طلال عبدالله الخوري 6\1\2013
لقد قمنا بالسابق بكتابة مقال بعنوان: ” كيف حكمت عائلة الاسد سوريا” بينا فيه كيف عاملت عائلة الاسد الشعب السوري كما تعامل قطيع من الغنم, وقد قلنا في مقال سابق بعنوان:” الإنتخابات السورية في صور” بأن المناصب الحكومية تحت حكم عائلة الاسد هي عبارة عن مناصب صورية وهمية ليس لها اي صلاحية, من رئيس الحكومة والوزراء واعضاء مجلس الشعب الى أعضاء قيادة الحزب, وكل هذه المناصب مجتمعين واصحابها مع كل ضباط الجيش القادة, صلاحياتهم ودورهم في قيادة البلد اقل بكثير من صلاحيات ودور رئيس فرع امني واحد.
في هذه المقالة سنبين لماذا عائلة الاسد بدون خجل, و سنثبت من جهة اخرى ما توصلنا له في مقالتنا السابقة بأن لاصلاحية لاي مسؤول تحت حكم عائلة الاسد, وأن المسؤلين السوريين هم عبارة عن رجل كرسي في مكاتبهم لا يحلون ولا يربطون, كما يقول المثل الشعبي السوري, وأن سوريا تم حكمها بواسطة فروع الامن, وان عائلة الاسد هي الحاكم المستبد الاوحد لسوريا ولا يشاركهم بالحكم اي مسؤول بسوريا, وسنثبت بأنه اذا استقال جميع المسؤولين والضباط فلن يتأثر حكم عائلة الاسد التي لا تخجل بأي شئ, وعند اللزوم يجلبون جنود وضباط و مستشارين ومسؤولين من ايران, ولا يهمهم من ينشق او يستقيل من الشعب السوري؟
في الدول المتحضرة, اذا تم موت مواطن واحد ولو بسبب خطأ ما, فأن مثل هذه الحادثة تكون سبباُ كافيا لاسقاط الحكومة, اما في حال حكم عائلة الاسد التي لا تخجل, فأن موت اكثر من مئة الف مواطن سوري, تحت وابل براميل الديناميت والقنابل العنقودية والفراغية المحرمة دولياُ, وصواريخ سكود الروسية وصواريخ الفجر الايرانية, كل هذا ليس سبباُ كافيا, حتى بان يفكر المجرم بشار الاسد بالتنحي او حتى بأجراء انتخابات دمقراطية حرة؟
ان هروب مواطن واحد بسبب عدم توفر الأمان له ولجوئة لبلد اخر, لهو سبب كاف لكي يستقيل اي رئيس لبلد متحضر, ولكن تحت حكم عائلة الاسد التي لا تخجل فان تشريد ملايين السوريين ولجوئهم الى دول الجوار وكل بقاع الارض, لا يحرك شعرة برأس المجرم بشار الاسد.
في الدول المتحضرة, اذا ارتفع معدل البطالة اجزاءاُ بالمئة هذا يكون اكثر من سبب لاسقاط الحكومة على اسس سوء الاحوال الاقتصادية, اما في حالة حكم عائلة الاسد التي لا تخجل فإن شل الاقتصاد السوري كلياً وتدمير ملايين الابنية, وارتفاع نسبة البطالة الى اضغاف مضاعفة, فان هذا كله ليس سبب كاف حتى لأن يفكر المجرم بشار الاسد بالاستقالة.
لقد انشق عن الحكومة السورية رئيسها المعين رياض حجاب, و قام معاون وزير النفط والثروة المعدنية السوري عبدو حسام الدين بإعلان انضمامه إلى صفوف المعارضة منددا بـ«وحشية» النظام، ليصبح بذلك أعلى مسؤول ينشق عن نظام المجرم بشار الأسد بعد سنة من بدء الحركة الاحتجاجية, وهذا اكثر من سبب لأن يستقيل المجرم بشار الاسد لو كان لدينا بسوريا حكم محترم, ولكن تحت حكم عائلة الاسد التي لا تخجل, فأن رئيس الحكومة والوزراء عبارة عن رجل كرسي ليس لهم اي صلاحية, واثرهم على حكم عائلة الاسد كما لو أن بواب (فراش) ترك عمله وهناك الكثيرون يملأون مراكزهم.
