يا طفلة الملاجيء لا تغضبي
أو تعتبي
فالقوم نائمون
لا نفع في التعجبِ
لا خير في رؤوس العربِ
فجميعنا- حتى النخاع – مهجرون
نحارب الأمراض والتشرد والطاعون
وهم … لا تسألي
نثروا الرماد في العيون
لا يروا في أشكالنا
إلا أشباح إنسان
لا نحن نؤمن بهم ولا هم يؤمنون
بدمائنا يسكرون تارة
وتارة يعربدون،
بأرواحنا
بأجسادنا
في جوعنا
في كل ما يخصنا
لا مبدء يمنعهم
ولا قانون
هل يذكر التاريخ ياطفلتي
بأنك مثلهم إنسان
هل يذكر التاريخ ان
الناس في وطني
ماتت بلا أكفان
هل يذكر التاريخ
بأننا لا نملك وطنا
لا نملك عنوان
ماقيمة الإنسان
يا صغيرتي بلا وطن
ودونما عنوان
يا طفلة الملاجيء يا صغيرتي لا تغضبي
فإن من تسألينهم
لا يعرف الضمير والوجدان
لا تصرخي لا تغضبي
فإنك إن سألتهم
قالوا لك : تمهلي
وصلي على النبي
معلقين بتنا بين الأرض والسماء
قُلعنا من ديارنا
حفاة بلا حذاء
وأستوردوا لحكمنا
أحفاد الخلفاء
مرة أبا بكرٍ
ومرة أبا براء
لا ماء نشربه
سرقوا حتى الهواء
نموت من الصقيع
إن حلّ الشتاء
وبعدنا نهلل
نمجد الملوك الأولياء
ونطلب إلى الله
أن يبعد عن حكامنا البلاء
يا طفلة الملاجيء لا تصرخي
فجميعنا على حدٍ سواء
وجميعنا غرباء
غصت دروب الموت ياطفلتي
والنَّاس كأنهم نائمين
وجميعنا يجمعنا الشوق و الحنين
لوطن لا يعرف الحزن
لا يعرف الأنين
ولرغيف خبز لم يعجن
من أجسادنا
بل عجن من طحين