الحكم على قيادة ثورة يناير الشباب… يثيت أن المؤسسة العسكرية ليست في حالة صراع مع الأخوان فحسب، بل في حالة حرب مع المجتمع، وضد ثورات الربيع المصري والعربي !!!!! عسكر السيسي (يبرهنون) اليوم أنهم (ثورة مضادة حقا .. وضد الجميع ).!!!.
كنا نرفض دائما مقارنة المؤسسة العسكرية المصرية الوطنية بقمعها لمسار الثورة المصرية، مع عصابات الرعاع الأسدية الطائفية اللاوطنية العميلة إيرانيا والمعادية للشعب السوري بوحشية وهمجية بربرية استثنائية في التاريخ الحديث!!!
ثورة الشباب المصري كانت قدوة لثورة الشباب السوري في طليعيتها المتقدمة السباقة على محيطها الحاكم والمعارض، من حيث تكوينها الفكري، بوصف الثورة المصرية وثورات الربيع العربي، تشكل قطيعة معرفية مع الايديولوجيات السائدة ( يمنية أم يسارية ..دينية أو علمانية ) …حيث هذه القوى التقليدية (مصريا وعربيا) ستلتحق متأخرة بثورة الشباب، لتركب عليها وعلى أكتافها مصريا وعربيا من خلال استنفار قواها التقليدية من العامة ورثة الفكر التقليديي المتأخر ( دينيا أم علمانيا ،إسلاميا ويساريا ) باسم ثورات الربيع العربي ..
إن قطيعة ثورات الربيع العربي والمصري المعرفية مع المعارضات التقليدية (اليسارية العلمانية أو اليمنية الدينية الأخوانية وغيرها ) ناظرها قطيعة سياسية على مستوى الممارسة والفعل السياسي، حيث تميزت بالسلمية والديموقراطية ورفض العنف عبر التظاهرات الاحتجاجية والمطالب المدنية والديموقراطية ..وعلى مستوى البنية التكوينية التنظيمية، حيث رفض النظام الحزبي (التراتبي الهيرارشي إن كان مرشدا عاما أم أمينا عاما)، حيث تتقدم المصالح الحزبية على المصالح الوطنية والمجتمعية …
إن الوحشية الأمنية الطائفية الأسدية واجهت ثورة الشباب السوري بالتصفية الأمنية العسكرية الجسدية منذ الأيام الأولى، واعلنت منذ الأيام الأولى للثورة أنها في حرب مع الارهاب، ولم تكن ثورات الشباب يومها ولا بعدها بحوالي السنة قد رمت حجرا .. وذلك عبر الافراج عن آلاف المسجونين ..واعطاء الفرصة لإيران وروسيا بل والمجتمع الدولي ممن يسمون (أصدقاء سوريا وأعداءها ) على المساهمة بتشكيل قوى ارهابية، ليقاتلها العالم لاحقا منصرفا عن ارهاب نظام العصابات الأسدي …
كنا نرى في الجيش المصري تكوينا نوعيا وطنيا وتاريخيا مختلفا عن الجيش الأسدي، وعلى أن معركته مع الأخوان هي معركة تقليدية في مصر بين ( الأخوان والعسكر ) استمرارا للمعركة بين الأخوان وعبد الناصر والنظام العسكري ..على عكس الجيش السوري الذي تم تفجيره وتفكيكه وطنيا للانحدار به إلى مستوى (الجيش الطائفي)، حيث أعادت الأسدية تشكيله طائفيا تحت شعارات قومية (بعثية علانية)، وطائفية (باطنيا أقلويا ) مؤسسة على كراهية مواطنيها من الأغلبية المجتمعية بوصفها عدوا، لتحويل المجتمع السوري من مجتمع وطني موحد، إلى (مجتمع مكونات ) تتراجع فيه العلاقات المجتمعية من مستوى (المواطنة ) المدني ، إلى مجتمع المكونات القائمة على الروابط الدموية والوشائجية الأهلية والطائفية والمذهبية والعائلية …
كنا ننتظر من المؤسسة العسكرية الوطنية المصرية المؤسسة منذ قرنين لمصر كدولة وطنية حديثة منذ محمد علي، مرورا بأحمد عرابي، وصولا إلى جماال عبد الناصر أن ينظروا إلى قادة ثورة يناير الشباب (نظرة وطنية أبوية)، بغض النظر عن علاقتهم الصراعية التي كانت دائما متوترة ومتشنجة عنيفة مع الأخوان المسلمين ..كنا ننتظر من الجيش المصري الوطني أن يفتح صدره لشبابه الوطني الذي يطالب باصلاح وطني مدني ديموقراطي، ويستوعب طموحاته المستقبلية من خلال قيادته لثورة يناير (ولوبيرغماتيا )، لكي لا يضع الجيش نفسه في موقع الثورة المضادة (المباركية ) …عبر اعتقال الشباب قادة ثورة يناير … بعد الحكم بالمؤبد على أحمد دومة، حيث تتوج اليوم بالحكم على أحد رموزها علاء عبد الفتاح الذي سجن ايام مبارك كما سجن أيام حكم مرسي، كما يسجن اليوم ايام السيسي …
علاء الذي يحكم اليوم يثبت الحكم عليه على أن المعركة ليست هي المعركة التقليدية بين الأخوان والمؤسسة العسكرية ،بل بين ثورة يناير والمؤسسة العسكرية التي تبرهن على أنها (قوى مضادة) لتطلعات الشباب الوطني المدني (الليبرالي اليساري ) المصري والعربي في الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان .,.
لم يكن مفاجئا لنا تلك الوحشية الدموية لجيش طائفي ضد بلده ومواطنيه في سوريا، وذلك بوصفه استمرارا استعماريا حديثا للاستعمار القديم، هو استعمار حديث منتج –كولونياليا غربيا – من أوباش المجتمع السفلي السوري من رعاع الريف وأقنانه الطائفي، وحثالات المدن من نفايات وقمامات المجتمع السفلي المديني من تجار المخدرات والسلاح الذين يعملون ( شبيحة وذبيحة) عند شبيحة وذبيحة ونبيحة بيت الأسد..
ولهذا كان من المنتظر من الجيش المصري الوطني المدني المشكلة نواته العليا من أبناء الفئات الوسطى المدنية والريفية المتعلمة والمثقفة والمنتجة للقيم الثقافية والابداعية والروحية للمجتمع المصري، ألأكثر ثراء ثقافيا وابداعيا بين المجتمعات العربية …سيما بعد التقويض الرعاعي الهمجي الطائفي الأسدي الوحشي الأسدي لسوريا ولبنان وبلاد الشام خلال نصف قرن من الهمجية والفتك بالمجتمع المدني السوري دولة ومجتمعا ..
إن الحكم على دومة وعبد الفتاح اليوم يثبت أن عسكر السيسي هم ثورة مضادة…… ورافضة لتطلعات الشعب المصري إلى الحرية والعدل والكرامة …وليسوا مجرد مؤسسة عسكرية متصارعة مع الأخوان …!!!