نُقلت الى الحدود الوعرة الجبلية على الحدود مع جارة السوء التى لم توقف نهش جسدنا منذ العصر الجليدى و كنت مع رئيس العرفاء نقضى الليل بالتدخين و الحراسة و الشاى الساخن و الترقب و الحذر و التعليمات صارمة فى حالة وجود اى تسلل بشرى او عبور غير شرعى و خصوصا رجال العصابات التى تنقل الحشيش عبر الحدود ..
لقد كانت ايام رهيبة و صعبة خصوصاً شتاءً و لكن الألعن لم اكن مرتاحا من رئيس العرفاء اللذى كان يجاملنى كثيراً و انا ابن قرية فطن جداً.
و فى احدى الليالى جَلَب شراب “عنب مخمر” من احدى القرى الحدودية معتق و شربناه و انا غير معتاد على ذلك و لكن كانت مجاملة و تجربة سيئة ..
و كانت ليلة قررت بعدها ايجاد واسطة للهروب من هذا المسئول السيئ اللذى راودنى عن نفسى و فهمت ماذا يريد منى و نهرته فكانت العقوبة التوقيف بسبب الرفض .. و اتصلت بواسطة اخ فى الموقع بالأهل عندما اخذ اجازته ووصفت لهم الحالة و قام ابى بالاتصالات و نجح فى نقلى الى مكان آخر رغماً عن رئيس العرفاء السافل!
لم يكن لى خيار سوى الموافقة على مكان آخر موحش جداً, هى صحراء النُخَيب فى المحافظة الوسطى النَجَف و قَبَلت و انتقلت لمعسكر اسوأ من الأول ..
يتبع