عبدو الفناص هو اللقب الذي اشتهر به بالحي حيث لا تخلو قصة من قصصه من ابداعاته الخيالية فمنذ ان كان في الثانوية وهو يخرج الينا بعد صدور نتائج الامتحانات فرحا ويقيم الولائم واغلب الحضور يعلمون انه قد رسب في الامتحان او حتى لم يحضره وعلى ذمة احدهم فأن عبدو احتفل بنجاحه في الثانوية العامة تسعة مرات على مدى عقد من الزمن ولم يتخلى عن اصراره وطموحه بالحصول عليها حتى بلغ من العمر عتيا واصبح من غير اللائق أن يتكلم بين صحبه وجيرانه عن البكالوريا واغلبهم قد اصبح طبيبا او مهندسا
أنتقل عبدو الفناص الى مجال من التحدي بعيدا عن اعين اهل الحي الكشافه والتي يصعب فورا التحقق من صدق روايته
فمرة يحدثنا كيف ان الفرقة الفنية العالمية للباليه طلبت منه تدريب فريقها الراقص ولكنه رفض بإصرار لأن تلك الدولة علاقاتها مع حكومة بلاده ليست على ما يرام جدير بالذكر ان عبدو يعاني من عرج في قدمه اليسرى نتيجة حادث سير قديم تم على اثره زرع صفائح وبراغي ليستطيع الوقوف على قدميه
المهم ان عبدو الفناص جعبته لا تنضب من تلك القصص فألمانيا على سبيل المثال طلبت منه شراء ابتكاره الذي طور به الة صباغ النسيج جت مع العلم انه لم يعمل سوى شهر في مصنع الصباغ كمراقب دوام الا انه رفض بيع اختراعه كي لا تحتكره الدول الامبريالية
وطنية عبدو الفناص جعلته ينسج قصة خيالية ليغطي على فترة غيابه بالسجن لأربعة اشهر لأنه نصب على احد اصدقائه وسلب منه مئة الف ليرة ومبررا غيابه بأنه كان يدرب سلاح المدفعية على نوع جديد من العبوات المدمرة والتي لايمكنه ان يفصح لنا بالكثير عنها كونها اسرار دولة
لم تذكر حفلة موسيقية او غنائية عالمية الا واقسم لنا عبدو الفناص أنه اما حضرها او اعتذر عن حضورها لضيق الوقت
عبدو الفناص يذكرنا بالائتلاف الوطني السوري فعلى الرغم من ان البيان الختامي لمؤتمر جامعة الدول العربية صرح بأنه لن يسلم المقعد للائتلاف وان حضوره في ايلول القادم اشبه بحضوره الحالي كلمة خطابية وتصفيق باهت الا ان الائتلاف يصر بانه استلم مقعد سوريا الشاغر متجاهلا توضيحات نبيل العربي الصريحة حول اعتراضهم على الائتلاف بالتمثيل لمخالفته ميثاق الجامعه وينسى تلك المفارقة الغريبة بان الاجتماع السابق حضره معاذ الخطيب وعلم الثورة بينما الاجتماع بالكويت بقي العلم السوري امام المقاعد الشاغرة
قصص الائتلاف عن اصدقاء سوريا واجتماعاته الناجحة في موسكو وانتصاره في جنيف 2 و فوزه بمقعد سوريا بالجامعة وتهيئة الشاب هيثم المالح لشغله كل تلك القصص تشبه الى حد بعيد قصص عبدو الفناص