” ضباب ”

الضباب هو الماء المتبخر ((تبخر)) و اللذى يتكثف بفعل البرودة و يخرج من البحيرات و البحار و يغزو اليابسة و هذه هى حالة فيزيائية .. و تنتهى بسطوع الشمس الحارة ..

أما الضباب اللذى يخرج من عقول البشر و يتبخر من خلال عقولهم فهو حالة انسانية عقلية يراد بها تبخير العقل الإنسانى الصلب و تحويله لمادة قابلة للنفخ و التشتت و الانقشاع و تحويل البشر من مادة حقيقية لمادة هلامية ضبابية يستطيع صناعها من التحكم بها و توجيهها, فهو فعلاً ينفخ فى حالة هوائية تنقشع بالنفخ و تختفى أو تتلاشى!

لقد استطاع اعداء هذه الأمة من تحويل الحالة الصلبة ألا و هى اللغة و الفكر و الثقافة الاجتماعية اعنى الحالة القومية الى حالة ضبابية هلامية تم النفخ بها و تلاشت و هكذا استطاعوا من خلال ادخال حصان طروادة الخشبى المسمى الإخوان و السلفيين والوهابيين و الصفويين الدينية عن تحويل الانسان العربى اللذى ينتمى لأرضه و مياهه و سمائه و اهله و ثقافته و حتى دينه الأصلى لتبخر و تكثف و ضباب …

لقد انسلخ الإنسان العربى اللذى ينتمى لديانات مختلفة من جذوره الأصلية و اصبح هالة ضبابية و فى نفخة بسيطة تلاشت القومية العربية و اصبحت صور غير جميلة لبشر سكنوا تاريخ ما قبل عصر السلالات, انسان جاوه وينتردال سكان الغابة الأوليين, هكذا من خلال غزو ثقافى متخلف اسقطوا الإنسان العربى و نفخوه و تلاشى.

تذكروا الضباب لا ينقشع إلا بسطوع الشمس المشرقة الحارة .. فادعوا إله مردوك إله الشمس لكى يخرج من جديد لقشع الضباب, أو اصنعوا شمساً جديداً ..

‎هيثم هاشم – مفكر حر؟‎

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in فكر حر, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.