتهم معقدة أكثر من كل الحسابات الرياضية والفلسفية والنفسية، وكما أن تحليل ظاهرة الملك الزاني بأمه (أوديب) صعبة وعصيّة عن التحليل الرياضي والنفسي والمنطقي فإن تحليل عُقد البعثيين الجنسية والسياجنسية أكثر تعقيداً من عقدة أوديب ذاتها، إذاً فلنبق في سياق الأسطورة والحكاية دون الدخول في تفاصيل تحليلية، وأنا هنا لا أزعم أنني أجيد أو أعرف التحليل بقدر ما أردت الإشارة إلى التعجّب والحيرة بوصفي إنساناً عادياً يريد الأمور بلغة بسيطة مفهومة ومقنعة، ولكنني أظنّ أنه لن يجيد أحد تحليل عقولهم وخاصة خلال الأربع سنوات الماضية، لم يتوبوا عن أفعالهم بشكل حقيقي ولم يفقؤوا أعينهم، في حين أن أوديب عاقب نفسه بفقء عينيه وهام على وجهه، هم لم يفعلوا، إذاً لم يرتدعوا، يغردون هنا وهناك بعدما ظنوا أن المعركة بين رايتين فقط، متقلبون مذبذبون يبحثون عن مجد جديد يركبون فيه الخيول بمملكة طيبة. إن العرّافين قالوا لأوديب هناك جريمة كبيرة في المدينة وإثم كبير، ولما عرف المجرم جريمته فقأ عينيه وهام على وجهه، وها أنت أيها البعثي العنيد في الزمن الرشيد، إن الشعب المذبوح الثائر هو العرّاف بسوريا وترابها، قال منذ البداية: على هذه الأرض إثم كبير وجريمة كبيرة يجب التطهر منها، وقد عرف المجرمون والمذنبون جريمتهم ولم يفقؤوا أعينهم، فافقؤوا أعينكم قبل أن يفقأها الشعب السوري.

مواضيع ذات صلة:   من حق الشعب السوري تحليل ال(دي إن إيه) لبشار اللأسد

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.