يُحكى؛ في زمن العهد الملكي والاقطاع الجائر المتسلط على رقاب أغلب الفلاحيين البسطاء؛ بأن أمور أغلب الفلاحين وصلت إلى حالة لا تُطاق, فطلب أحدهم إجوره من الاقطاعي صاحب الارض,
فأخذ الاقطاعي الجشع يماطله؛ ووصلت به أن يَحتقر هذا الفلاح البسيط وينعته بأبشع الاوصاف والالفاظ وحتى يضربه, والمسكين يقول له أريد أن أطعم عائلتي؛ ليس عندي أي شئ لأطعمهم وعندي صَبي يحتاج الى العلاج … سنموت جوعاً!
ولكن الاقطاعي لم يعر له أي اهتمام، فنصحه بعض الفلاحين بالذهاب الى المضيف ويعرض قضيته، فدخل المسكين للمضيف وبه جمع من الاقطاعيين وكبار الشيوخ وكان الجشع جالساً معهم أيضا… وحين شعر بأنه لا فائدة من حضوره لهذا المحفل وطرح قضيته لهؤلاء؛ قال لهم:- هل يوجد بينكم طاهر إبن نجيبة؟!
فقالوا له باستغراب وبتهكم:- ليس بيننا أحد بهذا الاسم!
فخرج مهموماً عائداً الى بيته، ولكن الموجودين في المضيف أخذوا يفكرون … من هذا الطاهر إبن نجيبة الذي يسأل عنه الفلاح؟
فأنبرى لهم القهوجي وقال لهم:- يا جماعة هذا لم يسأل عن أحد إسمه طاهر إبن نجيبة، إنكم قد شَتمتم أنفسكم بأنفسكم؛ حين قلتم له:- لا يوجد أحد طاهر إبن نجيبة بيننا!
ورباط سالفتنا (قصتنا) هذه بالواقع المؤلم والمرير لما وصلت اليه أحوال العراق، فأغلب العراقيين يُنادون ويستغيثون ويحتجون ويعترضون ويقترحون، ولكن أي شئ مُفيد أو نافع لم يتحقق لهم؛ ولم تتحسن ظروف البلد الأمنية أو الإقتصادية ولا حتى الكهربائية (مصطلح جديد)، بل الحالة اصبحت كارثية والسبب عدم وجود طاهر إبن نجيبة لا في الحكومة ولا في البرلمان ولا في مجالس المحافظات!
ويظهر ان طاهر معتكف حتى إشعار آخر….لحين منحه الثقة من العراقيين (الشرفاء) وليس السياسيين الفاسدين.