يعتقد العروبيون في انهم مختلفون كثيراًعن الاسلاميين …!
ويحملون الاسلاميين وحدهم . تبعات ما يقع فوق رؤوس شعوب المنطقة . من كوارث ونكبات .
وواقع الأمر , أن الاسلاميين والعروبيين وجهان لعملة واحدة .
اذا انقلب العروبيون أو سقطوا .. ظهر الاسلاميون علي الفور . باعتبارهم الوجه الآخر للعملة ..
وهذه العملة ذات الوجهين – العروبي والاسلامي – قيمتها الشرائية الوحيدة هي : الهزائم والنكسات . تقطيع الأوطان . تكميم أفواه شعوبهم . وانعاش السجون والتوسع في بناء المعتقلات .. وافقار الشعوب . بعد سرقتها , ونهب ثرواتها , واغراقها بالفساد وبالفاسدين والُمُفسدين …
فكما الاسلاميون يقودون شعوبهم نحو حرب عالمية .بسبب سعيهم لأسلمة الدنيا كلها . طوعاً أو كرهاً…
كذلك العروبيون يسعون لانشاء امبراطورية عربية تمتد من الخليج للمحيط – فشلت كل تجارب احيائها كما كانت في العصور الاستعمارية القديمة – بل ويحلمون باعادة احتلال اسبانيا ! ويسمونها الأندلس .واسبانيا أمة متمدينة أكثر من أية دولة متكلمة بالعربية . وتعداد المتكلمين بلغة اسبانيا في العالم . يزيدون عن تعداد جميع المتكلمين بالعربية بأكثر من 150 مائة وخمسين مليون نسمة (!) . يبحثون لشعوبهم عن مشاكل يستعصي حلها ! . بدلا من حل مشاكل تلك الشعوب . وما اكثرها .
من يمكنه أن يقنعهم بان جود العرب في اسبانيا قديماً ولمئات السنين . كان احتلالا ؟! تماما كوجود تركيا قديما بالبلاد المتكلمة بالعربية كان احتلالاً – تحت ستار خلافة اسلامية – .. وكما وجود الرومان لمئات السنين في الشرق الأوسط : كان احتلالاًً ..
وكما هو وجود اسبانيا اليوم في مدينتي ” سبتة ومليلة ” المغربيتين , ومنذ مئات السنين هو احتلال ..
ولكن العروبيين يجيزون للعرب فقط حق احتلال بلاد الآخرين ….
!!
والعروبيون . جميع تجاربهم الوحدوية كانت حرثاً في البحر , ويرتابون من بعضهم بأكثر من ريبتهم من أعدائهم ( كالعداء بين البعث السوري والبعث العراقي , في عهد صدام والبكر من قبله , وفي عهد حافظ الأسد .) وعلاقة الوحدويين البعثيين في سوريا أو في العراق بعبد الناصر – العروبي الوحدوي – وبمعمر القذافي . العروبي الوحدوي . كانت باستمرار علاقة . أقل ما توصف بها . انها غير طيبة – انه تنافس علي زعامات واعتلاء امبراطوريات , وتحقيق مجد قطري تحت مزاعم وحدة عربية شاملة – وفورية ..! – .. الي آخر تلك العنتريات , والمسرحيات الكاذبة .
وسجون عبد الناصر العروبي . ومعتقلاته لكافة معارضيه من اليمين لليسار . لا يفوقها الا سجون صدام العروبي ,والقبور الجماعية التي أعدها لشعبه , وسجون ومعتقلات حافظ الأسد العروبي- ثم ولده – ومعمر القذافي العروبي , وجعفر النميري – العروبي السوداني – , وعلي عبد الله صالح – العروبي
وتجويع الشعب – وافقاره – سمة يشترك فيها عبد الناصر , مع جعفر النميري , وصدام , وحافظ الأسد وولده . ومعمرالقذافي . الذي قال له عبد الناصر : أنت تذكرني بشبابي يا معمر . أنت أمين القومية العربية , يا معمر
وكما أضاع عبد الناصر سيناء كلها في عام 1967 – بالنكسة – وقبلها أضاع . ميناء أم الرشراش عام 1956. الذي تنازل عنه سراً لاسرائيل . ثمنا لاسترداد سيناء التي أضاعها – !
كذلك أضاع حافظ الأسد الجولان . و ورث الحكم لولده فأضاع سوريا بأكملها في حرب أهلية . ولم يسترد الجولان . خطيئة أبيه…
وكذلك أضاع فارس العروبين صدام ! الجزر الثلاث التي حارب بسببها ايران 8 سنوات . قتل فيها ثلاثة أرباع المليون ايراني وعراقي . فعندما شرع في احتلال الكويت . منعا لفتح جبهة حرب ضده من ناحية ايران . تنازل لها عن الجزر الثلاث التي حاربها بسببها 8 سنوات
!!!
و تماما مثلما أشعل عبد الناصر حرب 1956 .. بسبب تأميم القناة . ثم تنازل . وسدد قيمة الأسهم وبأكثر من قيمتها ! – يعني رجوع عن التأميم ! . يعني هكذا لا يكون قد حدث ثمة تأميم للقناة – بمعني التأميم , الذي قصده عبد الناصر, والذي أفهمه للشعب – , وبالاضافة لذلك حدث حرب ودمار وخراب – بالاضافة لتنازله عن قطعة من أرض الوطن لاسرائيل – كما ذكرنا من قبل – . ..
مثلما كلف معمرالقذافي . ميزانية بلاده تكاليفاً باهظة لصناعة أسلحة كيميائية . ثم تنازل عنها وسلمها صاغراً لأمريكا – طلباً لسلامته – وأسقط طائرة لوكيربي . ثم دفع تعويضات بمليارات الدولارات من أموال شعب ليبيا , – وغير ذلك الكثير – ..!
