كان عمري عشر سنوات و تماماً في ربيع ١٩٨٥ لمّا بدي يطلع على شاشة التلفزيون، البث التجريبي لقناة
LBC
اللبنانية ..
المحطة اللبنانية اللي كانت تبث من تلال أدما في بيروت الشرقية و المملوكة من القوات اللبنانية التابعة للدكتور سمير جمعج..
الكل كان بانتظارها، قناة كان من الواضح انها رح تكسر الرتابة و الروتين المقيت اللي كان مسببلنا ياه نجوم التلفزيون العربي السوري..
اجا يوم الافتتاح في ٢٣ أوغست و كان قرار ادارة المحطة ان يكون اول خروج على الهواء بنشرة اخبار الساعة الثامنة..
مي شدياق على يمين الشاشة، و جورج غانم على يسارها ، و خلفية الموقع الإخباري من وراء المقدمين كانت عبارة مكتوبة بالخط العريض تقول:
السوري عدوّك..
اذكر الغضب الصامت اللي صاب والدي لمّا قرأ هالعبارة من خلف المذيعين .. غضب ما كنت كتير استوعبوا لصغر سنّي ، و لكن اليوم صرت أفهموا لما شوف التصريحات العنصرية للمسؤولين اللبنانين و المتراكمة نتيجة الإهانات اللي اتعرضولها اثناء الاحتلال السوري للأراضي اللبنانية ، و التصريحات العنصرية المضادة من السوريين نتيجة تراكم عبء طويل من الإهانات اللبنانية المقروءة و المسموعة و المرئية ، و نتيجة تدخل زعران الضاحية في سوريا و قتل و إهانة السوريين..
عم اكتب هالشي لقول للشعب السوري و للشعب اللبناني كلمتين:
السوريين اللي احتلو اراضيكون و أهانوكون تلاتين سنة هم حثالة السوريين من عناصر جيش ابو شحاطة و قوى أمنية علوية و شبيحة و مهربين بيعملوا عند بيت الاسد ، فالسوري مانو عدوّك ، السوري كان يكره ممارسات زعران السوريين بقدر ما كنت انت تكرهها..
و اللبنانين اللي احتلوا أراضينا ، و شرّدوا أهالينا مؤخراً و أهانو اعراضنا، ليسوا الا رعاع شوارع بيروت و ماسحي أحذية البيروتيين ، و تعميم كرهنا و غضبنا على كل اللبنانين المتضررين أساساً من هالفصيل نفسو هو غير مبرر كمان..
عدونا واحد..
مصيرنا واحد ..
مسارنا واحد.. في بلدين مختلفين ، بعلمين مختلفين، بنشيدين وطنيين مختلفين..
عدونا هم مدّعين المقاومة و الممانعة ..
مصيرنا هو نكون او لا نكون..
مسارنا هو أيدينا المتشابكة ضد كل من زرع الشوك بيناتنا..