بقلم: احمد الحسني :: موقع الرابطة العراقية
يا شيعة العراق والعالم.. ضريح السيدة زينب في دمشق مزيف..!! – الامام الخوئي (قدس سره) يؤكد أنها مدفونة في المدينة المنورة..
يا شيعة العراق والعالم.. ضريح السيدة زينب في دمشق مزيف..!! – الامام الخوئي (قدس سره) يؤكد أنها مدفونة في المدينة المنورة..
أثارني موضوع تشكيل ميليشيات عراقية للدفاع عن المراقد في سوريا، وما يرافقها من جنازات تشييع في مدن الجنوب العراقي للقتلى من هذه الميليشيات، أثارني كل ذلك للتساؤل عن حقيقة تلك الأضرحة والمزارات. الموضوع ليس طائفيا ايها القراء الكرام إنما تحقيق تاريخي فحسب، ومن مصارد مرجعيات شيعية لها احترامها وتقديرها الكبيرين في الأوساط الشيعية العراقية.
جاء في (معجم رجال الحديث) لآية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره) ما يلي:
** تحقيق حول محل قبرها (سلام الله عليها):
[ يجب أن يكون قبرها في المدينة المنورة فإنه لم يثبت أنها بعد رجوعها للمدينة خرجت منها وان كان تاريخ وفاتها ومحل قبرها بالبقيع وكم من أهل البيت أمثالها من جهل محل قبره وتاريخ وفاته خصوصا النساء ]..
ويرد السيد الخوئي على من ادعى أنها قدمت بعد رجوعها الى المدينة المنورة مع زوجها عبد الله بن جعفر الطيار وسكنت معه في مزارع له خارج دمشق بسبب حدوث مجاعة في المدينة فماتت هناك.. فيقول:
[ وفي هذا الكلام من خبط العشواء مواضع .. أولا: أن زينب الكبرى لم يقل أحد من المؤرخين أنها تكنى بأم كلثوم، فقد ذكرها المسعودي والمفيد وابن طلحة وغيرهم ولم يقل أحد منهم أنها تكنى أم كلثوم بل كلهم سموها زينب الكبرى وجعلوها مقابل أم كلثوم الكبرى وما استظهرناه من أنها تكنى أم كلثوم ظهر لنا أخيرا فساده …
ثانيا: قوله قبرها في قرب زوجها عبد الله بن جعفر ليس بصواب ولم يقله أحد، فقبر عبد الله بن جعفر بالحجاز، ففي عمدة الطالب والاستيعاب وأسد الغابة والإصابة وغيرها انه مات بالمدينة ودفن بالبقيع، وزاد في عمدة الطالب القول بأنه مات بالأبواء ودفن بالأبواء، ولا يوجد قرب القبر المنسوب إليها براوية (موقع ضريح السيدة زينب الحالي) قبر ينسب لعبد الله بن جعفر…
ثالثا: مجيئها مع زوجها عبد الله بن جعفر إلى الشام سنة المجاعة لم نره في كلام أحد من المؤرخين مع مزيد التفتيش والتنقيب، وإن كان ذكر في كلام أحد من أهل الاعصار الأخيرة فهو حدس واستنباط، فان هؤلاء لما توهموا أن القبر الموجود في قرية راوية خارج دمشق منسوب إلى زينب الكبرى وإن ذلك أمر مفروع منه مع عدم ذكر أحد من المؤرخين لذلك استنبطوا لتصحيحه وجوها بالحدس والتخمين لا تستند إلى مستند..
ونظير هذا أن في مصر قبرا ومشهدا يقال له مشهد السيدة زينب وهي زينب بنت يحيى وتأتي ترجمتها والناس يتوهمون انه قبر السيدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين (ع) ولا سبب له إلا تبادر الذهن إلى الفرد الأكمل، وإذا كان بعض الناس اختلق سببا لمجئ زينب الكبرى إلى الشام ووفاتها فيها فماذا يختلقون لمجيئها إلى مصر؟ وما الذي أتى بها إليها ؟
رابعا: لم يذكر مؤرخ أن عبد الله بن جعفر كان له قرى ومزارع خارج الشام حتى يأتي إليها ويقوم بأمرها وإنما كان يفد على معاوية فيجيزه (أي يمنحه هدايا) فلا يطول أمر تلك الجوائز في يده حتى ينفقها بما عرف عنه من الجود المفرط، فمن أين جاءته هذه القرى والمزارع وفي أي كتاب ذكرت من كتب التواريخ ؟؟!!..