—
وقد تنازل العروبجي الأُلعبان السوداني – الراحل جعفر لنميري – . وسهل نقل يهود الفلاشا . سراً . من اثيوبيا لاسرائيل عبر الأراضي السودانية ! وفبض الثمن حباً في العروبة والوحدة العربية !! كان النميري مع أية مشاريع وحدوية عرباوية – كرتونية – مع مصر وحدها , أو مع مصر وليبيا ! أو أية ألعاب عروبية وحدوية من ذاك النوع كان لا يتردد في المشاركة فيها .. (!) .
العروبيون تاجروا بلعبة وتمثيلية القومية العربية والوحدة العربية . لأجل مصالحهم ومصالح عائلاتهم : عبد الناصر عين زوج ابنته بمكتب الرئاسة – خريج كلية العلوم ! -. فمهد له الطريق ليكون مليارديرا فيما بعد ( تاجر السلاح الدولي , والجاسوس أشرف مروان . واعتلي رئاسة مؤسسات مصرية كبري في عهد خليفة عبد الناصر – السادات – ). ولعبد الناصر ابن يعمل مقاولاً ويمتلك طائرة خاصة – منذ ربع قرن – وشعب مصر يئن مع ” التوكتوك ” – وسيلة المواصلات الشعبية , الهزيلة -. بعد طول معاناة مهينة بالأتوبيس العام . وترك عبد الناصر زملاءه الضباط يسرقون القطاع العام . وينهبون مصر . ثمنا لسكوتهم علي سرقته للسلطة وانفراده بها واحتكارها لنفسه
و العروبي صدام عاش ملكاً غير متوج . بأموال شعب العراق . وعين أولاده واقاربه أمراء ووزراء .. وكان يُعد لتوريث السلطة .. وشيد قصوراً فاق بها زمن هارون الرشيد , وشهريار , وألف ليلة وليلة ..!
والعروبي معمر القذافي . فعل نفس الشيء بطريقة او اخري
والعروبي حافظ الأسد . كذلك
والعروبي علي عبد الله صالح . نفس الشيء
اذا سقط العروبي . ظهرخلفه الاسلامي – الوجه الآخر له ..
فعندما سقط . العروبي صدام حسين . ظهر الوجه الآخر للعروبية : الحكم الاسلامي . الذي واصل مسيرة صدام في نهب وتدمير العراق وشعبه .
وعندما سقط العروبي . معمر القذافي . ظهر الحكم الاسلامي – الوجه الآخر للعملة – وقد بدأ الاسلاميون الليبيون عهدهم في السلطة بتحقيق أعظم الانجازات عندهم – حلم أمانيهم – ليس الاسراع في اعادة اعمار ليبيا التي هدمتها الحرب الأهلية , وانما بتدمير ( تدمير !)مقابر الديانات الأخري – حتي الموتي ! –
وعندما سقط حسني مبارك كآخر ورثة نظام العروبي العسكري “عبد الناصر” – ظهر الحكم الاسلامي الاخواني لمصر – انه الوجه الآخر للعملة العروبية – .
وعندما سقط العروبجي السوداني الأُلعبان ” جعفر النميري ” كان الاسلاميون وراءه – وهو نفسه كان قد مهد لدولة اسلامية – كجزء من أدوات ألعابه وحيله العروبية الاسلامية لأجل البقاء في السلطة ..!
وعندما سقط تاجر العروبة – الصومالي – ” الرفيق – الماركسي – الراحل الجنرال ” محمد سياد بري ” – رئيس الصومال الأسبق – كان بديله ووجه الآخر – الاسلامي – حاضراً فكان ما هو جاري بحال الصومال الآن . تحت حكم الصبيان . من الميليشيات الدينية – خراب , يباب , جوع , عذاب . شريعة الغاب –
أمريكا احتلت العراق – في ظل حكم عروبي – بدمار محدود . والذي وسعه حتي دمر العراق تماما وشرد الملايين من شعبه . بزعم مواجه المحتل ! بالتفجيرات التي لا تتوقف ,هم الاسلاميون , بالتحالف مع غرمائهم ووجههم الآخر – العروبيون البعثيون – وأغلبية تفجيراتهم كانت – طائفية – في الشعب لا في المحتل ! و بزعم مقاومة المحتل
الدمار الجاري في سوريا منذ عامين عبارة عن صراع بين العروبيين والاسلاميين – بالدرجة الاولي – علي السلطة . والاسلاميون تدخلوا بحجة انقاذ سوريا وشعبها من بين مخالب العروبيين الفاشيين. والعروبيون يتمسكون بالسلطة بحجة الخوف علي سوريا وشعبها من همجية ووحشية الاسلاميين .. وفاشية هؤلاء , ووحشية اولئك لاشك فيها . فمن ينقذ سوريا وشعبها من تلك العملة الرديئة , ذات الوجهين : العروبيون والاسلاميون ؟!
ومصر الآن كل مقدمات وبروفات الحرب الاهلية فيها قد اكتملت .. في ظل حكم الاسلاميين . الذين تسلموا السلطة من آخر وريث للنظام العروبي الذي أسسه – عبد الناصر ( أي مبارك وتابعه ” طنطاوي ” المشير) .
فهل رأيتم يا سادة . فضلا للعروبيين يميزهم عن الاسلاميين ؟
أخيراً . ننهي حديثنا بالقول : شماعة الموءامرات الخارجية هي حق . يُبرر به باطل .صلاح محسن فيسبوك
وهي أيضا : داء . سببه فينا وعلاجه عندنا .