زهير دعيم
” روّحنا بالسّلامة… سيروا على ما قدّر الله ، واللّي كاتبو الله لازم يصير..الدّول العربيّة تُرحّب بمنتخباتها العائدة ..اوعوا تعيدوها”.
” أووووف ما بلّوا ريقنا ولا مرّة” .
هذه بعض التغريدات اليائسة التي غرّدها اصدقائي بعد خسارة المنتخب المصري مساء الامس الثلاثاء أمام المُنتخب الرّوسي المُضيف بثلاثة أهداف لهدف يتيم سجله محمد صلاح من ضربة جزاء .
للحقّ نقول لم تفز حتى الآن منتخباتنا العربية الاربعة ( السعودية ، مصر ، المغرب ، تونس) بعد انتهاء الدور الاول ولا بمباراة واحدة ..
فقلنا ” لعلّه خير …ننتظر الدور الثاني من يدري فلعلّ الخلاص يأتي من مصر ومن محمد صلاح العائد بعد إصابة ؛ هذا اللاعب الفذّ والذي ” يعمل العمايل” في ليفربول والبريميرلييج .
وجاء الامس وجاء صلاح ولم يصلّح الوضع فهذا المنتخب الرّوسيّ والذي اعتبره النُّقّاد واعتمادًا على مبارياته الودّية ، اعتبروه منتخَبًا متوسطًا بل وضعيفًا ، هذا المنتخَب صفع السعودية في مباراته الافتتاحية بخماسيّة نظيفة ، وعاد امس ليُعمّق جروح المنتخب المصري بثلاثة اهداف لهدف ليضع طائرة شركة “المصرية للطيران” متأهبة على مدرج مطار موسكو، فالمباراة الأخيرة والتي ستجمع المنتخبيْن العربيين ( السعودية ومصر ) قد لا تجدي نفعًا .
أترانا وقتها سنحظى ونشاهد فوزًا عربيًّا حتى ولو كان فوزًا ذاتيًا ؟!!! أم سنشاهد مباراة التعادل السّلبيّ ، أم كما يتكهن بعض خفيفي الظلّ والذين يذهبون بسبب احباطهم أبعد فيقولون : لا…ستنفجر المباراة _ ان صحّ التعبير – ستنفجر في وجوه المُنتخَبيْن، فكلاهما مجروحان والكلّ يريد ماءً للوجه ويريد أن يُداوي جروحه على حساب أخيه ، ألَم يقل المثل الدّارج : ” لم يقدر على الغريب ،تشاطر على أخوه”.
والسؤال المطروح هو – وأقولها صراحةً خاصّةً وأنّني لستُ مُحلّلًا رياضيًّا بل هاويًا وعاشقًا لكرة القدم ، انتظرها بفارغ الصّبر واتمتّع وأتلذّذ بكلّ لمسة كرويةٍ جميلة ، وكلّ ضربة لولبية ذات بُعدٍ ورؤيا ، وكلّ تمريرة تسير بحسٍّ مُرهَفٍ الى الهدف الموضوع امامها.
كلّ هذا لم اره حتى الآن في أداء منتخباتنا العربيّة ، رغم ان الفريق المغربيّ حوى عشرة من التركيبة الاولى من لاعبين أشدّاء ولامعين ولدوا في اسبانيا وفرنسا وبلجيكا ويلعبون في فرق القمة الاوروبية أمثال حكيمي في ريال مدريد وبن عطيّة في اليوفي .
اذًا أين تكمن نقطة الضّعف أتراها في الوسط كما الفريق المصريّ؟!!أم في العقلية التي هيمنت علينا لتقول : مجرد المشاركة في كأس العالم هو انجاز بحدّ ذاته!!!
أم تراه بالمعنويات الفاترة الساكنة في اعماقنا والتي لا تريد ان تُحلّق حتى ولو بمحمد صلاح وحكيمي…..
كم اتمنى أن أكون مُخطئًا ، بل ونكون كلّنا مخطئين ، فنرى ونشاهد ونشجع على الاقل فريقًا عربيًا واحدة يعبر الى المرحلة الثانية .
لن أخفيكم سِرًا إن قلتُ أنّني مشجّع للألمان وأتمنّى أن يحتفظ نوير وصحبه بالكأس ، ولكنني أرغب في أن أرى منتخَبًا عربيًّا يرفع الرأس ويسطّر اسم بلده بحروف من نور..
صلاح لاعب جميل وبارع ولكنه بالفعل ليس كريستيانو رونالدو..