بقلم : زهير دعيم
ما من شكّ أنّ لمباريات كأس العالم في مونديال روسيا 2018 انطباع جميل ومتعة غامرة كما في كلّ مونديال ؛ مُتعة تُلوّن النّفوس وتغرّدها اهزوجة فرح ونشاط ، فترى التنافس والرّهانات وتسمع التصفيق يتطاير مساءً وليلًا من هنا وهناك ، والصّراخ ينبثق من هنالك والآهات تملأ الأجواء ، ولكل واحد وواحدة منتخبها المفضَّل ولاعبه المُميّز.
ويروح يجتمع الخلّان بل قل الاضداد أحيانًا حول فنجان قهوة ومكسّرات ، والكل يتكهن من سيحوز ويفوز بالكأس.
وتأتي الاجابات : ألمانيا ، البرازيل ، المكسيك ، فرنسا ، بلجيكا ، كرواتيا، الاورغواي ، بل هناك من يذهب بعيدًا ويُرشّح أيسلندا، وكلها منتخبات أوروبيّة أو أمريكيّة ، وأروح اتساءل ويتساءل معي البعض :
لماذا أوروبيّة وأمريكيّة ؟!!
ماذا مع الآسيويّة والأفريقيّة ؟!
بل بالاحرى ماذا – ومن باب الغيْرة القوميّة – ماذا مع الدول العربيّة ، فمصر يقطنها مائة مليون من البشر ونيّف، في حين يسكن أيسلندا 340 ألفًا وهم عبارة عن حيٍّ صغير جدًّا في قاهرة المعزّ، وكذا الامر مع الاورغواي وكرواتيا حيث لا يتعدّى العدد من الملايين اصابع اليد الواحدة.
نعم لماذا هم ولسنا نحن ؟
فيأتيك الجواب سريعًا : انه الشّعور بالنقص امام الاوروبيين ، فأوروبا مزروعة طولًا وعرضًا بالمراكز الرياضية والنوادي ، وأقول مزروعة واقصد ما أقول ففي سانت بطرسبورغ مئات النوادي والمراكز وكذا في ميونيخ وامستردام، في حين أن شرقنا يكاد يخلو منها.
قد أفهم واتفهّم نوعًا ما تفوّق الاوروبيين فالمجال مفتوح امامهم والامكانيات متوفّرة _ رغم ان الامكانيات متوفّرة ايضًا في اليابان وكوريا الجنوبيّة الآسيويتين، ولكن لا أفهم تفوّق الامريكتين وخاصة البرازيل والتي حازت على كأس العالم خمس ومرات وتتوعّد بالسادسة والارجنتين مرتين والارغواي مرّة واحدة، فكلّها دول فقيرة الموارد وفقيرة بالمراكز والنوادي الرياضيّة ، بل يصول ويجول فيها العنف والمُخدِّرات ، ورغم ذلك تُنافس المنتخبات الاوروبيّة وتبزّها في كثير من الاحيان.
وهناك سؤال يحيّرني فعلًا : ترى هل سيحوز مرّة فريق آسيوي أو أفريقيّ بكأس العالم بكرة القدم ؟
فيأتي جوابي سريعًا : القلب يقول ” يا ريت” أما العقل فيقول : مستحيل، وأروح استدرك – أنا المُتفائل – فأقول : ” الربّ كريم من يدري ولكن ليس في هذه الدورة.
نعم غريب امرنا فها منتخباتنا العربية المشاركة تتهيّأ للطيران والعودة بسلام الى الاوطان وسيرون المباريات عبر الشاشات مثلنا.
هل يكفي ان نشترك؟
وهل الاشتراك هو بيت القصيد؟
كان ذلك في الماضي ، ولكن اليوم طموحنا أكبر بكثير ، فمن حقّنا ان نطمح بأن يكون الكأس مرّة عربيًّا !!!
أتراني أحلم وفي الظهيرة …؟. … لستُ أدري.