ايليا الطائي
تكلمت المصادر الإسلامية عن طائفة الحشاشين بابشع الاوصاف ، ولكن ان الرواية الإسلامية التي نراها هي الاصح تعطي لهم الحق بما فعلوه على الرغم من ان كل ما ذكر عنهم جاء من رواية منحولة متأخرة .
مؤسس هذه الطائفة هو حسن الصباح ، وزعيمهم يدعى شيخ الجبل ، وموطنهم في ايران بالقرب من بحر قزوين في قلعة الموت في اعالي الجبال ، وتسميتهم بالحشاشين ، ظهروا في القرن الحادي عشر الميلادي ، وانشقوا عن الدولة الفاطمية الاسماعيلية ، وصفت استراتيجتهم العسكرية بانها قائمة على الاغتيالات للخلفاء والامراء والقادة ، وقتلوا الكثير منهم من امثال الخليفة العباسي المسترشد بالله ، واول من اطلق عليهم هذه التسمية هو الخليفة الفاطمي الآمر باحكام الله في القرن الثاني عشر الميلادي في احدى رسائله ودون سبب واضح لتلك التسمية ، وكذلك عرفوا بالملاحدة والباطنية ، لم يستطع العباسيين ولا الفاطميين من القضاء عليهم ، ولم ينهاروا الا مع هجوم المغول عليهم عام 1256م بقيادة هولاكو الذي دمر قلاعهم ، اما اتباعهم في الشام فقد قضى عليهم المملوكي الظاهر بيبرس .
وتكلم عنهم الرحالة الايطالي ماركو بولو ووصف قلعتهم بانها كانت مليئة بالحدائق وجدول تفيض بالخمر واللبن والماء وبها كل المباهج الخلابة والجواري الحسان ، ويذكر ايضاً ان الاعضاء الجدد كان يتم اعطائهم مخدر الحشيش ثم يحملون الى تلك الحدائق بعد فقدانهم الوعي ، وبذلك يوهمهم شيخ الجبل بأنه ارسلهم الى الجنة ثم يطلب منهم تنفيذ الاغتيالات ، لكن يوجد الكثير من الشكوك في تلك الروايات ، فماركو بولو ولد قبل سنتين فقط من تدمير المغول لقلعة الموت اضافة الى ان الطبيعة الجبلية الثلجية لا تسمح بزراة تلك الحدائق .
ومن خلال ذلك نلاحظ ان اغلب ما كتب عنهم هو غير صحيح ، وجاء متماشياَ مع الزعامات السياسية التي كانت قائمة في تلك الفترة ، حيث ان الواضح عنهم هو انهم لم يكونوا يقبلوا بالاسلام الحالي في عهدهم ، ولذلك نرى ان الروايات تصفهم بشكل مبالغ به انهم فئة خطيرة واغلب منتسبيها هم فدائيون وقتلة ، وعلى ما يبدو ان طائفة الحشاشين جاءت كتكملة للقرامطة الاسماعيليين الذين كانوا يعرفون القصة الحقيقية للإسلام وقصة الكعبة الحالية التي اخترعت فيما بعد .
الصورة هي من مسلسل عن الحشاشين اقرا التفاصيل هنا: مسلسل عربي عن سيرة ‘الحشاشين’ الطائفة الأكثر إثارة للجدل