طلال عبدالله الخوري 14\1\2013
لقد بينا في مقالنا الاول:” عائلة الأسد التي لا تخجل” بأن الشعب السوري لا يساوي قشرة بصلة بحسابات عائلة الاسد لمصالحها السياسية, ومهما انشق من الشعب السوري من كبار الموظفين والقادة والضباط في الدولة, فهذا لا يهز شعرة برأس عائلة الاسد, وهي تستطيع ان تستبدل اي موظف مهما علا مركزه وشأنه وكأنها تستبدل بواب بعمارة, لأنه بالواقع لا احد من أبناء الشعب السوري مهما كان مركزه له اي وزن او يشارك بصنع اي قرار داخل سوريا, وأنما دور الشعب ينحصر في تنفيذ الأوامر التي تصب في مصالح العائلة الأسدية, والقرارات كلها محصورة بعائلة الاسد, وهي على استعداد الى ان تجلب موظفين ومستشارين من ايران, ولم نبالغ عندما قلنا أنه حتى ولو استقال كل الشعب السوري وترك سورية فيستطيعون الاستعاضة عنه بإستيراد شعب من ايران, ولن يغيروا شيئا بحكمهم؟
دأبت عائلة الأسد على تخويف الاقليات من الثورة السورية بإدعائها أن القادمين لحكم سوريا والبديل لعائلتهم هم الخيار الأسوء من الاسلاميين المتتطرفين, وقامت بتسويق نفسها في الغرب على انها حامية للأقليات, وقد قمنا بكتابة مقال ندحض فيه هذا الادعاء بعنوان:” فرع الاسد للاخوان المسلمين اكثر من استغل الاقليات ” أثبتنا فيه أن عائلة الاسد بالواقع اكثر من استغل الأقليات واحتمت بها بدلا من ان تحميها.
أن سبب كتابتنا لهذا المقال هو تصرف عائلة الأسد الاخير بعملية تبادل الاسرى الإيرانيين مع المعتقلين المعارضين الوطنيين السوريين والتي تثبت وتفضح عدم احترام عائلة الأسد للشعب السوري بشكل عام وللاقليات بشكل خاص, وأن ما يهمها هو مصالحها الضيقة فقط لا غير ولو كانت على حساب الوطن والاقليات و الاكثرية.
لقد فاوضت عائلة الاسد الجيش الحر عبر وساطات تركية وقطرية لإطلاق 48 إيرانيا كانوا بقبضة الثوار مقابل معارضين وطنيين موجودين في سجون عائلة الاسد عديمة الخجل، وبكل وقاحة أعطى النظام الأولوية لإطلاق الإيرانيين دون التطرق إلى إطلاق أعداد كبيرة من (الشبيحة) و(الجنود النظاميين) المأسورين لدى الجيش الحر, واللذين دافعوا عن النظام, والكثير منهم ضحى بدمائه من اجل هذه العائلة الجاحدة.
يدعي النظام علنياُ بانه يرفض التحاور مع (جماعات إرهابية) بحسب ما يقول, ولكن الصفقة الأخيرة أثبتت للسوريين الموالين للنظام والداعمين له وهم الذين عبروا بمرارة شديدة عن غضبهم وحزنهم وإحباطهم واستيائهم من الإفراج عن الأسرى الإيرانيين بينما أولادهم وإخوانهم وبعضهم من أخلص الرجال الضباط في الجيش النظامي لا يزالون في قبضة الجيش الحر.
أن مجموعة الاسرى الإيرانيين هي في واقع الأمر مجموعة من الحرس الجمهوري الإيراني ومن فرقة مدربة على العمليات الخاصة، وأتت إلى سوريا لمساعدة النظام في عملياته الأمنية المختلفة لقمع الثورة والقضاء عليها, اما ادعاءات ايران ونظام الاسد الاعلامية الهزيلة والمضحكة بأن هذه المجموعة أتت إلى سوريا (للحج), فهي لا تنطلي على طفل صغير.
طبعا, مارس الولي الفقيه ضغوطا هائلة على عائلة الأسد للدخول في مباحثات فورية مع الجيش الحر لإطلاق سراح مواطنيها, ولكن عائلة الاسد التي لا تستح رفضت إطلاق سراح 3 شخصيات محورية ورمزية ضمن الالفين سجين معارض وهم: طل الملوحي وحسين هرموش وشبلي العيسمي, والى الآن لا نعرف لماذا يتمسك النظام بسجن شابة كل سلاحها هو القلم والانترنت, وان دل هذا على شئ فيدل على ان النظام تافه وضعيف وان ليس لديه مبادئ وانه مستعد لان يتراجع عن قراراته عندما يتم الضغط عليه من الولي الفقيه.
ونحن نتسآل لماذا نظام (حامي الاقليات بين قوسين طبعاُ) لم يعطي الاولوية لتحرير الضباط السوريين من الاقليات؟
او من اللبنانيين السبعة المعتقلين في حلب لدى الجيش الحر والتابعين لحزب الله؟
او من أرتال الشبيحة السوريين.
طبعاُ الجواب الوحيد لهذه الاسئلة بأن عائلة الاسد لا تخجل وانها سلمت البلد الى الولي الفقيه وهذه قمة الخيانة الوطنية.
هوامش: