( مقطع عشوائي من سيرة ذاتية قد لا تُكتب أبداً)
ظهر اليوم، 6 / 8 / 2016، وبعد أربع سنوات من الانتظار بسبب عدم توفر كلفة العلاج الباهظة، سأتمكن من إجراء الجزء الأول من الجراحة في فكي الأيسر الذي كسره مساعد الانضباط في سجن تدمر”محمد علي ناعمة”، لأني رفضت السجود لصورة حافظ الأسد!
يومها ـ ربيع العام 1993 ـ لم يجد هذا الوغد، ابن منطقة “السلمية”، سوى بوري حديد(من النوع المستخدم في التمديدات الصحية ، ¾ بوصة، وهي أداة تعذيب أساسية في تدمر)، لينتقم مني على رفضي السجود لربه! فكسر فكي وأسناني وتسبب في خلع في المفصل الفكي ،وكسر”العظم القذالي” في مؤخرة الجمجمة!
بعد أن عدت من تدمر إلى سجن المزة، تمكن طبيب السجن، طبيب الجراحة الفكية النقيب “بيان أبو حسون”( ابن السويداء)، بما توفر له من أدوات “محلية” في عيادة السجن ، وبإشراف مباشر من مدير السجن العقيد النبيل بركات العش،من ترميم الوضع بشكل مؤقت،مؤكدا أن عملية الترميم التي قام بها لن تدوم طويلا، ولكن تكفي إلى حين خروجي من السجن.
حين تفاقم الأمر قبل أربع سنوات، لم يكن بالإمكان إجراء الجراحات المطلوبة. فقد اكتشف الأطباء في لندن أني بحاجة لزرع عظم، بالنظر لأن عظم الفك شبه “مهترىء”! فشلت زراعة العظم الصناعي مرتين، وكان لا بد من زراعة العظم الطبيعي. ولكن هيهات أن تأتي بكلفة علاجية بلغت 26 ألف جنيه استرليني في بلد دمرته الفاجرة “مارغريت تاتشر” قبل 30 عاما، حين دمرت ـ من جملة ما دمرته ـ مظلة الضمان الصحي لثمانين مليون مواطن ومقيم.
كان عليّ أن أنتظر عمل زوجتي في الأمم المتحدة، قبل شهرين، من أجل أن أتمكن من العلاج من خلال ضمانها الصحي الذي يغطيها ويغطيني!
بعد 23 عاما، لا تزال عقابيل “تدمر” وعقابيل “بواري” الحديد تطاردني حتى في مقبرة المنفى.
ومع ذلك، لا يزال هناك قطعان على مد النظر من شَعْب “نظام البواري”، الذي تطور وأصبح “نظام براميل”، تسألك:”أنت ليش حاقد عَ النظام وبتكره السيد الرئيس”!؟