خامسا: إن كان عبد الله بن جعفر له قرى ومزارع خارج الشام كما صورته المخيلة فما الذي يدعوه للإتيان بزوجته زينب معه وهي التي أتي بها إلى الشام أسيرة… (بعد واقعة الطف) مع ابن أخيها زين العابدين وباقي أهل بيتها… فهل من المتصور أن ترغب في دخول الشام ورؤيتها مرة ثانية وقد جرى عليها بالشام ما جرى.. وان كان الداعي للإتيان بها معه هو المجاعة بالحجاز فكان يمكنه أن يحمل غلات مزارعه الموهومة إلى الحجاز أو يبيعها بالشام ويأتي بثمنها إلى الحجاز ما يقوتها به …!!
سادسا: لم يتحقق أن صاحبة القبر الذي في راوية تسمى زينب لو لم يتحقق عدمه فضلا عن أن تكون زينب الكبرى وإنما هي مشهورة بأم كلثوم كما مر في ترجمة زينب الصغرى لا الكبرى على أن زينب لا تكنى بأم كلثوم وهذه مشهورة بأم كلثوم..] – انتهى.
وأصر العالم والمؤرخ الشيعي المعروف (السيد محسن الأمين العاملي) على أن زينب الكبرى توفيت بالمدينة، وينبغي أن نذكر نص كل ما ذكرناه ليتضح الحال. قال السيد الأمين في (أعيان الشيعة 33 – 208): (فقد وهم كل من زعم أن القبر الذي في قرية راوية (خارج دمشق) منسوب إلى زينب الكبرى، وسبب هذا التوهم أن من سمع أن في راوية قبر انتسب إلى السيدة زينب سبق إلى ذهنه زينب الكبرى لتبادر الذهن إلى الفرد الأكمل، فلما لم يجد أثراً يدل على ذلك لجأ إلى استنباط العلل)… وقال أيضاً (يجب أن يكون محل قبرها في المدينة المنورة، فإنه لم يثبت أنها بعد رجوعها للمدينة خرجت منها وإن كان تاريخ وفاتها ومحل قبرها بالمدينة مجهولين ويجب أن يكون قبرها بالبقيع، وكم من أهل البيت أمثالها من جهل محل قبره وتاريخ وفاته خصوصاً النساء). – انتهى.
لكننا نقول أن من أصر على أن ضريح السيدة زينب موجود في دمشق، ومعظمهم من علماء الشيعة الفرس، إنما تعمدوا تلك الأكاذيب تنفيذا لسياسة خبيثة في (توزيع) المراقد وزرعها في العديد من البقاع والدول الاسلامية لتكون سببا في ادعاء إيران الفرس (حق) حمايتها والدفاع عنها مستقبلا، ورفع شعار المظلومية الأزلية لو أنها تعرضت للاهمال، ولتكون سببا لـ(حج) الشيعة المصدقين لأكاذيب المعممين الفرس الى تلك المناطق تحقيقا لسياسة الاختراق الشبيهة تماما بالصهيونية العالمية.
أليس غريبا أن لا أحد من معممي السواد ومرجعيات السوء يخبر شيعة العراق والعالم بموقف مراجع كبار من أكذوبة مرقد السيدة زينب في دمشق؟ وهل هي هذه الأكذوبة الوحيدة في عالم التشيع التي يتم ترويجها بين العوام المغفلين؟ ولكن إذا عرف السبب بطل العجب كما يقولون.. أنظروا الى الميليشيات الطائفية التي تنطلق من العراق ولبنان وغيرها لدعم نظام الأسد العلوي ضد ابناء شعبه بحجة الدفاع عن المراقد المزيفة..! لمثل هذا اليوم كان يخطط الدجالون من معممي بني فارس..!
إن من المؤسف أن أمتنا الاسلامية قد مرت بتاريخ مظلم انتشرت فيه البدع والخرافات والأساطير، وبنيت العديد من المراقد (الوهمية) والمزيفة والتي لاتمت الى آل البيت بصلة من قريب أو بعيد، بل وتم اختلاق شخصيات تاريخية ونسبتهم الى آل البيت وبناء المراقد باسمهم لجني الأموال وتحقيق الأغراض الخبيثة.
ولنا موعد قريب مع قصة ضريح السيدة سكينة الصغرى في دمشق.. وأيضا سيكون الاحتجاج من مصادر ومرجعيات الشيعة فقط..! وعندما ننتهي من هذه سنعود للعراق.. فاحبسوا انفاسكم لمزيد من المفاجآت..!