طيحان الحظ شلونه..اصفر احمر؟

ما ان رآني ابو الطيب امس حتى صاح، وهو يقف على عتبة باب البيت لأستقبالي، باعلى صوته:joha
انهم ساقطون.. ليس هناك اكثر من هذا السقوط..ليست الدعارة في بيع الجسد فقط ،انها دودة مبطنة تغزو الاخلاق والقيم وتجعل العين تغمض عما هو جميل في هذا العالم.
مسكته من كتفه:
رويدك يا ابا الطيب ماذا عنّ لك حتى تصرخ هكذا.
يبدو انه هدأ قليلا حين همس :استغفر الله العظيم.. انهم يقودون البشر الى الكفر بكل القيم.زسيرك مجلس البرطمان الذي يلعب كرة سلة بالميزانية..سيرك المنطقة الخضراء لصاحبه قاسم عطا الذي ظهر امس من بين الانقاض ليقول امس: ان عراقنا من افضل الدول في منطقة الخليج(لم يقل لاعربي ولا فارسي).. سيرك المرتشين الذين لوثوا حتى الشرفاء حين يمدون ايديهم اضطرارا لتقديم الدولار الى موظف الخدمة العامة..سيرك …
اخذ نفسا عميقا وهو يقودني الى صالة البيت وقال بعد ان رمى بجسده على الاريكة الحمراء:
ذهبت قبل يومين الى بلد من بلاد الكفار لأحضر مؤتمرا عن العراق وما يجري فيه من “بلاوي”.
الحمد لله لم يحضر اي مثقف عراقي من اصحاب اليسار الاعرج والا لأنقلبت القاعة الى ساحة لطم على مافات.
المهم استغليت فترة راحة مابعد الظهيرة فيممت وجهي نحو البحر وجلست هناك وحيدا كعادتي، اخترت كرسيا شاغرا ورحت اتأمل الامواج الهادئة وقرص الشمس الذي يشرق على هؤلاء الكفار بدون تصريح ولا “منّة” الظهور على القنوات الفضائية.
التفت الى الوراء فجأة لاجد “ستيكر” ذهبي اللون ملصق بوسط الكرسي ،قرأت فيه وياليتني لم اقرأ:
“في ذكراكم مع الحب، الى فوزية طه الراوي وأبنها هيثم جميل سعيد ابراهيم.
صعقت لأني مازلت”شروكي” عن أب وجد ولا افهم المكتوب هنا على وجه السرعة.
سألت احد المارة فقال لي، ان عائلة الراوي التي تعيش هنا قد اهتدت هذا الكرسي للعامة بعد ان اشترته من الجهات المعنية(والشراء هو مبلغ للتبرع من اجل دعم بحوث المراكز الطبية والانسانية).
ولكم اصرخ للمرة الالف ام اعلن جنوني امام كل هؤلاء الكفار واقول لهم تعالوا الى شارع الرشيد لتجدوا الرصافي محاطا بسلال الزبالة .. الزبالة التي يراها كل يوم ويمرون عليها كل يوم من يدعون الثقافة والوعي ،يمرون وكأنهم يرون تمثالا لكائن جاء من كوكب آخر واستحلى العيش في هذه الزبالة.
الا تف على كل مثقف يمر من هناك ولا يرفع “باكة” زبالة من تحت قدمي الرصافي الجبروت.
لتبقى في الذاكرة ايها الرصافي العظيم وبعض تلاميذك صاروا”نغولة”.
ولتعش في الذاكرة فوزية الراوي وابنها هيثم.
فاصل طويل شويه سامحونا:
ماحكاية المخدرات في العراق الان؟
سينبري جهابذة المنطقة الخضراء ليقولوا:انها اجندة خارجية تهدف الى اسقاط العملية السياسية وتخريب عقول الشباب بتمويل خليجي (او من دول الجوار)..
اسطوانة مخرومة سمعناها اكثر من مليون مرة.
سينبري ايضا ناس من دولة القانون والفضيلة وعصائب الحق ومنظمة بدر وكتلة الاحرار ليقولوا :سنضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه التلاعب بعقول ابنائنا المغاوير.
وهي كذلك اسطوانة مشروخة يوظفها هؤلاء للظهور بالقنوات الفضائية ب”قاط وباينباق وملحق سكسوكة”.
في ستينات وسبعينات القرن الماضي كان وزير الداخلية العراقي يدخل الى قاعة اجتماعات وزراء الداخلية العرب السنوية متبخترا رافعا رأسه الى السماء،وله الحق في ذلك، فالعراق البلد العربي الوحيد الخالي من المخدرات في ذلك الحين.
لم يعد العراقي يتابع حوادث قتل الشباب بسبب المخدرات لكثرتها، وكان آخرها قبل يومين حين قتل شاب في منطقة الحولي الشمالي بالنجف وسلبوا سيارته.
وامس فقط اثيرت ضجة كبيرة في النجف ايضا بعد جريمة قتل استعملت فيها السكاكين لتذهب عائلة بالكامل (في حي الشرطة) ضحية بسبب المخدرات.
الخبر لم ينشر في وسائل الاعلام خوفا من الفضيحة.(العائلة مكونة من بنت 17 سنة ، ولد 13 سنة وامهم) .
بعض المراقبين يقولون ان ألاسباب ترجع كلها الى بعض المراجع الدينية الذين يدعون أتباعهم من كل المحافظات للسكن بالنجف كي يؤمنوا قاعدة جماهيرية وحماية ذاتية.
شفتو شلون المقايضة؟.
لم تسلم المحافظات الاخرى من “داعش المخدرات” وارهاب السلطة وبطالة الخريجين الذين مازالوا يأخذون مصروفهم اليومي من الوالدة حفظها الله.
وللحديث بقية.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.