حسين عبد الحسين :الرأي الكويتية
جددت الولايات المتحدة استعدادتها «لاستخدام القوة العسكرية ضد أهداف تابعة لقوات بشار الأسد» على أثر الهجوم الكيماوي في الغوطة الشرقية، وعمد الرئيس باراك أوباما الى التلويح بالعمل العسكري عن طريق تسريب أنباء حول استعدادات إدارته لهذه الخطوة الى صحيفتي «نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال»، في وقت أدلى أوباما نفسه بحديث الى محطة «سي ان ان» قال فيه أن (الوقت يقترب من أجل رد اميركي حاسم ضد وحشية الحكومة السورية والقمع العسكري العنيف في مصر). وأضاف أوباما، أن (الإطار الزمني يضيق من اجل اتخاذ قرارات حاسمة في مصر وسورية)
في هذه الاثناء، اوردت صحيفة «نيويورك تايمز» ان كبار مسؤولي الادارة الاميركية عقدوا اجتماعا، اول من امس، دام ثلاث ساعات ونصف الساعة للبحث في الخيارات الاميركية المتاحة للرد على الأسد. وانفض الاجتماع من دون التوصل الى قرارات حاسمة، حسب الصحيفة، التي ذكرت أن الاجتماع أظهر عمق الانقسام بين اركان ادارة أوباما بين فريق يقول بضرورة توجيه ضربة لاهداف الاسد على وجه السرعة، وآخر يعتبر ان هكذا ضربة ستكون متسرعة.
وعلمت «الراي» ان فريق المؤيدين لتوجيه ضربة يضم وزير الخارجية جون كيري ومستشارة الامن القومي سوزان رايس، والسفيرة في الامم المتحدة سامنتا باور، وعضو مجلس الامن القومي انتوني بلينكن، فيما يتزعم فريق معارضي الضربة كل من وزير الدفاع تشاك هاغل ورئيس أركان الجيش الجنرال مارتن ديمبسي.
وتأتي لقاءات الادارة الاميركية المخصصة لسورية في وقت عقد اركان الادارة محادثات مع «الحلفاء والاصدقاء» على مدى اليومين الماضيين، خصوصا مع مسؤولين في فرنسا وتركيا وبريطانيا.
وأكدت مصادر في وزارة الخارجية لـ «الراي» ان «حلفاء اميركا ابدوا استعدادهم لتقديم الدعم السياسي والديبلوماسي واللوجستي الكامل لتوجيه اميركا لضربة عسكرية ضد اهداف الأسد».
واضافت المصادر ان «فرنسا وتركيا» على وجه الخصوص تعملان على حضّ الادارة على توجيه «ضربة عقابية» للأسد.
وفي ما يبدو انها عملية اعلامية منسقة من قبل ادارة أوباما، عمدت مصادر وزارة الدفاع (البنتاغون) الى تسريب اقوال الى «وول ستريت جورنال» مفادها ان وزارتهم «تعمل على تحديث لائحة اهداف الضربات الجوية الممكنة للحكومة السورية ومنشآتها العسكرية، كجزء من خطة الطوارئ في حال قرر أوباما التحرك اثر ما وصفه الخبراء اسوأ مجزرة ناجمة عن هجوم كيماوي في عقدين».
وأوضحت الصحيفة ان المصادر شددت على ان «هدف الضربة لن يكون اسقاط النظام، بل معاقبة السيد الاسد في حال ثبت ان الحكومة تقف خلف الهجمات بالغازات السامة الاربعاء» الماضي. وهذا النوع من الضربة العقابية تتماهى مع تصريحات ديمبسي الذي يردد ان «لا مصلحة اميركية» في انتصار اي من الاطراف المتواجهة في سورية، اذ ليس لبلاده اي حلفاء او أصدقاء من بينها.