زمة الثورة السورية : أن المعارضة السورية المدعاة .. الرسمية المفاوضة) موحدة الرؤية مع النظام الأسدي، تجاه الآخر (العدو ) الأمريكي، و(الصديق الروسي والإيراني) .. على طريقة ما يسميه الأشقاء العراقيون (القحبة الشريفة ) …
عبد الرزاق عيد: الحوار المتمدن
المشكلة الأساسية التي تواجهها المعارضة الرسمية السورية -وليس ثورة الشباب بالأصل –هي شعور المعارضة أن خصمها النظام أكثر وطنية منها… لأنه يكسب إلى جانبه المعادين للامبريالية (روسيا وإيران ) خصوم الامبريالية الأمريكية والغربية …
فاليسار القومي يحسد النظام (ايديولوجيا ) على علاقته بروسيا، ظنا منه أنها وريثة الاتحاد السوفييتي العظيم الذي يقود المعسكر المعادي للحلف الأطلسي المؤيد لإسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم ..
ولذلك لن نستغرب أن الشخصيات الأكثر تكوينا وخبرة أكاديمية وسياسية في صفوف المعارضة الرسمية اليسارية ، يعتبرون كل زيارة لهم لروسيا (انجازا تاريخيا ) يتباهون به …والإسلاميون يضمرون إعجابا بإيران وشعاراتها حول مواجهة الشيطان الأكبر، ومقاومتها (الشعارية الأكذب مع حزبها اللبناني العميل “حالش” )، لإسرائيل ..وهم لا يريدون أن يكون البعثيون (الأسديون)، أكثر أصالة وطنية منهم في شدة شعارات المواجهة والعداء لإسرئيل ..!!!
وكم قدموا خدمات مجانية للغرب الأمريكي والأوربي، بأن المعارضة السورية لا تريد التدخل الأجنبي، وذلك بكل سذاجة وغباء (وطني وقوموي زائف)، وهي ترى بكل وضوح تدخل الإيرانيين ومرتزقتهم للدعم الطائفي للنظام الأسدي ،بل ويرون انخراطا روسيا حتى العظم، وهم يخوضون معركتهم الروسية البوتينية (المافيوية ) في سوريا ..بكل ثقة واعتداد …
لا يريد إخواننا المعارضون اليساريون والإسلاميون الرسميون أن يكونوا أقل مزاودة بالتلاعب بالمقدس الوطني والقومي من بيت الأسد …ولذلك يريدون التدخل الغربي أو الإسرائيلي لإسقاط النظام الأسدي بدون دعوتهم أو إعلانهم أو علمهم !!
يريدون أن يكون الغربيون والإسرائيليون هبة إلهية في خدمة مشروعهم للسلطة كمعارضة، لا تختلف جوهريا واستراتيجيا عن النظام المتعيش على شعارات النفاق والدجل القومي …
أو أنهم (المعارضة ) سيفاوضون من أجل حصة لهم في السلطة ، مقابل خدمات سياسية وإعلامية يقدمونها على طريق تمهيد الحوار مع ابن الوحش الأسدي للحصول على مكاسب صغيرة تتوازى مع قاماتهم .. ، وذلك عبر الحوار في جنيف!! أو الترشح في الانتخابات الأسدية ، من أجل فك عزلته الشرعية أمام العالم مقابل ثمن بخس من الكرامة الشخصية والوطنية ..
وهم في ذلك يبحثون عن زواج (الضرورة ) أو دعارة (المكره ) …اي يريدون أن يسقط الغرب أو إسرائيل النظام الأسدي لصالح (وطنيتهم الداعرة …الشريفة ) .. أي ما يسميه الأخوة العراقيون من أجل خاطر ( القحبة الشريفة ) …