ثمة حوادث تضامن من أجانب أوربيين مع الشعب الفسطيني وصلت إلى حد الموت دفاعا عن الشعب الفلسطيني
، فهزوا ضمائرنا كأيقونات مقدسة حيث (الموت افتداء للآخر ) كفلسطينيين وعرب ومسلمين، لكن الغريب في الأمر أن يتم التعامل مع الصبية الشابة الضمير الوطني اليقظ ( فدوي ىسليمان ) السورية كمئات الآلاف من الشباب السوريينالشهداء، وهم دون عمرها ومنهم أصغر بكثير على الأرصفة والشوارع، وذبح طفال في البيوت وفي أحضان أمهاتهم أو أرحامهن عبر بقر البطون بالحراب ،و ليس على سرير المرض كفقيدتنا الراحلة، بل كقرابين على مذابح المخابرات الوثنية الهمجية الأسدية …!!!
سعدت بهذه الروح الوطنية لشعبنا الوطني الذي عاش كل هذاالجحيم الطائفي الأسدسي، أنه لا يزال مصرا إلى اليوم على شعار (واحد …واحد …الشعب السوري واحد ) رغم انتماء فدوى إلى طائفة الأسد مع سبعة معارضين علويين في سوريا وفق بعض التقديرات….
نقصوا اليوم الراحلة ( فدوى ) في ذات الفترة التي يعلن فيها النظام الأسدي الطائفي قتل ( باسل الصفدي ) وهو مناضل سوري فلسطيني سلميا كفدوى، لكنه عالم (كوني) من مئة شخصية في العالم، فكان يفترض وفق العقائد الأسدية (الحيوانية حسب تعبير الرئيس الأمريكي) أن يعدم باسل برميهبصاروخ على الطريقة الكورية الشمالية، سيما أن سبق للنظام الأسدي أن قتل بصاروخ لفنان كوميدي من أطيب خلق الله (ياسين بقوش)، بل قتل بزنازينه أهم ممثل سوري ( خالد تاجا ) والمع مخرج سوري ( عمر أميرلاي) ، وحتى الآن تتم عملية انكارهم لهذه الجرائم بعد أن احتزوا حنجرة القاشوش وقدموها هدية لوحشهم ( بشار الجزار الحمار (الحيوان) حسب وصف الرئيس الأمريكي …
لكني كنت أسفا أن (باسل ) رغم فلسطينيته السورية، كان على المجتمع السوري أن يحتفي بباسل كونه قربانا بشريا (كأيقونة ) بوصفه سوريا لاجئا، وليس سوريا كفدوى التي وجدت الأحزاب الاسلامية واليسارية والكثيرين من المشوبين بالطائفية توددا مضمرا لبيت الأسد، لكونهم من جماعة علمانية السطح السياسوي وليس المعرفي (الابستمي) … ولهذافقد تحدثت كل الأحزاب وممثليها عن ( فدوى )بطريقة بروتوكلية أجنبية، تظهر وكأنه من غير المتوقع من (فدوى) أن تكون مع شعبها السوري بل مع نظامهاالطائفي الذي نجح حتى الآن على تطويع معظم مثقفيه لبرنامجه الطائفي القذر…
.
لقد نقص أخوتنا المعارضون العلويون السبعة واحدا وفق بعض المتابعين، وكان رئيس مؤتمرهم ( مؤتمر العلويين) في القاهرة ، قد وصفني ونبيل المالح أننا (وسخات) على صفخته على الفيسبوك، وأيده ممثل معارضة أقلوي الذي يدعي أنه ممثل
( الدروز) بعد أن حضر مؤتمر العلويين كممثل للدروز في القاهرة …!!!
ومأخذ المعارضة العلوية على المعارضة الوطنية السورية أنها استعجلت في إعلان الثورة بسبب قلة خبرتها بالسياسة بعد أن تعلمها العلويون في أكاديمية الأسد والجيش والمخابرات، حيث هم كانوا يطبخون طائفيا على نار هادئة ضد بيت الأسد على حد تعبير بعض معارضيهم، لصالح عائلة علوية أخرى أقل سفالة وسفاهة و نذالة، بعد أن خرج المجتمع الأكثري من التاريخ بسبب رجعيته وارهابه وبدأ بالتآمر دوليا ضد المقاومة وضد الصمود والتصدي الأسدي الحزب اللاتي الإيراني ، سيما أنهم أختاروا من هذه الأكثرية ( كثيرا من الحمير الحوارنة وفق مباديء ومعايير مدرسة ( بشار الحمار)، وعلى هذا يفسرون ثورة أطفال درعا بأنها كانت ضد حمير حوران وليس حمير ( بشار) …
عندما وجدت كل هذه التظاهرات مع الراحلة فدوى لاثبات وطنية الأحزاب التقليدية يمينا ويسارا (وعدم طائفية هذه الأحزاب أو الأشخاص من ممثليهم) وذلك لأخذ وثيقة حسن سلوك من النظام الطائفي المجرم، تذكرت واقعة تعود لثلاثة عقود ونصف، عندما زارنا الكاتب الفلسطيني الكبير (أميل حبيبي) في باريس وكنا طلابا في الدراسات العليا،فقد حدثنا عن معاناتهم مع المعارضة اليهودية التي تريد أن تدفعهم دائما ثمن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ( منة واستعلاء) حيث كان بعض الصحفيين اليهود الإسرائيليين يرسلون لهم أي مقال أو أي كلام، وكان على المعارضة الفلسطينية أن تنشره بدون نقاش لكي تحافظ على كسب وده …فكانو يعيدون صياغات بعض المقالات المكتوبة بالعربية لتصحيحها وتقويمها، بل ويترجمون لهم بعض مقالاتهم العبرية إلى العربية لكي تنشر باللغة العربية في الصحف والإعلام الفلسطيني ..
هكذا تعامل الخطاب الوطني السوري المعارض باحتفائية واحتفالية خاصة مع رحيل الفنانة فدوى كنتيجة للأخدود الطائفي الذي حفرته الأسدية في القاع الروحي للمجتمع السوري، وكأن فدوى (متضامنة أجنبية، وليست (مواطنة ) سورية، و بعد أن جعل بيت الأسد من الطائفة العلوية غريبة عن نسيجها الوطني السوري كغربة اليهود بفلسطين، والجد الأسدي وقع على الوثيقة التي تطالب فرنسا ببقاء الاحتلال الفرنسي كالاحتلال الروسي والإيراني اليوم، حيث هذه الوثيقة كانت تعتبر العلويين أجانب في سوريا وليسوا مسلمين ، وهم أشبه باليهود في فلسطينن الذين سيذبحهم المسلمون …
الرحمة لروح الثائرة فدوي سليمان وكل شهداء الثورة