عجز العقل االسوري التقليدي (عربي وكردي) عن تقديم الوطنية (السورية الحديثة)، على الهويات القومية العتيقة !!! عبد الرزاق عيد
وصلتني رسالة.من صديق كردي شيوعي قديم من (عين العرب قديما –كوباني حديثا )، كان زميلا جامعيا في بداية السبعينات …وهي منشورة على صفحتي (الفان –الاعجاب )، ولأني وجدت بها ما ما يمكن أن يضيف إلى الحوار قررت أن أكتب التعليقات التالية :
– يعتقد الصديق الكردي الشيوعي القديم ، بأني قد أغراني واشتراني الخليجيون بالكبسة، والعرق الشامي …
وهذا تناقض منطقي : كيف يمكن جمع (الكبسة مع العرق خليجيا ) وسعوديا …وكيف يمكن له أن يعتقد أن الكبسة يمكن أن تشتري مثقفا سوريا معروفا ..فحزنت لسقف طموحات أخوتنا الأكراد، ونظرتهم (الحلمية للكبسة )، وفكرت أننا يمكن أن نجد حلا لهذا الحلم الكردي بالانفصال عن سوريا ، بأن نؤمن ليس للنخبة الكردية السياسية والثقافية ، بل ولحزب البي كيكيكي ) وجبات من الكبسة حين يريدون وعلى كيفهم …أما عدد الخواريف يمكن أن يتفق عليها في حينها عند كل وجبة بوجود ممثل من البي كيكيك والبيشمركة وكل الأطراف الكردية الطامحة للانفصال من أجل (الكبسة ) ..!!!
…
– ولتطمين الأخ الشيوعي الذي يحقد علينا طبقيا لأكل الكبسة، نقول له: إننا لم نزر السعودية يوما (بدعوة ولو ثقافية ) حتى لا للعمرة ولا للحج!! كما أن كل تاريخنا اليساري السابق، لم يتح لنا زيارة موسكو (مركو اللاهوتية الشيوعية العالمية ) ،لأننا لم نحظ بتزكية من قبل الأحزاب الشيوعية الأممية سابقا !!!
– وقد اقتصرت زياراتي لبعض دول الخليج ( الامارات والكويت ) بدعوات اتحادات الكتاب عهم …وإلى قطر بدعوات قناة الجزيرة فقط …أما السعودية، فلا أزال بالنسبة إليها شيوعيا حداثيا علمانيا متطرفا خطرا!! وقد منعت سلسلة كتبي عن “نقد العقل الفقهي ..سدنة هياكل الوهم !! “، حتى بعد أن وضعت السعودية هؤلاء السدنة على قائمة الارهاب، فقد حرمتني من أكلة ( الكبسة ) السعودية وخواريفها المستوردة من بلدي سوريا ..
– نعود للنقطة السياسية الأصلية ، وهو سؤال صديقنا الكردي الشيوعي (العين عربي سابقا- الكوباني راهنا )، كيف لي أن أضع في كيس واحد (البي كيكي : اليساي الماركسي اللينيني الستاليني العلماني مع داعش الأصولية السلفية الدينية الجهادية …الح ) …
– حيث الأخ أو الرفيق الشيوعي لا يزال يفاضل بين القوى السياسية والأحزاب على أساس ( ايديولوجي ماركسي لينيني ستاليني ) ، ووفق مبدا التفاضل هذا سيقف حزب (البي كيك كي )على رأس القوى الطليعية اليسارية الماركسية اللينينية الستالينية ..
– ولم يستطع أن يفهم أن مبدأ التفاضل الذي يحكم ثورتنا السورية ، هو مبدأ (سوريا أولا) ، وعلى هذا فقد ساوينا بين (الأممية الإسلامية الداعشية التي لا تعترف بسوريا ككيان وهوية ، وبين البي كيكيك والايديولوجيا القومية التي يحملها، والتي تتخطى (الداعشية الإسلامية ) في رفضها للكيان السوري ( السايكس بيكوي الاستعماري )، وهي لا تكتفي بعدم الاعتراف بسوريتها، بل تعتبر سوريا والعرب والترك أعداء من الدرجة الأولى يجب حربهم …!!!
– صديقي الشيوعي الكردي القديم، كنت أراهن عليه بوصفه سيكون واحدا من النخب الكردية كما النخب العربية في تقديم الانتماء إلى الوطنية (السورية) الحديثة المتقدمة، على الهوية القومية العتيقة، خلال حركتنا الانشقاقية على اليسار الشيوعي الستاليني، وتبنينا لبيرسترويكا سورية وطنية ديموقراطية مواطنية تعددية، تتخطى الحواجز العتيقة لثقافة الهويات العتيقة المليئة بالغبار والدماء والثارات التي أحيتها (الطائفية الأسدية ) ..
.حيث كنت أعتقد بأن صديقي سيكون من القلة الكردية النخبوية التي ستقدم الوطنية الحديثة (سوريا أولا) على الروابط العتيقة للهويات القومية العتيقة (القاتلة )، كما فعلنا نحن كنخب عربية يسارية سورية، في تقديم الهوية الوطنية السورية على ميراثنا الثقافي العروبي الأصالوي العتيق …
– أي لقد انتظرنا من النخب الكردية الحديثة أنها (ستقدم سوريتها… على كرديتها كما قدمنا سوريتنا على عروبتنا )، ومن ثم دعوتنا إلى تشكيل (كتلة تاريخية) سورية من كل مكونات ومذاهب وديانات الشعب السوري وطوائفه… التي تدعو لوضع اولوية الهوية المدنية الديموقراطية (المواطنية ) الحديثة على كل هويات الانقسام العمودي الطائفي والمذهبي والقبلي والعشائري والأقوامي والوشائجي والدموي : تحت شعار (التكتل السوري الوطني الديموقراطي : لسوريا أولا …
– لكن يبدو أن (الداعشية العروبية والكردية ) لا زالت هي الأفق التي تتحكم بالنخب السورية الأوسع عربيا وكرديا …