أثناء خروج رئيس حزب الكتائب بيير جميّل في متل هاليوم من صباح ١٣ نيسان ١٩٧٥ من احد كنائس بيروت، اعترض موكبو مجموعة من المسلحين و حاولو اغتيالو.. و في عصر نفس اليوم اشتبك مسلحين مسيحيين تابعين للحزب نفسو كردة فعل على محاولة اغتيال زعيمهون مع مجموعة من المسلحين الفلسطينين في منطقة عين الرمانة، و كانت الشرارة الاولى للحرب اللبنانية الأهلية و اللي استمرت ١٧ سنة اقتتال الى ان تمّ الاتفاق في مدينة الطائف السعودية و تم تعهيد الوطن لبنان للمحتل الاسدي السوري..
تسع و تلاتين سنة على حادثة بوسطة عين الرمانة، و ٢٣ سنة على احتلال جيش الاسد شوارع و احياء بيروت، و سيطرتو بشكل مطلق على كل مفاصل الحياة السياسية و الاقتصادية..
بدأت بهالقراءة التاريخية للأحداث لاسقاطها على الواقع السوري اللي عم نعيشو اليوم..
هناك من يريد ان يصف ما يجري في سوريا بأنّو حرب أهلية بين فرق طائفية مسلّحة الها عم تتنازع تاريخياً لفرض عقيدتها على ارض الشام..
و هالاتهام غير مبني على أساس معرفي، هوّة فقط محاولة لتهرّب المجتمع الدولي من ممارسة دورو بحجّة انو اتركوهون يقتلو بعض، أهلية بمحلية ،نحنا ما النا دخل..
أطفال درعا كتبوا على الحيطان ” جاييك الدور يا دكتور ” ، ما كتبوا “بالذبح جيناكم”..
شباب بانياس هتفوا ” الشعب و الجيش أيد وحدة ” ، ما قالو ” العلوي عالتابوت و المسيحي عبيروت”
اهالي اللادقية صرخوا ” واح واح واح ، الشعب السوري واح” ما كان شعارهون ” سنعيدكم خدم لأسيادكم”..
هيّة حرب طائفية بيجوز، ولكن طائفية من جهة وحدة.. طرف يمتلك القوة النارية الكاسحة و اللي عم يستخدمها في وجه مدن و قرى السنّة اللي مارسوا ضبط النفس لتاريخ اليوم بعدم الهجوم المنهجي المعاكس على اي قرية علوية و ابادتها عن بكرة ابو اللي نفضها..
ما كانت و لا بيوم من الايام حرب أهلية يا عباقرة هارفرد و يا جهابذة أوكسفورد.. ما طلع شباب سوريا عالشوارع لإلغاء الاخر بل طالبو بالحرية للآخر قبل نفسهون..
هيّة ثورة شعب تحوّلت قصراً الى الكفاح المسلّح، و انتقلت في مراحلها الحالية و الاخيرة الى حرب لتحرير وطن ، كل الوطن من محتل إيراني حامل بارودة إسرائيلية و ملقّنها بفشك علوي..