عاهرون ،عاهرون،عاهرون

ropiraqueهل تغلب الانسان العراقي على الشيطان في العهر والوسوسة وارتكاب المعاصي؟.
يبدو ان الامر كذلك رغم ان هناك من يقول حتى العاهرة تمر في بعض الاحيان بصحوة ضمير وتراجع مااقترفته في حياتها.
سمعت قصصا كثيرة بهذا الخصوص، قصة تلك العاهرة التي قصت شريان يدها وهي في احضان هذا الغريب،واخرى رمت نفسها من الطابق السابع بعد ان كتبت رسالة تقول فيها”لقد مللت العفونة” واخريات قررن الانتحار الجماعي بعد ان وجدن لاعزاء لهن في هذا العالم ، و….والخ.
انها حالة وعي واستيقاظ عند النفوس البشرية ولكن المرء يقف مكبل التفكير وهو يرى ما يحدث تحت القبة الخضراء والوزارات الخدمية في العراق.
في محافظة بابل ناحية اسمها “ابي غرق” ولاندري هل جاء اسمها من جملة فعلية ام هي غارقة باهلها بفعل ما يفعل الزمان بها. في هذه الناحية ايها السيدات والسادة مدرسة واحدة تضم مرحلة الدراسة الابتدائية والمتوسطة وربما الثاتوية والجامعة مستقبلا.
في هذه المدرسة ايها السيدات والسادة والتي لايقبل ان ينظر اليها ابناء تورا بورا يتعلم 1050 طالب وطالبة،ويمكن لكم بعد قليل من الجهد الفكري ان تتخيلوا وانتم تشربون كأسا من عصير الرمان،ان وجد،ما هو العلم الذي سيدخل الى امخاخ هؤلاء الطلبة.
واذا قبلنا بهذا الوضع فهناك وضع اكثر ايلاما ،فسقوف الصفوف ايلة للسقوط واذا رحمتهم الامطار في هذه السنة فلن ترحمهم ابدا في السنة المقبلة.
قبل سنتين حرر احد الموظفين في الشؤون الادارية في وزارة التربية والتعليم كتاب ايفاد لمجموعة من ” الموظفين” لزيارة هذه المدرسة،وحين وصلوها ارتسمت على وجوههم ملامح الجد والعزيمة،لم لا، وهم قادمون من بغداد الى احد الارياف البابلية.
انشغل الموفدون بكتابة تقاريرهم الا واحدا منهم فقد كتب ” والله ياعمي،تيتي تيتي مثل مارحت جيتي،المهم فلوس الايفاد”.
وفعلا مرت سنتان وشقوق مدرسة ” ابي غرق” قد زادت بانتظار غيرة وزيري التربية السابق واللاحق. ( لكن من وين نجيب التربية ).
مدير هذه المدرسة يملك عقلية غلفها الحديد من جميع الجهات وهو مازال يعتقد ان موافقة المسؤول على نشر المعلومات هي افضل بكثير من موت عشرات الطلاب حين تنهار عليهم سقوف الصفوف.
اكرر: في هذه المدرسة يتعلم 1050 طالب وطالبة يضمهم 12 صفا فقط،ولاني لااعرف جدول الضرب فسأترك لكم سؤال : كم طالبا في الصف الواحد.
المشكلة الالعن هي في عدم وجود حمامات” تواليت او مراحيض او بيت الراحة او دورة مياه” وذلك تصديقا لفتوى الهيئة الشرعية في داعش بضرورة قضاء الحاجة في البراري وما اكثرها في بابل وغيرها بدلا من الحمامات الافرنجية.
اما قلتم لكم ان البعض منا عاهرون مع سبق الاصرار والترصد.
اما من هم فسأترك لكم ذلك وانتم ادرى بشعابها.
فاصل مفرح حقا: استغل بعض الشباب الواعي مناسبة عاشوراء ليخرجوا في موكب عزاء ولكن للعراق وكانت هتافاتهم ضد التعفن الحكومي،وسحقا للرداحين على الامام الحسين.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.