عدائي للعالم و منغلق او انسان منفتح

Lama Atassi
عندما أتابع أراء الكثير من المعارضين و من كل الطبقات و الفئات الثقافية اجد بينهم سمة مشتركة و هي اعتبار انفسهم مقحمين في صراع ثقافي و جوهري مع الغرب .. هذا العداء نلحظه في كل الطبقات من الاعلاميين للكتاب للبسطاء للمتعلمين كلهم قرروا ان ينموا فكرة ” الغرب عدونا” و نحن مختلفين عنه.. انهم بارادتهم يدخلون معركة شرخ الحضارات و صراعها… رغم ان الغرب لا يعاديهم كما يظنون.. بل هو يشفق لحالهم .
في الحقيقة هؤلاء الذين يشهرون عدائهم و نقدهم لكل من يعجب بالحضارة و التطور الغربي هم في قمة التناقض حيث اغلب علمهم و ما يستعملونه يوميا هو صناعة و تفكير غربي…
يتهمون امثالي بالعمالة للغرب لمجرد اني اعترف بتطوره الحضاري و الانساني و التقني و الاجتماعي …
الغرب لا يشتري عقولنا و لا ولائنا لكن نحن بحاجة ان نتعلم منه.
و لكن عقول المنغلقين معتادة على العمالة فلا ترى الثقافة الا عمالة و الصفة صفة المتكلم فمن اعتاد على ان تشتريه قطر لا يستطيع ان يفهم ان الغرب لا يفكر بشراء أحد و لا يتعامل بالرشوة.
لذا هذا الصراع الذي اقحم الكثيرين نفسهم به باسم الدين او باسم العروبة سيعيد فرز جديد يشمل كل المجتمع السوري فبدايتا كنا نقول معارض و موالي الان سنقول عدائي للعالم و منغلق او انسان منفتح على العالم و التغيير.