لقد تم انشقاق رئيس فرع المعلومات بالأمن السياسي في دمشق العقيد يعرب محمد الشرع، وهو ابن عم نائب ديكتاتور سوريا فاروق الشرع ، مع شقيقه الملازم أول كنان محمد الشرع من الفرع نفسه ولجوؤهما إلى الأردن. كما انشق العقيد ياسر الحاج علي من الفرع نفسه وانتقل أيضا إلى الأردن, كذلك لجأ اللواء محمد أحمد فارس الطيار في سلاح الجو الذي أصبح أول رائد فضاء سوري، إلى تركيا بعد إعلان انشقاقه, وكذلك فعل العميد مناف طلاس صديق الديكتاتور بشار الأسد وأنشق عن النظام ليكون أهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات، وهو نجل وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس, الذي كان صديقا منذ أمد طويل للطاغية الراحل حافظ الأسد والدالطاغية الحالي, وهذه كلها أسباب كافية لان يستقيل المجرم بشار الاسد, ولكن تحت حكم عائلة الاسد التي لا تخجل فأن كل هؤلاء عبارة عن مراكز صورية و لا فرق بينهم وبين البواب بشئ؟.
لقد انشق السفير السوري في بغداد نواف الشيخ فارس وكان أول دبلوماسي يعلن انشقاقه, ثم انشق السفير السوري لدى الإمارات عبد اللطيف الدباغ، وزوجته القائمة بأعمال السفارة السورية في قبرص لمياء الحريري، ثم لحق بهما الملحق الأمني في السفارة السورية لدى سلطنة عمان محمد تحسين الفقير, ثم استقال القائم بالأعمال السوري في لندن خالد الأيوبي، تبعه غداة ذلك قنصل سوريا لدى أرمينيا محمد حسام حافظ, وكل من هذه الأنشقاقات لهو سبب أكثر من كاف لكي يستقيل الرئيس في البلدان المتحضرة, ولكن تحت حكم عائلة الاسد التي لا تخجل فان كل هؤلاء هم عبارة عن بوابين ليس لهم اي صلاحية وليس لهم اي اثر على حكم عائلة الاسد التي لا تخجل.
لقد قام أربعة نواب برلمانيين باعلان استقالتهم احتجاجا على قمع المعارضة، فقد أعلن نائبان مستقلان في أبريل (نيسان) 2011 استقالتهما، تبعهما في يناير (كانون الثاني) 2012 النائب عماد غليون العضو في لجنة الموازنة بمجلس الشعب والذي لجأ إلى مصر. وفي 26 يوليو أعلنت النائبة عن مدينة حلب إخلاص بدوي انشقاقها ولجأت مع أولادها الستة إلى تركيا. وكان ذلك أول انشقاق داخل مجلس الشعب (البرلمان) الجديد المنبثق عن الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو (أيار), وكل من هذه الانشقاقات هي اكثر من سبب كافي لان يستقيل رئيس الدولة ولكن تحت حكم عائلة الاسد التي لا تخجل فكل هؤلا عبارة عن جزء من القطيع الذي يحكموه لا اكثر ولا اقل.
لقد انشق العقيد رياض الأسعد عن الجيش السوري النظامي ولجأ إلى تركيا، وفي 30 يوليو 2011 قام بتأسيس «الجيش السوري الحر» ليبدأ معارضة مسلحة ضد النظام. ومنذ ذلك الحين لجأ 31 من كبار الضباط السوريين المنشقين إلى الأراضي التركية. وفي الأشهر الأخيرة عبر مئات العسكريين السوريين بشكل شبه يومي الحدود مع تركيا للالتحاق بالجيش السوري الحر، غالبا بصحبة جنود صف, ولقد فر قائد طائرة حربية سورية في 22 يونيو، هو العقيد طيار حسن مرعي الحمادة الذي لجأ بطائرته «الميغ» إلى الأردن, وكل هذه لهي اسباب كافية لان تنهار اي حكومة في الدول المتحضرة, أما تحت حكم عائلة الاسد التي لا تخجل فلن يغير شئ بسلوكها, فالشعب هو عبارة عن قطيع والضباط والجنود والوزوراء عبارة عن أجراء لا قيمة ولا وزن لهم , وعند الحاجة يتم جلب ضباط وعسكريين ومستشارين وحتى شعب من ايران ويستبدلون بهم الشعب السوري والذي لا قيمة له تحت حكم عائلة الأسد التي لا تخجل.
هوامش:
أنت إنسان كذاب يا سيد طلال و ببتلاعب بأمور ظاهرها سئ و أما من المخصيين لدى النظام السوري أمثالك نراهم اليوم على الشاشات و نوثق كيف يبيعون أوطانهم و يزيفون الحقائق و يلعقون الشواليخ الخليجية فياليتهم بقوا على لعق أحذية أبناء أوطانهم و مهما فعلت و شوهت الماضي و الحاضر و المستقبل لن تمروا من سوريا مع أسيادكم و الأمور واضحة لن يمر المتأسلمون من سوريا و لاحكم لهم